حكمت محكمة ليبية أمس الثلثاء (28 يوليو/ تموز 2015) حكماً غيابياً بالإعدام «رمياً بالرصاص» على سيف الإسلام القذافي أبرز أبناء الديكتاتور الراحل و ثمانية من المقربين منه بعد محاكمة طغت عليها أعمال العنف والانقسامات السياسية.
وأصدرت محكمة «استئناف طرابلس- دائرة الجنايات» بوسط طرابلس أحكاماً بالإعدام على ثمانية مسئولين سابقين بينهم آخر رئيس وزراء في عهد معمر القذافي، البغدادي المحمودي، ومدير المخابرات السابق، عبدالله السنوسي، وذلك بعد محاكمتهم لدورهم في قمع الانتفاضة التي أسقطت النظام السابق في العام 2011.
وأعلن القاضي في تلاوة الحكم «إدانة المتهمين سيف الإسلام القذافي وعبدالله السنوسي والبغدادي المحمودي... بما أسند إليهم ومعاقبتهم بالإعدام رمياً بالرصاص». وجرت محاكمة 37 من رموز نظام الزعيم المخلوع معمر القذافي مثل منهم 29 أمس أمام المحكمة من بينهم المحمودي والسنوسي. وأعلن المدعي العام، صديق الصور، أن الأحكام التي صدرت أمس نهائية، لكن أحكام الإعدام تحتاج إلى مصادقة المحكمة العليا عليها ضمن مهلة 60 يوماً يحق للدفاع خلالها الطعن بها.
وأصدرت المحكمة أمس ثمانية أحكام بالسجن المؤبد بينما تراوحت الأحكام الباقية بين السجن 12 سنة وخمس سنوات بدأ تنفيذها على الفور. وأعلنت المحكمة براءة أربعة متهمين بينما أمرت بنقل متهم إلى مصحة عقلية.
وعند سؤال المدعي العام، صديق الصور، بشأن كيفية تنفيذ الحكم بما يتعلق بسيف الإسلام اكتفى بالقول إن «المحكمة أصدرت الأحكام وهذا عملها فقط».
وأضاف أن «القضاء في ليبيا بعيد عن التجاذبات السياسية... هناك محكمة عليا واحدة ونائب عام واحد ونتمنى أن يدوم ذلك».
وصرح أحد محامي الدفاع عن السنوسي ويدعى إبراهيم أبوعائشة لوكالة «فرانس برس» بأنه «لم يأتِ شهود إثبات ولم يحضر شهود نفي. لذا فإن عدالة هذه المحاكمة نسبية». وأضاف «هناك أربعة آلاف ورقة تحقيق وأربعون ألف مستند (ضمن القضية)... فكيف درست بهذه السرعة؟».
وسيف الإسلام والسنوسي صدرت بحقهما مذكرتا توقيف من المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب.
وعلى إثر الأحكام، قالت المتحدثة باسم المفوضية العليا للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، رافينا شامداساني، أمس إنها «منزعجة بشدة». وأضافت في بيان «راقبنا عن كثب الاحتجاز والمحاكمة ووجدنا أن معايير المحاكمة الدولية النزيهة لم تتوفر» وأشار إلى عدم تحديد المسئولية الجنائية لكل فرد وعدم السماح للمتهمين باستشارة المحامين ومزاعم عن سوء المعاملة والإجراء.
على صعيد مختلف، قال مسعف ومصدر عسكري أمس إن ثلاثة جنود ليبيين قتلوا وأصيب 11 في تفجير انتحاري في وسط بنغازي. وتتكرر التفجيرات الانتحارية بالمدينة الواقعة شرق البلاد حيث تخوض القوات الموالية للحكومة المعترف بها دولياً اشتباكات مع مقاتلين إسلاميين.
العدد 4708 - الثلثاء 28 يوليو 2015م الموافق 12 شوال 1436هـ