كشفت وثائق نشرها موقع «ويكيليكس» أمس الجمعة (31 يوليو/ تموز 2015) أن الولايات المتحدة تجسست على كبار سياسيي اليابان ورئيس البنك المركزي وشركات كبرى في البلاد من بينها مجموعة «ميتسوبيشي»، وحددت 35 هدفاً على الأقل.
وتأتي المعلومات الأخيرة عن أنشطة التجسس التي نفذتها وكالة الأمن القومي الأميركية بعد نشر وثائق بشأن تجسسها على حلفاء من بينهم ألمانيا وفرنسا. وتعتبر اليابان أحد الحلفاء الرئيسيين للولايات المتحدة في منطقة آسيا-المحيط الهادئ ويتشاور البلدان دورياً في مجالات الدفاع والاقتصاد والتجارة.
وتابعت الوثائق أن «التقارير أثبتت عمق المراقبة الأميركية للحكومة اليابانية، ما يشير إلى جمع البيانات الاستخبارية ومعالجتها من وزارات ومكاتب حكومية يابانية مختلفة». وأضافت «كما أثبتت الوثائق معرفة وثيقة بالنقاشات الداخلية في اليابان» بشأن قضايا تجارية والسياسات النووية والمناخية وغيرها.
ولم تتم الإشارة تحديداً إلى تنصت على رئيس الوزراء شينزو ابي لكن التنصت الأميركي استهدف أعضاءً كباراً في حكومته من بينهم وزير التجارة يويشي ميازاوا وحاكم البنك المركزي الياباني هاروهيكو كورودا، بحسب «ويكيليكس».
كما أشارت الوثائق إلى تجسس على «استراتيجية التغير المناخي الحساسة» و «محتوى الاجتماعات السرية لرئاسة الوزراء والتي جرت في مقر سكن رئيس الوزراء الرسمي». ولم يصدر من طوكيو أي رد فعل مباشر بشأن وثائق «ويكيليكس».
وتأتي هذه الاتهامات في وقت حساس للغاية بعد بدء محادثات عالية المستوى هذا الأسبوع في هاواي تهدف إلى إقامة منطقة تجارة حرة واسعة تشمل 40 في المئة من اقتصاد العالم.
وتسعى الولايات المتحدة واليابان و10 من دول ساحل المحيط الأطلسي إلى وضع اللمسات النهائية على اتفاق التجارة الذي يعد الأكثر طموحاً منذ عقود.
إلا أن جدلاً يدور بين واشنطن وطوكيو (أكبر بلدين اقتصاديين يشاركان في المفاوضات) بشأن قطاع صناعة السيارات ومساعي طوكيو إلى حماية منتجاتها الزراعية من الشراكة المقترحة عبر المحيط.
وتعود أنشطة التجسس على الأقل إلى ولاية أبي الأولى القصيرة التي بدأت في 2006 بحسب «ويكيليكس». وعاد أبي إلى الحكم لاحقاً في نهاية 2012. وذكرت وثائق «ويكيليكس» أن أربعة من التقارير صنفت «سرية للغاية»، بينما صنف تقرير آخر على أنه يمكن إطلاع الحلفاء بريطانيا وأستراليا وكندا ونيوزيلندا عليه.
وقال مؤسس موقع «ويكيليكس» جوليان أسانج في بيان: «نرى في هذه الوثائق أن الحكومة اليابانية قلقة بشأن ما يمكن أن تبلغه أو لا تبلغه للولايات المتحدة حتى تمنع تقويض اقتراحها للتغير المناخي أو علاقاتها الدبلوماسية معها». وأضاف «ومع ذلك فإننا نعلم الآن بأن الولايات المتحدة سمعت وقرأت كل شيء، وأنها أطلعت أستراليا وكندا ونيوزيلندا وبريطانيا على مناقشات القيادة اليابانية».
العدد 4711 - الجمعة 31 يوليو 2015م الموافق 15 شوال 1436هـ