«ليلة العُمر»، ألبوم الصور الذي أصدرته جمعية العاصمة للثقافة الإسلامية، عمل يرصد واحداً من أكثر الأوقات والذكريات التي ترسم حياة وطريق مستقبل أي منا: ذكرى اختيار شريك الحياة. الحياة التي سيتبدَّل إيقاعها بطبيعة الحال. لا يهم إذا تكشفت الأيام عن خلافات وشقاق أو أعياد تتمخَّض عنها تلك الليلة، وذلك واقع لا نتجنَّى عليه.
هل هو كتاب تاريخي للصورة... للمكان والبشر؟ هل تكفي الصورة لتكون تاريخاً؟ ماذا عن الكلام. لا نعني هنا كلام الصورة. ذلك أمر مهم. ما نعنيه هو ما قبل/ بعد الصورة. الكلام على الصورة لا عنها!
الصورة مُكثَّفة بلحظتها... تاريخ اللحظة، ولحظتها «التاريخ» من دون شك؛ لكنه يظل تاريخاً ناقصاً. الصورة من دون الكلام لا تفتح لك كوَّة في سماء النظر والتأويل. لكن ليس بالضرورة أن يكون الكلام ناقصاً من دون الصورة. الكلام في كثير منه يقوم على الصورة. هل تقوم الصورة على الكلام؟ لأعد صياغة التساؤل: هل الصورة ناقصة من دون الكلام، كي لا تتفرع عن هذا الكلام متاهة! ذلك ما حاول أن ينبِّه إليه إن لم تخذلني الذاكرة، حسين المحروس، في كتابة على حائطه الافتراضي في «الفيسبوك».
لكن العمل الذي يتم استعراضه هنا، يظل مهماً بمقياس ما. جهد لا يمكن أن يبخس حقه، وللحق ذاك درجات أيضاً. تظل الحاجة إلى تعميق مثل تلك المشروعات. وصف الصورة، وتذييلها بتاريخ الحدث، ليست مهمة مليئة بالعبقرية. جهد تسجيلي. يبرز الجهد أكثر في الذهاب إلى ما وراء ذلك. اللغة التي تقدمه أيضاً.
فريق عمل الألبوم تحدَّث في مقدمته عن «مشروع توثيقي». كتب عمَّا يشبه الخطة التي أفضت إلى إخراج وإصدار هذا العمل. المراحل التي مر بها والآليات التي اعتمدها. سبقت هذا الجزء، أربعة أجزاء أخرى، وثمة توجُّه للمضيِّ في المشروع. في المنامة كثير مما يمكن قوله. في المنامة الصور قارَّة ومتحرِّكة في الوقت نفسه.
لماذا لا يتم مستقبلاً تجاوز التوثيق فقط، لالتقاط موضوعات في الصورة مهمة؟ المنامة طاعنة في تاريخها،وهناك أرشيف ضخم من الصور حان الوقت للاشتغال عليه.
التأريخ للملامح
سيد فاضل آل شرف الذي قدَّم للعمل، اتسمت كلمته بلغة سلسلة وواعية لقيمة الصورة وما بعدها. «ملامح غادرتْنا وكأنها ما غادرتنا، وملامحنا نحن المُنسلِّين من أيامهم، وملامح أخرى ستجيء، كلها ملامح واحدة لو أدركنا تشابهنا، ملامح تؤرِّخ الصورة، أو الصورة تؤرِّخ الملامح، وتكتب سيرة لا تذبل. إنها سيرة الصورة».
في تناول فريق العمل لخطته، أشار إلى وضع قائمة من 300 عائلة من عائلات المنامة، على اختلاف تياراتهم وانتماءاتهم. صادفت الفريق كثير من الصعوبات تحدَّدت في عدم تعاون بعض تلك العائلات.
احتوى الألبوم التوثيقي، مقدِّمة عن مراسيم وطقوس الزواج قديماً. الجزء الأعظم من تلك الطقوس انتهى، ويمكن القول بأنه لم يعد له وجود، بحكم التحول المديني الذي حدث، والقفزات الهائلة في إيقاع الحياة والتغيرات التي طرأت عليها، ما أزاح كثيراً من العادات والتقاليد والطقوس، والزواج من بينها. يضيء معدِّو الألبوم جانباً من تاريخ عادات وتقاليد الزواج وقتها «في عصر اليوم السابق على ليلة الزفاف، كان العريس يُزفُّ ممتطياً حصاناً محاطاً بالأهل والأصدقاء الذين هم عزه وشرفه إلى عين أم شعوم بقرية الماحوز المتاخمة للمنامة، وهناك يغتسل العريس ومعه بعض أقرانه استعداداً لليلة العمر، وبعضهم يفضِّل أن تجري تلك المراسيم في عين عذاري غربي البلاد القديم، ويقوم العريس بتنظيف جسمه ويتنوَّر، وهي الطريقة القديمة لتنظيف الجسم باستعمال خليط النورة والزرنيخ، ويساعده أصدقاؤه في تجميل نفسه».
كما يحتوى الألبوم على صورة لـ «الفرْشة»، وهي حجرة العروس التي يتم تزيينها، وتتولى النساء تلك المهمة، ويتم ذلك «بالمرايا والستور الحمراء والخضراء والكرات الزجاجية الملونة (الرمانات). ويُوكل في العادة أمر إعداد حجرة الزواج لامرأة مُحترفة مُتخصصة في هذه الأمور، ويُطلق عليها (الفراشة)».
وفي تفصيل حجرة العروس وما تحتويه، يشير الألبوم إلى أنه «في أحد أركان الفرشة يُوضع سريران جنباً إلى جنب، ويُشترط أن يكونا مختلفين في الارتفاع والاتساع. وتوضع على السرير المرتفع ناموسية (كله) تتدَّلى منها ستائر من القماش الملوَّن الزاهي تسمَّى (الغدان)، ويفرش السريران بمراتب يطلق عليها (طرَّاحات)، وتكون في الغالب مخدَّة منها طويلة بعرض (الطرَّاحة)، ثم تُغطَّى الطرَّاحات بقماش يجب أن يكون دائماً من اللون الأحمر».
مأذونون شرعيون أجروا العقود
تضمَّن الألبوم أسماء المأذونين الشرعيين الذين أجروا عقود الزواج في المنامة وهم: الشيخ قاسم المهزع (1847 - 1941)، الشيخ خلف العصفور (1868 - 1936)، الشيخ عبدالله المصلِّي (1847 - 1941)، الشيخ طه العرادي (1363هـ - 1943م)، السيدجعفر السيدرضا (1908 - 1952)، الشيخ محمد علي حميدان (1901 - 1954)، السيد علي الوداعي (1867 - 1955)، السيدعلي كمال الدِّين الغريفي (1907 - 1975)، العلَّامة الشيخ باقر العصفور (1889 - 1979)، الشيخ عبدالله آل طعَّان (1903 - 1961)، السيد علوي الغريفي (1919 - 2011)، الشيخ ميرزا العرادي (1914 - 1991)، السيد هاشم الطويل (1914 - 2004)، السيد أحمد علوي الغريفي (1946 - 1985)، الشيخ أحمد مال الله (1939 - 2006)، الشيخ أحمد خلف العصفور (1920 – 2014)، السيد جواد الوداعي)، الشيخ عبدالحسين بن خلف العصفور، الشيخ إبراهيم بن عبداللطيف السعد، السيد سعيد الوداعي، والشيخ عبدعلي الحوَّاج.
أرشيف الزفاف
تم الاعتماد على الأرشيف الخاص لموضوع الكتاب، والذي تضمَّن صوراً لليلة العمر، بين شخصيات ووجهاء وأعيان ومسئولين حاليين، ومن العائلات الكبيرة التي لها امتداد وجذور في العاصمة (المنامة).
ومن بين الأرشيف صور لحفل زفاف سيدمحمد جعفر عمران في العام 1950، وتجمعه في إحداها بعبدالجليل البحارنة، سيدتاج آل شرف، سيدنعمة آل شرف، سيدفاضل آل شرف، عباس المشكاب، ميرزا علي زليخ، وسيدمحمد المشكاب. وحفل زفاف علوي السيد موسى العلوي على كريمة الحاج سيد كاظم العلوي في مأتم القصاب في العام 1966، وكان المأذون الشرعي وقتها العلَّامة الشيخ باقر العصفور، فيما شهد العقد ملاحسن البصري، وسيدعبدالصمد العلوي، وحفل زفاف عبدالشهيد يوسف حبيب الحليبي على كريمة الحاج سيدأحمد جعفر الحليبي في منزل العائلة، وذلك في العام 1967، وكان الشيخ أحمد خلف العصفور هو المأذون الشرعي؛ فيما شهد على العقد كل من: سيدجعفر أحمد الحليبي، وسيدحيدر أحمد الحليبي، وحفل زفاف سيدصادق جواد الحسيني على كريمة ملاعبدالكريم حسين الشيب في المنامة، وذلك في العام 1967، وكان الشيخ محمد سعيد المبارك هو المأذون الشرعي، وشهد على العقد، الحاج رضي سالم الحلواجي، والحاج حسن علي الحوَّاج، وحفل زفاف ناظم صالح عبدالله الصالح على كريمة سيدأحمد آل شرف بفندق دلمون، وكان ذلك في 10 أكتوبر/ تشرين الأول 1969، وكان الشيخ ميرزا العرادي هو المأذون الشرعي؛ فيما شهد العقد كل من: علي صالح الصالح (رئيس مجلس الشورى الحالي)، وسيدفيصل أحمد آل شرف، وحفل زفاف المغفور له وزير المواصلات السابق، رئيس مجلس الشورى السابق، وأول رئيس للمحكمة الدستورية، إبراهيم محمد حسن حميدان، على كريمة جعفر سلمان خلف، وكان الاستقبال في نادي العروبة؛ في الأول من يناير/ كانون الثاني 1970؛ فيما كان المأذون الشرعي، الشيخ أحمد خلف العصفور، وشهد العقد كل من: عيسى بن علي النوخذة، وعبدالرضا جعفر سلمان خلف، وحفل زفاف سيد مهدي حسين إبراهيم الغريفي، على كريمة سيدعلي إبراهيم الغريفي، في منطقة النعيم الغربي، بتاريخ 27 سبتمبر/ أيلول 1970، والمأذون الشرعي، السيد علوي الغريفي، وحفل زفاف سيدمصطفي حسين الغريفي، على كريمة الحاج أحمد التيتون، في منطقة النعيم الغربي بتاريخ 21 سبتمبر 1970، وكان المأذون الشرعي، السيد علوي الغريفي، وحفل زفاف سيدجعفر عباس شرف، على كريمة الحاج عبدالحسين إبراهيم شبيب الحلواجي، في فبراير/ شباط 1971؛ فيما كان المأذون الشرعي، الشيخ أحمد خلف العصفور، وحفل زفاف بدر جاسم الشيخ، على كريمة إبراهيم رجب، في مأتم الحاج عباس، وذلك في 4 فبراير 1972، وكان الشيخ أحمد خلف العصفور هو المأذون الشرعي.
ومن بين الذين احتوى عليهم أرشيف «ليلة العمر»، مهدي حسين المحروس، وتم حفل زفافه في مأتم مدن، وكان المأذون الشرعي، السيدعلوي الغريفي؛ فيما شهد على العقد، السيدعبدالله الغريفي، وملاحسن مبارك، وعلي عبدالرزاق عيسى الصيرفي، على كريمة إبراهيم خليل القصاب، في مأتم الجزازيف بحديقة السلمانية في 20 سبتمبر 1978، وكان المأذون الشرعي، عبدالحسين خلف العصفور، ويوسف صالح الصالح (شقيق رئيس مجلس الشورى)، على كريمة سيدموسى العلوي بفندق دلمون في 25 فبراير 1978، وكان المأذون الشرعي، سيدجواد الوداعي، وسيد موسى كاظم المشعل، على كريمة ناصر عبدالجبار علي في مأتم العريِّض، بتاريخ 14 أكتوبر 1979، وسيدمحمد جعفر علوي الغريفي، على كريمة عبدالله الخنيزي، في منطقة النعيم بتاريخ 17 يوليو/ تموز 1979، وعادل عبدالله الذهبة، على كريمة عيسى مرزوق، في مأتم بن رجب بتاريخ 19 أكتوبر 1979، وعادل إبراهيم لطف الله العريِّض، على كريمة إبراهيم عبدالله لطف الله، في مأتم العريِّض في العام 1980، وكامل صالح الصالح (شقيق رئيس مجلس الشورى)، على كريمة سيدموسى العلوي بفندق الشيراتون بتاريخ 17 يوليو 1981، وكان المأذون الشرعي، سيد جواد الوداعي، وفيصل عبداللطيف الناصر، على كريمة حسين علي بوكنَّان، في منطقة القفول، بتاريخ 13 مايو/ أيار 1982، وعبدالهادي سلمان محمد المخرق، على كريمة عبدالله إبراهيم الذهبة، في منزل سعيد المخرق بتاريخ 12 مايو 1984، ومهدي صالح عيسى الخور، على كريمة حبيب محمود، في مأتم بن زبر، في العام 1984، وكان المأذون الشرعي، الشيخ أحمد خلف العصفور؛ فيما شهد على العقد كل من: العلامة الراحل الشيخ عبدالأمير الجمري، والملايوسف الجمري والشيخ عبدالمحسن الجمري، وحفل زفاف عبدالنبي إبراهيم علي المسقطي، على كريمة عبدالله حبيل الخواجة، في مأتم زبر، بتاريخ 18 يوليو 1971، وكان المأذون الشرعي العلامة الشيخ باقر العصفور؛ فيما شهد على العقد كل من: عبدعلي إبراهيم المسقطي، وعبدالحسين إبراهيم المسقطي.
كما تضمَّن صوراً لحفل زفاف، سيدمصطفى آل شرف في العام 1954، عبدالرسول العرادي في العام 1949، وجميل سعيد المنصور العام 1954، ومجيد حسن الجشي العام 1977، وحسين رضي القطري، العام 1980، وحفل زفاف حميد آل نوح، من دون ذكر التاريخ، وجواد عبدالحسين الحلواجي، من دون ذكر تاريخ، ونوري العرادي، من دون ذكر التاريخ، وإبراهيم حسن، في مأتم الكليتي في العام 1973.
كما احتوى الألبوم نماذج لبعض دعوات حفلات الزواج في المنامة، من عائلات: الحلواجي والسيد سبّر، والصالح والحليبي والموسوي وغيرهم.
ألبوم الصور أعدَّه ونفَّذه سيدفاضل آل شرف، وكان معه في فريق العمل: محمد سلمان المخرق، محمود عادل مدن، عباس الحرحوش، محمد أحمد المخلوق، سيدمحمد المشقاب، نجيب المخرق، زهرة الجشي، ميرزا القصاب، عقيل المسقطي، وفدك محمد المخلوق.
ساهم في إعداد الألبوم مادياً ومعنوياً كل من: كامل صالح الصالح، سعيد حميد آل نوح، حسين عبدعلي خلف، علي عبدالله الشعلة، وفيقة العليوات، وفاطمة آل شرف.
العدد 4712 - السبت 01 أغسطس 2015م الموافق 16 شوال 1436هـ
عجيييب
الله ع ايام زمان حياتهم جميلة اوبسيطة وقلوبهم نظيفة
مبدع يبه
رووووووعه الموضوع يورينا شي ماجفناه تراث انقرض