دعا المبعوث الأممي الخاص لسوريا ، ستيفان دي ميستورا، إلى وضع نهج مشترك لمكافحة داعش، قائلا إن التنظيم لم يكن في السابق ضمن المعادلة غير أنه الآن أصبح أولوية.
وفي حوار مع قسم الأمم المتحدة للإعلام على هامش زيارته إلى نيويورك، حذر دي ميستورا من خطر الفراغ، مشيرا إلى أهمية العمل على انتقال سلس وفعال، يخلق نوعا جديدا من البيئة السياسية في سوريا.
هل لك أن تعطينا لمحة عامة عما هو الوضع في سوريا الآن؟
"الصراع مستمر ليس هناك شك في ذلك، ولكن هناك أيضا بعض العلامات. هناك بعض العلامات السياسية - والتقارب بشأن قلق الجميع في المنطقة وخارجها من تقدم داعش، وهناك حاجة إلى وجود نهج مشترك لذلك. والجميع أيضا، يفهم بصراحة أنه لا يمكن أن يكون هناك معركة متماسكة ضد داعش ما لم يكن هناك حل سياسي، حل شامل وفقا لخارطة طريق موجودة بالفعل، وهي بيان جنيف. هذا ما نحن عليه في الوقت الراهن. هناك مكاسب، وفقا للبعض، وخسائر، وهذا مستمر منذ خمس سنوات."
في الآونة الأخيرة، هل هناك سبب للتفاؤل حول ما يمكن القيام به لسوريا؟
"أولا وقبل كل شيء، أنا أعمل لدى الأمم المتحدة، أنا أعمل في المنظمة منذ 42 عاما. وشعور الأمين العام مثل شعورنا وشعور زملائي في الفريق، وهو "يجب أن نكون متفائلين". لكل صراع نهاية، وهذا الصراع - الذي هو على الأرجح أسوأ صراع من حيث العواقب الإنسانية في السنوات ال 40أو 50 الماضية - يجب أن ينتهي بعد خمس سنوات. نحن نرى إشارات لا تدل فقط على أن الناس قد تعبوا، ولكن أيضا الحكومات والبلدان واللاعبين وأصحاب المصلحة قد تعبوا. وفوق كل ذلك الشعور بأن في كل هذا، داعش هو الرابح الوحيد."
قبل بضع سنوات، لم يكن تنظيم داعش جزءا من هذه المعادلة. ما هو تأثيره على الجهود الرامية إلى التوصل لحل سياسي؟
"دعونا نقولها بصراحة: عندما عقدنا مؤتمر جنيف الثاني، لم يكن تنظيم داعش ظاهرا على الشاشة. في ذلك الوقت، كانت المعضلة بين ما هو أكثر أهمية: الإرهاب ومكافحة الإرهاب، أو تشجيع عملية سياسية شاملة للجميع- وهو ما يعني نوعا مختلفا من الوضع السياسي في سوريا. كان هناك حاجز بين هاتين الأولويتين. الآن ليس هناك شك في أن داعش أصبح الأولوية، ولكن في نفس الوقت ليس هناك شك في أن الجميع يجب أن يعترف بأنه لا يمكن الفوز في الصراع ضد داعش إلا إذا تم حل النزاع في سوريا. والطريقة لحل الصراع في سوريا هي إيجاد حل سياسي. وحل سياسي يعني متابعة حقيقية. لا نحتاج إلى إعادة إنشاء العجلة. تحتاج فقط إلى الدوس عليها. والعجلة هي بيان جنيف، الذي يعتبر خارطة طريق لضم السوريين نحو سوريا جديدة.
كنت مؤخرا في المنطقة. ماذا سمعت هناك من خلال تحركاتك في الميدان؟
"المنطقة قلقة. هناك شعور بالإلحاح. أصبح هذا الشعور بالإلحاح أكثر وضوحا الآن لأن هناك مخاوف من أنه إذا واصل داعش تقدمه بطريقة أو بأخرى، مستفيدا من الصراع في سوريا ومن الفراغ في العراق، قد تنشأ فجأة منطقة فارغة، بمعنى آخر، قد ينشأ فراغ. وهذا لا يمكن أن يحصل. لذلك فإن العمل الآن هو نحو انتقال سلس ومسيطر عليه ولكن فعال وواضح: أي تحول إلى نوع جديد من البيئة السياسية. الناس يتحدثون عن ذلك في المنطقة وفي سوريا. وما يتعين علينا القيام به هو جعله واقعا - وهذا ما نقترحه فعلا على مجلس الأمن."
هناك الكثير على طاولة المجتمع الدولي هذه الأيام. هل لاحظت أي نوع من التعب؟
"هذا هو الخطر الأكبر لسوريا وللشعب السوري. لذلك فمن المهم أن يكون هناك تذكير دائم بالمأساة الإنسانية - التي تتزايد - ولأن هناك خطرا من الشعور بالتعب. ولكن لا يمكننا تحمله. فمشكلة سوريا لا تتعلق فقط بسوريا - بل بالمنطقة، والجيران. أنظر إلى تركيا، إلى الأردن، إلى لبنان، الذي يستضيف عددا من اللاجئين يوازي تدفق مئة مليون لاجئ بشكل مفاجئ إلى الولايات المتحدة."