عبر ملك المغرب محمد السادس اليوم الخميس (30 يوليو/ تموز 2015) في كلمته في الذكرى الـ16 لاعتلائه العرش، عن قلقه من "الأوضاع الصعبة" في "المناطق البعيدة والمعزولة" من البلاد، داعيا الحكومة إلى وضع "مخطط عمل مندمج".
وقال الملك المغربي انه "رغم التطور الذي حققته بلادنا، فإن ما يحز في نفسي، تلك الأوضاع الصعبة التي يعيشها بعض المواطنين في المناطق البعيدة والمعزولة"، مشيرا إلى قمم الأطلس والريف والمناطق الصحراوية والجافة والواحات.
وأضاف "من هذا المنطلق لابد من إجراء وقفة للتوصل إلى حلول جديدة"، مؤكدا أن هذا الاهتمام يجب أن يشمل أيضا "النهوض بالمناطق الهامشية، والأحياء العشوائية في ضواحي المدن".
ولتحديد الحلول، أعلن محمد السادس انه كلف وزير الداخلية محمد حساد "للقيام بدراسة ميدانية شاملة، لتحديد حاجيات كل منطقة من البنى التحتية، والخدمات الاجتماعية الأساسية، سواء في مجال التعليم والصحة، أو الماء والكهرباء والطرق القروية وغيرها".
وقد شملت هذه الدراسة كل مناطق البلاد، وتم تحديد أكثر من 29 ألف دوار (قرية) تعاني من النقص.
وتحدث ايضا عن دراسة نحو 20 ألف مشروع، "تستهدف أكثر من 12 مليون مواطن (...) وبميزانية اجمالية تبلغ حوالى 50 مليار درهم (حوالى 4 مليارات و600 الف يورو)".
وحث الملك الحكومة على "وضع مخطط عمل مندمج" لتوفير "وسائل تمويل المشاريع، وتحديد برمجة مضبوطة لانجازها".
وفي العام 2014، وفي خطابه في المناسبة نفسها، شجب ملك المغرب استمرار "الفوارق الاجتماعية" رغم "التقدم المنجز"، ودعا الى توزيع افضل للثروات.
وهذا العام، كرر محمد السادس دعوة أطلقها العام 2013 من اجل "إصلاح التعليم، عماد تحقيق التنمية، ومفتاح الانفتاح والارتقاء الاجتماعي".
وتساءل "هل التعليم الذي يتلقاه ابناؤنا اليوم، في المدارس العمومية، قادر على ضمان مستقبلهم؟"، مشيرا إلى العدد الكبير من المغاربة الذين يسجلون أبناءهم في مؤسسات البعثات الأجنبية والمدارس الخاصة.
وتطرق محمد السادس إلى المناقشة التي جرت مؤخرا حول استخدام اللغات الأجنبية في التعليم، بما في ذلك الفرنسية، مطالبا بـ"الانفتاح".
واعتبر أن "إصلاح التعليم يجب أن يظل بعيدا عن الأنانية، وعن إي حسابات سياسية ترهن مستقبل الأجيال الصاعدة، بدعوى الحفاظ على الهوية".