أصدرت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً قراراً بدمج «المقاومين» الذين يقاتلون المتمردين بالجيش، في حين استمرت الاشتباكات أمس الأربعاء (29 يوليو/ تموز 2015) في جنوب البلاد.
وقرر مجلس الدفاع الأعلى في الرياض مساء الثلثاء «دمج عناصر المقاومة الشعبية في القوات العسكرية والأمنية» اليمنية، حسبما ذكرت وكالة «سبأ» التي يسيطر عليها الموالون.
وأشاد المجتمعون برئاسة الرئيس عبد ربه منصور هادي المقيم في المنفى في السعودية بـ «مساهمة المقاومة في الدفاع عن الوطن».
و«المقاومة الشعبية» هي تحالف حركات معادية للتمرد الحوثي، تجمع الانفصاليين الجنوبيين والمتطوعين ومسلحي القبائل الذين حملوا السلاح ضد الحوثيين ومن يحالفهم لدى توسيع مجال سيطرتهم على البلاد أواخر 2014.
إلى ذلك، استمرت الاشتباكات حول عدن التي استعادها الموالون من المتمردين بعد أربعة أشهر من الحرب.
وقالت مصادر عسكرية إن الموالين صدوا المتمردين في إحدى ضواحي شمال عدن.
وأدت المعارك إلى مقتل 12 شخصاً في صفوف المتمردين وثلاثة من الموالين وفقاً لهذه المصادر.
وتدور معارك حول الطريق المؤدية إلى لحج. وقالت المصادر إن الموالين يسعون للسيطرة على هذا المحور للمضي قدماً باتجاه قاعدة العند الاستراتيجية الخاضعة لسيطرة التمرد.
وتؤكد هذه المعارك فشل هدنة إنسانية قررها التحالف بقيادة السعودية. وقد انهارت الهدنة التي بدأت الإثنين وكان متوقعاً أن تستمر خمسة أيام للسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين.
وفي هذا الصدد، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية، ستيفن أوبراين إن طرفي الصراع في اليمن لم يلتزما بالهدنة الإنسانية التي أعلنتها قوات التحالف الذي تقوده السعودية واتهم الجانبين بعدم احترام القانون الدولي.
وقال أوبراين لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 عضواً «لم يحترم أي طرف في الصراع وقفة إنسانية أعلنت في مطلع الأسبوع مع أنباء عن ضربات جوية ومعارك برية في ثماني محافظات».
وأضاف أوبراين «لايزال طرفا الصراع يواصلان عدم الاضطلاع بمسئولياتهما بموجب القوانين الدولية والإنسانية... مازلنا نشهد سقوط قتلى ومصابين من المدنيين».
وقال مندوب السعودية لدى الأمم المتحدة، عبدالله المعلمي للصحافيين إن التحالف لا يستهدف المدنيين وإنه يجري التحقيق بشكل كامل في أي تقارير عن سقوط ضحايا بين المدنيين.
وذكر أوبراين أن المرافق الصحية في اليمن أفادت بأن أكثر من أربعة آلاف شخص لقوا حتفهم وأصيب نحو 19800 خلال الصراع المستمر منذ أربعة أشهر.
وأوضح أوبراين أنه تحسباً للوقفة الإنسانية التي تستمر خمسة أيام وضعت الأمم المتحدة وشركاؤها خطة للوصول إلى ثلاثة ملايين شخص إضافي لتقديم الغذاء والماء والرعاية الصحية والعلاج لنحو 2200 طفل دون الخامسة يعانون سوء التغذية.
وأضاف «هذه الخطة قائمة وجاهزة للانطلاق فقط إذا أمكن الالتزام بالوقفة (الإنسانية)».
والتزم الجانبان إلى حد كبير بهدنة إنسانية مدتها خمسة أيام بوساطة الأمم المتحدة في مايو/ أيار لكن هدنة ثانية في وقت سابق هذا الشهر لم تصمد أيضاً.
وفي تطور آخر، قال تنظيم «داعش» في حساب يستخدمه التنظيم على موقع تويتر إنه نفذ هجوماً بسيارة ملغومة على مسجد تابع للطائفة الإسماعيلية في العاصمة اليمنية صنعاء.
وقال مصدر أمني في صنعاء إن التفجير أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة سبعة. والإسماعيلية إحدى الطوائف الشيعية.
على صعيد منفصل، قتل أربعة أشخاص وأصيب أربعة آخرون في انفجار سيارة مفخخة بعد أمس قرب مسجد في صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون وأعلن تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) المسئولية عنه. وقال مصدر طبي لوكالة «فرانس برس» إن أربعة أشخاص قتلوا وأصيب أربعة آخرون في الاعتداء، في حين أن الحصيلة الأولية كانت أشارت إلى مقتل شخصين وإصابة أربعة آخرين بجروح.
العدد 4709 - الأربعاء 29 يوليو 2015م الموافق 13 شوال 1436هـ