بدأ حلف شمال الأطلسي (الناتو) أمس الثلثاء (28 يوليو/ تموز 2015) مشاورات بطلب من تركيا لمناقشة الحملة العسكرية التركية على تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) والناشطين الأكراد في سورية. وفي بداية اجتماع سفراء الدول الـ28 الأعضاء في الحلف، أكد أمينه العام النروجي، ينس ستولتنبرغ، أن الحلف «متضامن بقوة» مع تركيا في مواجهة «أعمال الإرهاب المرعبة» وعدم الاستقرار على حدودها الجنوبية.
وقال ستولتنبرغ إن الحلف «يتابع التطورات بشكل وثيقٍ جداً ويتضامن بقوة مع حليفتنا تركيا». وأضاف أن هذا الاجتماع «فرصة للتصدي لعدم الاستقرار على أبواب تركيا وعلى حدود الحلف»، مؤكداً أن «الإرهاب بكل أشكاله لا يمكن تبريره أو التسامح معه».
على صعيدٍ آخر، صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس أن مواصلة عملية السلام مع الأكراد «مستحيلة» إذا واصل متمردو «حزب العمال الكردستاني» في شن هجمات دموية على قوات الأمن التركية. وقال الرئيس التركي في مؤتمر صحافي في أنقرة قبل أن يبدأ جولة تستمر أربعة أيام في الصين وإندونيسيا «من المستحيل الاستمرار (في عملية السلام) مع الذين يهددون الوحدة الوطنية».
من جهة أخرى، أكد أردوغان أن العمليات العسكرية ضد الناشطين الأكراد ومتشدد «داعش» ستستمر بـ «العزم نفسه». وقال إن «التراجع غير وارد. هذه العملية ستستمر بالعزم نفسه».
وقال أردوغان إن قيام «منطقة أمنية» خالية من «داعش» في شمال سورية سيسهل عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.
من جهة أخرى، قال المتحدث باسم «حزب العمال الكردستاني»، بختيار دؤغان إن تركيا خالفت اتفاقيات السلام مع الأكراد وزادت من تحركاتها العسكرية في كردستان بهدف احتلالها. وأضاف دؤغان لوكالة الأنباء الألمانية إن «تركيا خالفت الاتفاقيات مع حزب العمال والتي كانت بيننا منذ عدة سنوات وزادت من تحركاتها العسكرية في كردستان بحجة مقاتلة حزب العمال الكردستاني والهدف هو احتلال كردستان».
وأوضح «إننا نعتبر جميع تحركات تركيا على المناطق الحدودية في كردستان هي حرب ضد الكرد ونحن لم ندخل في حرب مع تركيا بناء على قرار من زعيم الحزب، عبدالله أوجلان، على أساس الاتفاقية التي كانت بين حزب العمال الكردستاني بل تركيا هي التي قاتلتنا».
في إطار منفصل، قررت الولايات المتحدة وتركيا أمس الأول (الإثنين) تعزيز تعاونهما العسكري للقضاء على تنظيم «داعش» في شمال سورية.
وقال مسئول أميركي كبير أمس الأول إن الشراكة الجديدة بين الولايات المتحدة وتركيا «تهدف إلى إقامة منطقة خالية من داعش وضمان قدر أكبر من الأمن والاستقرار على طول الحدود التركية مع سورية».
وتابع المسئول الأميركي أنه «لايزال يتعين العمل على وضع تفاصيل» هذا الاتفاق إلا أنه أكد أن «أي جهود عسكرية مشتركة لن تشمل فرض منطقة حظر طيران» وهو ما تريده تركيا منذ فترة طويلة. لكنه أضاف أن الاتفاق سيضمن دعم تركيا «لشركاء الولايات المتحدة على الأرض» الذين يقاتلون «داعش». إلا أن العديد يشكون في أن تركيا مهتمة بالحد من قدرات الأكراد في سورية والعراق أكثر من اهتمامها بالقتال ضد «داعش».
من جانب آخر، أعلنت السعودية دعمها للعمليات العسكرية التي تشنها تركيا ضد «داعش» في سورية، حسبما أوردت وكالة الأنباء السعودية أمس. وندد العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز بالهجمات الأخيرة في تركيا وأعرب عن تأييده لـ «حق تركيا في الدفاع عن نفسها وحماية مواطنيها من الأعمال الإرهابية».
وفي تطورٍ آخر، أعلن الجيش التركي أمس مقتل جندي في هجوم نفذه كردي من «حزب العمال الكردستاني» في سمندينلي في جنوب شرق البلاد حيث غالبية السكان من الأكراد بالقرب من الحدود مع العراق.
وقال الجيش في بيان إن الجندي الذي كان بلباسه المدني «قتل بطلقة في الرأس أمام مصرف... من قبل عضو في المنظمة الإرهابية الانفصالية» مستخدماً التسمية التي يطلقها على الحزب المحظور في تركيا.
العدد 4708 - الثلثاء 28 يوليو 2015م الموافق 12 شوال 1436هـ
لا نريد كربلاء ثانية في تركيا
خخخخخخخخخخخ