قتل عشرة أشخاص على الأقل في هجوم انتقامي شنه تنظيم بوكو حرام على سكان قرية في ولاية يوبي بشمال شرقي نيجيريا، بحسب ما أفاد مسئول محلي أمس الجمعة ، وفق ما نقلت صحيفة "الشرق الأوسط" اليوم السبت (1 أغسطس / آب 2015).
وقال بابا نوهو لوكالة الصحافة الفرنسية إن «مسلحي بوكو حرام هاجموا قرية كوكوا غاري، مستقلين 32 دراجة نارية، وقتلوا عشرة أشخاص، بينهم امرأتان»، مضيفا أن «هذا الهجوم وقع بعد يومين من قيام جمع من سكان القرية بقتل عنصرين من بوكو حرام، تعرف عليهما السكان حين حضرا إلى القرية». كما قتل ستة أشخاص عندما فجرت انتحارية نفسها أمس في سوق في مايدوغوري، شمال شرقي نيجيريا، وفق ما أفاد شهود، فيما تعكف نيجيريا وجاراتها على تشكيل قوة لقتال بوكو حرام.
وقال باباكورا كولو، وهو عنصر في ميليشيا الدفاع الذاتي التي تقاتل بوكو حرام إلى جانب الجيش النيجيري، لوكالة الصحافة الفرنسية: «لقد وقع هجوم انتحاري في سوق غامبورو بمايدوغوري، نفذته انتحارية عند قرابة الساعة 6.30 صباحا بالتوقيت المحلي، وهو الوقت الذي يصل فيه التجار إلى السوق التي تفتح في وقت مبكر»، مضيفا أنه تم نقل سبع جثث، بينها جثة الانتحارية إلى المستشفى، فيما أصيب ثمانية أشخاص آخرين.
ويعد هذا الانفجار هو الأحدث في موجة هجمات استهدفت أسواقا مزدحمة، نفذ الكثير منها انتحاريات مراهقات، في نيجيريا وتشاد والكاميرون، وأدت إلى مقتل 130 شخصا وإصابة العشرات هذا الشهر.
وأضاف كولو أنه «تبين من الإفادات التي جمعناها من الناس حولنا، أن المرأة وصلت في سيارة ذات ثلاث عجلات، كما تفعل جميع النساء العاملات في السوق، وفجرت نفسها فور نزولها من السيارة وسط السيارات المشابهة الأخرى التي كان ينزل منها التجار».
ووصف أحد السكان المحليين حالة الرعب التي عمت مكان الانفجار بقوله: «كنت في منزلي عندما سمعت انفجارا قويا دفعني إلى الخروج، وكان الهجوم من سوق غامبورو... لقد كانت جثث الضحايا والعربات تتناثر في المكان».. فيما قال تاجر في السوق طلب عدم كشف اسمه: «لقد شاركت في عمليات الإغاثة، حيث حملنا ست جثث وجثة الانتحارية المشوهة في شاحنة صغيرة نقلتهم إلى المستشفى. كما نقل ثمانية جرحى إلى مستشفى متخصص في مايدوغوري». وتعد سوق غامبورو ثاني أهم سوق في مايدوغوري، عاصمة ولاية بورنو ومهد حركة بوكو حرام التي تشن حملة دموية منذ 2009 أدت حتى الآن إلى مقتل 15 ألف شخص على الأقل.
ويأتي هجوم مايدوغوري عقب زيارة قام بها الرئيس النيجيري محمد بخاري هذا الأسبوع إلى الكاميرون لمناقشة تقوية التحالف الإقليمي ضد المتطرفين عقب موجة غير مسبوقة من التفجيرات الانتحارية في الكاميرون، التي شهدت خمس هجمات انتحارية.
وكانت السلطات النيجيرية قد عينت أول من أمس الجنرال آليا أباه قائدا للقوة التي تشارك فيها خمس دول لقتال بوكو حرام، بعد أن عمل قائدا سابقا للعمليات العسكرية في دلتا النيجر. وتتألف القوة المشتركة من 8700 عسكري من نيجيريا وتشاد والكاميرون والنيجر وبنين.
وفي سياق متصل، أعلن رئيس الأركان النيجيري السابق أليكس بادش مساء أول من أمس، أن الجيش النيجيري يفتقر إلى المال والعتاد اللازمين للقضاء على حركة بوكو حرام المتمردة.
وقال الجنرال باديش خلال حفل ألقاه بمناسبة مغادرته منصبه: «لقد كنت على رأس جيش يفتقر إلى العتاد اللازم، وإلى الحافز لقتال عدو غير مرئي ومندس في صفوف السكان المحليين». وأعرب باديش عن أسفه لأنه «مع مرور الوقت تم إهمال الجيش ولم يتم تجهيزه، وذلك في سبيل الحفاظ على بعض الأنظمة، في حين أن أنظمة أخرى قامت عمدا، بناء على نصائح من دول بعض الدول الأجنبية، بخفض حجم الجيش وتمويله».. من دون أن يوضح عن أي أنظمة أو دول أجنبية يتحدث.
واتهم رئيس الأركان السابق «طابورا خامسا في الجيش وأجهزة أمنية أخرى بتسريب مخططات معلومات عسكرية حساسة أخرى إلى المتطرفين»، مما جعل قتال بوكو حرام «صعبا للغاية». كما أكد الجنرال بادش أن تسريب معلومات سرية أدى أيضا إلى «مقتل الكثير من الضباط والرجال الذين سقطوا في كمائن نصبها متطرفون تم تحذيرهم مسبقا بقرب وصول الجنود».
وسبق أن وجهت انتقادات شديدة إلى الجيش النيجيري لعجزه عن القضاء على تمرد بوكو حرام الذي خلف أكثر من 15 ألف قتيل و1.5 مليون مهجر خلال ست سنوات.