أيّ عاقل هذا الذي سيتحدّث عن السلمية في تفجير سترة الذي حدث صباح أمس (28 يوليو/ حزيران 2015)؟ أي حكيم سيعلم مدى التأزيم الذي خلقه تفجير سترة بعد قتل الأرواح وإصابة عناصر الشرطة؟
لا حول ولا قوّة إلا بالله، فما يحدث في أرض سترة على يد أحد الإرهابيين ما هو إلاّ أمرٌ شنيع يرفضه الجميع، ونتمنّى أن يرفضه الجميع، فلطالما تمّ رفع شعار السلمية في المظاهرات والمسيرات، ولا نجد السلمية عند إراقة الدماء!
من يريد السلمية ومن يطالب بها يعرف إلى أين يتّجه، ولكن من يطالب بخراب البيت البحريني، ويصيب نسيجه في مقتل، فهو ليس منّا (آل البحرين)، لأنّ الذي يريد الخراب يفجّر ويقتل ويُرهب، ونحن أمّة تسامح لم نتعوّد على هذا النوع من الخراب، ولا نقبل به جملة ولا تفصيلا، ويخسأ من يقول بأنّ أهل البحرين يقبلون بقتل النفس البشرية وتعذيبها.
البعض يخبرنا بأنّ المعارضة تقبل هذا النوع من السلوك وتسوّق له، وإن كانت المعارضة تقبل ونحن نشك في ذلك تماماً، فإنّ أهل البحرين لا يرضون بالقتل وسيلة لهم لتحقيق المطالب، ولنا في التاريخ أسوة حسنة.
غاندي ومانديلا قبعوا في السجون فترات طويلة، وكان شعارهم السلمية، ولم يقبلوا بأقل منها، وأقل منها هو اتّخاذ منهج القتل وسفك الدماء، والله يعلم من فوق سبع سماوات ماذا يريد القاتل إحداثه في البحرين!
لا ندخل في قلوب الناس ولا نعرف أفكارهم، ولكننا نعرف بأنّ أهل الخير لا يقبلون القتل ولا التأزيم، وما قتل عنصرين من عناصر الشرطة وإصابة آخرين إصابة بليغة إلاّ تأزيم لبداية الحلول.
هاهو النائب السابق السيد جميل كاظم خرج من سجنه، وفي أوّل تصريح له يتحدّث عن الحل التدريجي الواضح والمجدول، وهناك من يتحدّثون عن حل القتل وسفك الدماء وإصابة النّاس، وهم بذلك يسيئون للمعارضة أكثر من إساءتهم لأنفسهم، ويقتلون الحوار والتوافق الوطني أكثر من حل الأزمة! فالأزمة بعد تفجير سترة في تصاعد ولن نشهد التوافق حالياً.
هناك من يريد العبث وخلط الحقوق، فالحقوق نستطيع الحصول عليها بالسلمية، ولكننا لا نستطيع الحصول عليها بالقتل، لأنّ السلمية هي دليل على رقي المعارضة في تناول الحقوق، أمّا القتل البشع فإنه بعيد كل البعد عن الحقوق، ذلك أنّ سياسة التفجير والقتل لن تنتهي، بل سيبدأ معها عصر جديد، إمّا قمعي وإمّا فتنة داخلية أو حرب أهلية، فمن يريد كل ذلك للبحرين؟
البحرين هذه الأرض الطاهرة، التي شهدت الحروب والمنازعات والمظاهرات والاعتصامات على أرضها، تشهد القتل والنزاع والتأزيم والتقسيم، ولا نعتقد بأنّ الأحرار يرضون ذلك، ومن يرضاه إلاّ مريض يعلم بأنّ ما تصنعه يده هو أوّل أسباب دمار الشعوب!
حفظ الله البحرين وقيادتها وشعبها الموالي والمعارض عن كل من يريد الدمار لها، وحفظ الله هذه الأرض من الذي نخشاه ولا نريد حدوثه، فالماكرون المؤزّمون يفرحون ويهلهلون بالتفجير، ويزيدون الغضب الشعبي سواء معهم أو ضدّهم، وما هذا إلاّ بداية النهاية!
إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"العدد 4708 - الثلثاء 28 يوليو 2015م الموافق 12 شوال 1436هـ
اختي
محد فرح وهلل وألي يسبب الفتنة في البحرين اهو الي يفرح ويهلل بسبب الفرقة الي قاعد يشوبها واعتقد واضح وضوح الشمس
شكرًا جزيلا
شكرًا للكاتبة المحترمة وبارك الله فيكي ويزيد من امثالكم للم شمل أهل البحرين
حل بسيط والكل ينعم
هناك جماعة تعتقد أن الحوار الجدي والصادقة مع المعارضة يخسرها امتيازاتها فلا تريده.. والواقع أن الحوار الصادقة الكل يستفيد وسيأكلون من فوقهم إلى تحت أقدامهم.. بذلك تنتهى الصدامات والوضع الأمني لصالح الوطن ككل.
ندعم السلمية وننبذ العنف ورد الفعل بأشكالها من كل جانب..