العدد 4711 - الجمعة 31 يوليو 2015م الموافق 15 شوال 1436هـ

كشكول رسائل ومشاركات القراء

السباق المجنون من أجل التلفون

في مطلع الستينات من القرن الماضي قال لنا مدرسنا البريطاني في مدرسة شركة نفط البحرين (بابكو) إنه يكره التلفزيون. عندما سألناه عن سبب كرهه للتلفزيون، قال إن الضيوف الذين يأتون إلى منزلنا، وبدلاً من التحدث مع بعضهم بعضاً ينشغلون بمشاهدة التلفزيون. بعد قراءتي الموضوع التالي في أحد المواقع الإلكترونية تيقنت بأن المدرس الانجليزي كان صادقاً في أقواله.

الأصدقاء يجلسون مع بعضهم بعضاً في الديوانية، أو على المقهى وكل واحد منهم في واد ولا يتبادلون الحديث إلا قليلاً، والآباء والأبناء قد يجتمعون على مائدة واحدة وعلى رغم ذلك كل واحد من أفراد الأسرة منشغل بجهازه أو هاتفه الذكي، حتى أثناء تناول الطعام أصبح الأب والأم منشغلين عن أبنائهما، وقل تواصل الأصدقاء مع بعضهم بعضاً حتى لو كانوا يجلسون سويّاً.

قلَّ التزاور، وأصبح التواصل إلكترونيّاً، إفراط وإسراف وصل إلى حد الإدمان على استخدام تلك الأجهزة الإلكترونية من الحواسيب بأنواعها، علاوة على الهواتف الذكية وغيرها، حيث جعلت تلك الأجهزة الأبناء والفتيات بل وكل أفراد الأسرة في حالة من العزلة الاجتماعية، لقد أكد ذلك عدد من الآباء والأمهات، لافتين إلى أن تلك الأجهزة قد تدمر الأسرة وقد تشتت شملها وتفرق جمعها.

وعلى رغم الفوائد العظيمة للأجهزة الإلكترونية مثل الحواسيب بأنواعها وأجهزة الهواتف الذكية التي انتشرت بشكل رهيب هذه الأيام في مجتمعنا فإنها أفقدت روح التواصل بين أفراد المجتمع على رغم أنها تعتبر أداة للتواصل الاجتماعي من خلال الدخول على مواقع الفيس بوك أو التويتر أو استخدام برامج الواتس أب وغيرها.

إن هذه الأجهزة التكنولوجية الحديثة تجعل كل من يستخدمها مدمناً عليها، فتجد الأبناء المراهقين يقضون ساعات طويلة ليلاً ونهاراً في استخدام تلك الأجهزة من خلال الدخول على الانترنت، ويعتقد أن الانترنت يعد سبباً أساسيّاً لإدمان الأبناء على استخدام تلك الأجهزة.

قبل ظهور تلك الأجهزة كان الناس يتواصلون ويتزاورون ويلتقون مع بعضهم بعضاً في الديوانيات، وتجدهم يسألون عن أحوال بعضهم بعضاً ويتناقشون في مختلف الأمور والقضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والرياضية، أما الآن تجد الشباب يجتمعون في الديوانية ويسلمون على بعضهم بعضاً وبعدها بفترة غير قليلة تجد كل شخص فيهم منشغلاً بجهاز الآيفون أو اللابتوب أو الآي باد أو غيرها، ويمكثون بالساعات ونادراً يتبادلون أطراف الحديث مع بعضهم بعضاً، لقد جعلت تلك الأجهزة الشباب داخل الديوانية منعزلين عن بعضهم بعضاً على رغم أنهم مجتمعون داخل الديوانية، إنه تناقض رهيب، وتلك هي أضرار التكنولوجيا التي أثرت سلبيّاً على أفراد المجتمع كباراً وصغاراً وقد يصابون بأمراض نفسية ويصابون بحالات من العزلة المرضية.

محمد علي حسين


نحتاج إلى تجديد الثقافة السياحية السائدة

نحن نحتاج إلى ثقافة سياحية جديدة، ونحتاج إلى سائح يحب التعرف على ثقافات وعادات الدول الأخرى، ويحمل معه ثقافته وأخلاقه إلى البلد الذي يقصده، لقد سئمنا من هؤلاء السياح وطيشهم، فهم لا يدركون أن تصرفاتهم تعكس بلداً كاملاً من خلال شخص واحد.

هناك متاحف، وآثار، ومعالم، وأطباق، وكنوز مثيرة للاهتمام يقصدها الناس من كل أرجاء العالم، إلا السياح العرب، فالسائح العربي يسافر ليشرب القهوة وكأن القهوة ليست موجودة عندنا.

يعجبني السائح المثقف الذي يتحلى بأخلاقه، ويزور معالم البلد الذي يسافر اليه، ويطلع على عاداته وتراثه، ويتعرف على نظام المواصلات، والأطباق المشهورة، والموسيقى والفنون التي يشتهر بها ذلك البلد، وأستنكر سفر البعض لمجرد التباهي والتفرج على الناس طوال اليوم، وهو يحتسي فناجين القهوة، ثم يقصد المجمعات ليشتري الملابس من أغلى الماركات، وليكمل مشوار التباهي وهو ذاهب الى أحد المطاعم العربية ليأكل الأكل نفسه الذي يأكله، ثم يقصد الفندق ليستعد للجدول نفسه في اليوم الذي يليه، والاسوأ من هؤلاء، هم السياح الذين يسافرون من أجل اللهو والطيش والتصرف اللامبالي مما يعكس صورة قبيحة عن بلده، فما أكثر شركات السياحة ومواقع الانترنت التي تقدم برامج سياحية مميزة تعرف السائح بكل ما يجب أن يعرفه عن البلدان، فالوسائل موجودة وسهلة وربما تكون أرخص من سعر الملابس التي يتبارى الناس لشرائها، فهذه الشركات تنظم شتى البرامج سواء من مناطق تستحق الزيارة أو برامج مغامرات، أم أماكن استرخاء هادئة أو حتى مطاعم مشهورة، لكن علينا نحن أن ننمي هذه الثقافة عندنا، ففي السفر دروس عند الشعوب الأخرى وتجارب جميلة نتعلمها، فالمتاحف مثلا تكنز في داخلها دروساً تاريخية ثمينة جداً تثير الاهتمام، وأيضاً الآثار تنمي روح المعرفة والاستكشاف.

صالح بن علي


مجالس صامتة

بمقارنة سريعة بين أغلب مجالس الأمس ومجالس اليوم فإنّ الغلبة ستكون بلا شك لمجالس الأمس؛ وذلك لما كانت تمتاز به من قوة من خلال ما يحصل فيها من تبادل الأحاديث، وطرح الآراء بشأن موضوع ما أو الفزعة لأمر معين .أمّا أغلب مجالس اليوم فإنك تدخلها وتخرج منها، وما تنطق فيها من كلمات فقط في حال الدخول سلام عليكم، وفي أمان الله حال الخروج، أمّا باقي الوقت فإنّ الجميع منشغل في الواتس آب، وبرامج التواصل الاجتماعي الأخرى، وهذه سلبية تطغى عليها مجالس اليوم، حيث إننا بحاجة ماسة إلى أن نتعرف أكثر على الموجودين، والاستفادة من تواجد بعض الأفراد ممن يملك الخبرات في مجال عملهم، ويمكن أن يفيد الحضور من عمله، ولكن الحياة المعاصرة سلبت جمال وروعة أغلب هذه المجالس، ولكن مازالت هنالك مجالس تنبض بالحيوية وتبقى مجالس يُشار لها بالبنان في ربوع البلاد لما تمتاز به من تواصل حقيقي بين الأفراد الذين يحضرونها من حيث ما يطرح من آراء. ولله الحمد صحافتنا سجلت الكثير من الأحاديث التي دارت في داخل هذه المجالس، ولو قسنا عليها مجالس الزيارات العائلية سنجدها نسخة مماثلة وطبق الأصل من هذه المجالس ستجد إما التلفزيون «شغال» والكل صامت كأنه في حال الصلاة أو الانشغال بالهواتف، وفي الأخير سجلت الزيارات في سجل صلة الأرحام، وكما حضروه خرجوا دون الحديث مع الأم أو الأب أو الجد أو أي فرد من أفراد العائلة.

مجدي النشيط

العدد 4711 - الجمعة 31 يوليو 2015م الموافق 15 شوال 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً