شهدت الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية أمس السبت (1 أعسطس/ آب 2015) توتراً شديداً غداة مواجهات بين الإسرائيليين والفلسطينيين بعد يوم دام شهد مقتل ثلاثة فلسطينيين أحدهم رضيع احترق حياً بعد إضرام مستوطنين متطرفين النار في منزلين.
وشيع آلاف الفلسطينيين ظهر السبت في مخيم الجلزون الشاب ليث الخالدي (16 عاماً) الذي قتل مساء الجمعة برصاص الجيش الإسرائيلي خلال مواجهات وقعت بالقرب من بلدة بيرزيت في الضفة الغربية.
ورفع المشاركون في الجنازة رايات مختلف الفصائل الفلسطينية، فيما أطلق ملثمون النار في الهواء، متوعدين بـ «الثأر».
واندلعت مواجهات بين عشرات الشبان والجيش الإسرائيلي على أطراف المخيم بعد انتهاء الجنازة.
وأكد مصدر أمني فلسطيني لوكالة «فرانس برس» أن مواجهات حدثت في عدة مناطق تماس مع الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية مثل بيت لحم وعطارة ورام الله، بعد تظاهرات صغيرة انطلقت احتجاجاً على حرق الطفل علي دوابشة وعائلته في قرية دوما في شمال الضفة فجر الجمعة.
وأشار هذا المصدر إلى أن نسبة المواجهات مع الجيش الإسرائيلي قد ترتفع عند ساعات المساء.
من جهته، ذكر سائق سيارة إسعاف، متخصص في تتبع الإصابات التي تقع خلال المواجهات مع الجيش الإسرائيلي، أن لا إصابات لغاية الآن خلال هذه المواجهات.
وأضاف «الجيش الإسرائيلي يستخدم الغاز المسيل للدموع فقط، كأنه يتجنب الإصابات المباشرة لتخفيف حدة التوتر».
ونصبت خيمة عزاء بالطفل علي دوابشة أمام منزله في قرية دوما شمال الضفة الغربية، زارها المئات من الفلسطينيين والمسئولين، في حين لا يزال ابوه وامه واخوه بين الحياة والموت في المستشفى في إسرائيل جراء إصابتهم بحروق خطيرة.
وجرت مواجهات ظهر السبت بين مستوطنين يهود وفلسطينيين في قرية عصيرة الشمالية شمال الضفة الغربية بينما قالت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) إن عشرات الفلسطينيين أصيبوا بجروح طفيفة في مواجهات ليل الجمعة السبت في القدس الشرقية.
واندلعت دوامة العنف الجديدة فجر الجمعة عندما ألقى مستوطنون ملثمون زجاجات حارقة من النافذة داخل منزلين بينهما منزل عائلة دوابشة ومنزل آخر كان خالياً في قرية دوما شمال الضفة الغربية.
واحترق المنزلان وتحولا كتلة رماد.
واحترق علي البالغ من العمر 18 شهراً حياً بينما يصارع ابواه سعد وريهام وشقيقه أحمد ابن الأربع سنوات الموت.
وقال مستشفى بئر السبع في جنوب إسرائيل لوكالة «فرانس برس» أن سعد دوابشة مصاب بحروق من الدرجة الثالثة في تسعين في المئة من جسمه. وأكد مستشفى تل هشومير في تل أبيب لـ «فرانس برس» أن زوجته وابنه «في حالة خطيرة جداً وحياتهم في خطر».
والهجوم الذي قام به «إرهابيون يهود» كما قالت السلطة الفلسطينية، مستخدمة عبارات نادرة في قسوتها، هو الآخير من لائحة طويلة من العمليات الانتقامية التي يقوم بها اليمين الإسرائيلي المتطرف والمستوطنون.
وفي مواجهة الاستياء الذي أثارته صورة جثة الطفل وقد لف بالعلم الفلسطيني الذي غطى الحروق، دان القادة الإسرائيليون وعلى رأسهم بنيامين نتنياهو الهجوم ووصفوه بأنه عمل «إرهابي».
وفي خطوة استثنائية، قام نتنياهو والرئيس ريوفين يرفلين بزيارة والدي الرضيع بينما أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي اتصالاً هاتفياً برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ليؤكد له بأن العدالة ستأخذ مجراها.
وشكك عباس في رغبة إسرائيل في «تطبيق عدالة حقيقية» وطلب في مستهل اجتماع طارئ للقيادة الفلسطينية في مقر الرئاسة في رام الله من وزير الخارجية الفلسطيني «التوجه إلى المحكمة الجنائية الدولية».
وأضاف «سنقدم ملف جريمة إحراق الرضيع علي دوابشة إلى المحكمة الجنائية الدولية»، موضحاً أنه «منذ العام 2004 ارتكب المستوطنون 11 ألف جريمة ضد شعبنا وكلها تسجلها الحكومة الإسرائيلية ضد مجهول أو تحقق مع المجرميين عدة ساعات وتطلق سراحهم ليعودوا مرة أخرى لأعمالهم القذرة والوحشية».
من جهة أخرى، أعلن الناطق باسم وزارة الصحة في غزة أن فلسطينياً قتل برصاص الجيش الإسرائيلي وأصيب آخر الجمعة قرب بلدة بيت لاهيا في شمال غرب قطاع غزة. وقال الطبيب أشرف القدرة لـ «فرانس برس»: «استشهد محمد حامد المصري وعمره (17 عاماً) برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي قرب شاطي البحر غرب بلدة بيت لاهيا» مبيناً أن شاباً آخر أصيب بجروح «متوسطة برصاص الاحتلال».
العدد 4712 - السبت 01 أغسطس 2015م الموافق 16 شوال 1436هـ