العدد 4711 - الجمعة 31 يوليو 2015م الموافق 15 شوال 1436هـ

«البيادر» يقدم مسرحيته «شعب البلاليط» للمرة الثانية

بحضور متميز في موسم العيد

قدم مسرح البيادر، في موسم العيد، مسرحيته «شعب البلاليط» تأليف جمال الصقر وإخراج أحمد جاسم وتمثيل عادل جوهر وعبدالله الدرزي وآخرون. ويعاود البيادر تقديم مسرحيته بعد النجاح الذي حققته عام 2011، إذ تم تقديم أربعة عروض متتابعة شهدت حضوراً جماهيرياً متميزاً، ابتداءً من 25 حتى 28 يوليو/ تموز 2015 على مسرح الصالة الثقافية بالجفير.

في مسرحية «شعب البلاليط» يضيع حق مواطن بين دهاليز البيروقراطية وتعقيداتها، وعلى رغم بساطة مشكلته المتمثلة في «كيس بلاليط منتهي الصلاحية»، إلا أن تعقيدات المؤسسة الرسمية وتراتبيتها المبالغ فيها وفسادها المطبق يجعله يهيم على رأسه من مكتب لآخر ومن مسئول لآخر من الخفير إلى المدير ومن النائب إلى الوزير حتى يضيع جهده وحقه بين التراتبيات والمحسوبيات والبيروقاطيات، تماماً كتشابك عيدان البلاليط التي لا تعرف لها أول ولا آخر، لنخرج معه من هذه المتاهة الطويلة والتعقيدات المهولة إلى أن المسألة ليست بالأمر البسيط وأنها أكبر من كيس بلاليط. هكذا تتخذ المسرحية صيغة تبصيرية بل وتحذيرية وتفتح عين المسئول على حجم المشكلة التي قد تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه، وحينها لا ينفع الندم «فلات حين مناص».

كيس بلاليط

على هامش إحدى العروض، التقت «فضاءات الوسط» مخرج المسرحية ومجموعة من الممثلين للحديث عن رسالة المسرحية وطبيعتها الكوميدية وانتقالها من العرض على مستوى المهرجانات إلى المستوى الجماهيري وتقديمها في موسم العيد.

وأشار المخرج أحمد جاسم إلى أن أحداث المسرحية تدور حول قصة رمضان الذي ابتاع من السوبرماركت كيس «بلاليط» فاكتشف أن الكيس انتهت مدة صلاحيته، فيتفق مع أبوه أن يشتكي على السوبرماركت في الشرطة، فيذهب فعلاً إلى الشرطة ويقدم شكواه لكنه يتفاجأ بأن المشكلة لا تخصهم، فيتحول إلى البلدية ويصطدم بالرد نفسه، وهكذا يتدرج إلى النائب والوزير ويلتقي بأصناف من البشر بمختلف توجهاتهم وكل منهم ينصحه بطريقة مختلفة للاحتجاج لكن جميعها تزيد المشكلة تعقيداً وهكذا تتعطل مصالح الناس وتضيع في جو بيروقراطي ولغط بين الآراء المتعددة للناس وتوجهاتهم الإيديولوجية.

أما عن أهم القضايا التي تطرحها المسرحية فيجيب جاسم «عقدة البيروقراطية، وكيف تضيع حقوق ومصالح الناس وسط فوضى غير محدودة، وكذلك التوجهات المختلفة للجماعات والأحزاب التي تتناول القضايا المجتمعية وتستغلها على حساب المواطن البسيط. وكيف يكون للمواطن دور في تغيير الخطأ في المجتمع».

المشاكل قنابل موقوتة

يشير جاسم إلى أن الهدف الرئيسي من العمل هو «كيف يكون للمواطن صوت إيجابي في بناء المجتمع وتغيير الخطأ، حتى لو كانت القضية بسيطة في نظر الآخرين، فهناك الكثير من قضايانا الصغيرة التي لا يأبه لها الناس ثم تتراكم وتزيد وتصبح قنابل موقوتة، فعلى سبيل المثال لو سكتنا عن مشكلة الشوارع غير المرصوفة أو سكتنا عن مشكلة زحمة السيارات اليومية في بعض الطرقات أو مشكلة تراكم القمامة في بعض المناطق أو مشكلة البرامج الضعيفة في التلفزيون أو غيرها من المشاكل التي نتوقعها بسيطة، ما الذي سيحدث؟! هذه قضايا المجتمع اليومية فإذا أهملت ستتراكم وستزعج الرأي العام وتعطل مصالح الناس».

بشأن تفاعل الممثلين مع العمل من وجهة نظره كمخرج، يجيب جاسم بأن «مسرح البيادر يضم مجموعة من الممثلين الحيويين كفريق مميز متجانس الأفكار، ويشعر كل واحد من طاقم العمل أنه جزء رئيس من تشكيل العمل لأننا في بداية كتابة النص استدعينا أفكار جميع الممثلين وقمنا بصياغتها ثم خرجنا بهذا العمل».

أما عن تفاعل الجمهور فيقول جاسم «هناك ارتياح كبير لدى الناس في طرح مثل هذه القضايا الحساسة بهذا الأسلوب الكوميدي الخفيف بعيداً عن التشنجات والرمزية والغموض، فقضايانا تحتاج لوضوح ومصارحة وهذا ما يريده الجمهور، وخاصة أننا في بلد يدعم الحريات».

كوميديا الموقف

تحدث الفنان الكوميدي عادل جوهر عن دوره في المسرحية فأشار إلى أنه يقدم حكاية المواطن رمضان الذي يشتري كيس بلاليط ويكتشف أنه منتهي الصلاحية، ويحاول أن يعرف من المسئول عن إدخال هذه البضاعة للبلد، وكيف يباع في السوبر ماركت ولا أحد يتحرك، فيحاول الذهاب للإدارات لحل هذه المشكلة، فهل يستسلم. إذ تجسد المسرحية الصراع بين المواطن والبيروقراطية.

وأضاف جوهر هذا الدور ليس جديداً، إذ «قدمته سابقاً وفزتُ به في مهرجان المسرح الخليجي 2011 في عمان بصلالة بجائزة أفضل ممثل، لكننا أدخلنا مع بعض التعديلات ليناسب الجمهور».

وأضاف جوهر «الجمهور عاش قصة رمضان وكفاحه للقضاء على البيروقراطية، فضحك معه وبكى وتحمس وقلق».

وبشأن غياب بعض الممثلين عن العرض قال «البيادر لا يؤثر عليه غياب أي أحد، وقد اعتذر البعض لظروف خاصة، ونحن نعمل دائماً على التنوع، والانفتاح على الشباب الموهوبين، ومثلما رأيتم أضفنا وجهين جديدين والناس أحبتهما وقدمنا معهما عرضاً جميلاً ومتميزاً».

وعن خفة الظل التي يتسم بها، قال «هذه هبة من الله لا تُعلم ولا تُدرس، و شيء فطري أن يحبك الناس ويتقبلك الجمهور وينشدُّون إليك، والكوميديا فطرة أودعها الله فيّ والجمهور في النهاية قادم إليك ليأنس ويضحك ويرى شيئاً جميلاً، بعيداً عن كوميديا المسخرة والإسفاف التي تهزأ وتسخر من عيوب الناس وأشكالهم، ولكننا نعتمد على كوميديا الموقف القريبة من الناس فليس شرطاً أن أسخر من الناس حتى أُضحكهم، ولكني أُوصل الكثير من المقولات وكل ما أريد بأسلوب كوميدي، وهذه موهبة بدأت معي منذ الصغر ووظّفتها في التمثيل، نحن نحتاج إلى ممثل كوميدي يكون قريباً من الجمهور، الممثلون الموجودون مستويات في ذلك، أما عني فأنا أمثل فوق المسرح بطبيعتي سواء جاداً أو كوميدياً».

أدوار متعددة

عن دوره في المسرحية قال الفنان محمد صقر مبارك «دوري هذه المرة مختلف حيث ألعب أكثر من شخصية منها السجين حمود والنائب والوزير وأبورمضان، وكل شخصية لها حالتها وكاركترها الخاص وهذا ما يحسن من أداء الممثل في حد ذاته من خلال تجريبه تقمص أكثر من شخصية وتأدية أدوار عديدة».

أما الممثل عبدالله الدرزي الطالب بالمعهد العالي للفنون المسرحية في الكويت فقال «شخصيتي في هذه المسرحية متعددة الأشكال، لأن المسرحية أساساً تقوم على الكوميديا الجماعية وتنقلات صاحب قضية البلاليط وهو محور المسرحية بين عدة محطات. الشخصيات التي أقدمها متنوعة من ناحية الشكل والأداء، ومقارنة مع المسرحيات السابقة أجد تنوعاً في الشخصيات وقلة في الممثلين وهذا ما فتح مساحات للجميع للمشاركة بشكل أكبر والدخول في اللعبة المسرحية بشكل أعمق».

الممثل علي عبدالرضا أشار إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يشارك فيها خارج مسرح الجامعة، وقال «أقدم أكثر من شخصية دور حارس المساجين، ودور أبورائد رجل الأعمال الذي يفتح له مجموعة من المشاريع».

العدد 4711 - الجمعة 31 يوليو 2015م الموافق 15 شوال 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً