الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه وسلم، أما بعد؛
فإن شعب مملكة البحرين بكل أطيافه يرفض بكل حزم التدخل في شئونه من أي طرف خارجي، ويقف صفّاً واحداً خلف قيادته في مواجهة هذه التدخلات، وإننا علماء ورجال الدين بمملكة البحرين، من المذهبين الكريمين السني والجعفري، نعلن موقفنا الوطني تجاه التدخلات الإيرانية السافرة في شئون مملكتنا الغالية، مُذَكِّرِيْنَ - في الوقت ذاته - المسئولين الإيرانيين بمبادئ الإسلام السامية في مراعاة حق الجوار وعدم المساس به، حرصاً على علاقات متوازنة تقوم على أساس الاحترام المتبادل الذي يحفظ حقوق الجميع.
كما نُذَكِّرُ المسئولين الإيرانيين بأن التدخل في شئون مملكتنا الغالية يُعَدُّ إيذاءً ممقوتاً وتعدياً يرفضه كل أطياف شعب مملكة البحرين رفضاً قاطعاً.
وإننا ومن منطلق إيماننا وإسلامنا وعروبتنا نرفض تلك الإساءات المتكررة من المسئولين الإيرانيين الذين يضربون بمبادئ حق الجوار التي دعا إليها الدين الحنيف عرض الحائط، مُؤَكِّدِيْنَ حرصنا على علاقات أخوية مع الشعب الإيراني الشقيق.
وإذ نعتز بوطننا ونفتخر بوحدة شعبنا؛ فإننا نُؤَكِّدُ دعمنا لكل ما تتخذه قيادتنا الرشيدة من إجراءات لوقف هذه التدخلات من قبل المسئولين الإيرانيين، ونشدد على ضرورة التفاف الشعب بكل أطيافه حول قيادته، وتسجيل موقف وطني واحد وواضح يعبر بكل قوة عن الرفض الحاسم والاستنكار الشديد لتلك التدخلات والإساءات المتكررة.
مستنكرين بشدة في الوقت ذاته على دعاة العنف ومثيري الفوضى ومؤججي الفتن، ممن يتخذون العنف والتخريب والتفجير وشق الصف سبيلاً لتحقيق أهداف تضرُّ بالأمن الاجتماعي والتعايش السلمي فيما بين الجميع، ضاربين في سبيل ذلك المصلحة العليا للدين والوطن.
وتأسيساً على مقاصد الإسلام وضروراته الخمس بوجوب حفظ الدين والنفس والعقل والنسل والمال، وتأكيداً على دعوة الإسلام إلى تحقيق الحياة الآمنة لكل الخلق، فقد حرمت الشريعة الغراء تحريماً قاطعاً كل سبيل يؤدي إلى التعدي على الآخرين، فإننا نقف اليوم صفّاً واحداً في وجه كل من تسول له نفسه الإخلال بأمن الوطن والتعدي على حرمة الدماء والأعراض والأموال والممتلكات العامة والخاصة، داعين جميع العقلاء والمخلصين إلى التكاتف من أجل تصفية المجتمع وتنقيته من جميع صور التعدي المرفوضة بل والمحرمة شرعاً وعرفاً وقانوناً.
والله تبارك وتعالى نسأل أن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كل سوء ومكروه، وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان والرخاء والاستقرار، وأن يعم البشرية بظلال السلام.
العدد 4710 - الخميس 30 يوليو 2015م الموافق 14 شوال 1436هـ