الوسط - محمد أمان
يعتبر مجدي ميرزا من أبرز الإداريين في كرة اليد البحرينية في الوقت الحالي، وهو خريج مدرسة النادي الأهلي العريقة، ويُعد اليوم الواجهة الحقيقية لكرة اليد بالنادي، ففي فترة رئاسته الأخيرة للجهاز تحققت للنادي العديد من البطولات على المستوى المحلي والإقليمي، فأصبح اليوم النادي الأكثر تتويجاً بالبطولات المحلية بواقع 38 بطولة دوري وكأس بالإضافة إلى أنه الأكثر تتويجاً من بين الأندية البحرينية والخليجية بلقب بطولة الأندية الخليجية أبطال الكؤوس بواقع 8 بطولات وكذلك هو النادي البحريني الأول تتويجاً بلقب بطولة الأندية العربية أبطال الدوري، كل هذه التحولات المهمة في تاريخ النادي البطولي حدث فيما يشبه سنوات الاحتكار المعروفة في منتخب التسعينات وذلك بين 2008 حتى 2015.
الحديث مع لاعب كرة اليد السابق في النادي الأهلي ورئيس الجهاز بالنادي حتى الموسم الماضي يحتاج لمساحات؛ لأنه ابن اللعبة وأحد القلائل الذين عاصروا أجيالاً عديدة منذ تأسيس اللعبة في منتصف سبعينات القرن الماضي، والتقاه «الوسط الرياضي» للحديث عن حقيقة مستقبله في رئاسة جهاز كرة اليد بالنادي والأحاديث عن نيته الاعتذار عن عدم رئاسة الجهاز، بالإضافة إلى العديد من الجوانب التي تتعلق بكرة اليد بالنادي ولعبة كرة اليد البحرينية بشكل عام...
المحور الأول: رئاسة جهاز النادي الأهلي
يتناقل وسط كرة اليد أنك قررت عدم قبول مهمة رئاسة الجهاز... ما مدى صحة ذلك؟
- بالفعل هذا صحيح، قدمت اعتذاري عن المواصلة.
ما هي الأسباب رغم علم الجميع بعلاقتك الحميمة باللعبة عاماً وبكرة اليد بالنادي خاصة؟
- لا أسباب محددة غير أني أفضل الخلود إلى الراحة لالتقاط الأنفاس، فكل إنسان يحتاج لأخذ قسط من الراحة في جميع أمور حياته، المواسم الثلاثة الأخيرة كانت مرهقة فالعمل الإداري حالياً ليس كما السابق، المتابعات اليومية المستمرة وحل المشاكل عمل ليس بالسهل كما يتصوره البعض إذا ما أردت أن تكون في القمة. أما الاستمرار سيولد الفتور في العمل والتعود على الروتين، بالتالي الفريق بحاجة إلى دماء وروح جديدة كي تواصل العمل وهكذا هي المسيرة مستمرة.
علاقتي بكرة اليد لا تقتصر على رئاسة جهاز اليد في النادي الأهلي قد أكون في موقع آخر له ارتباط بالرياضة أو بكرة اليد.
ينقل أن مجدي ميرزا رفض المواصلة لرفضه حسبة معينة من إدارة النادي في تشكيل الجهاز؟
- لا أعلم من أين استقيت هذه المعلومة وهي غير صحيحة. كل ما في الأمر أن مجلس الإدارة سنوياً يعيد تشكيل رئاسة الأجهزة في النادي وأنا قدمت اعتذاري عن عدم الرئاسة لأترك المجال لمجلس الإدارة لتعيين من يرغب من الأعضاء أو من خارج مجلس الإدارة وبحسب علمي أن هناك بعض الأعضاء لديهم الرغبة في رئاسة جهاز اليد وهذا شيء جيد وأتصور لديهم خطة وبرنامج عمل طموح.
هل ترك الجهاز في هذا الصيف مقدمة لترك العمل الإداري في النادي؟
- ربما، فأنا أفكر جدياً بعدم الترشح مجدداً بعد انتهاء هذه الدورة وقد أفكر في الترشح لاتحاد اليد إذا سمحت الظروف، وأعتقد 20 سنة من العمل الإداري في النادي كافية ولابد من ترك المجال للطاقات الشبابية.
بعد سنوات حقق فيها الفريق الأول تحت إدارتك وتحسنت فيها نتائج الفئات السنية... كيف تقيم هذه التجربة؟
- كل ما تحقق لكرة اليد خلال هذه السنوات كان ثمرة جهود مجلس الإدارة أولاً، الأهلي يتميز بوجود مكتب تنفيذي فعال يعمل كمنظومة واحدة وأنا أحد أعضائه، صحيح هناك رؤساء للأجهزة تعمل باستقلالية وصاحبة قرار لكن وجوده يعطي إدارة الفرق الدعم والحصانة اللازمة. الحمد لله أنا راضٍ جداً عن تجربتي، وهي ممتدة منذ 22 سنة سواء من خلال رئاسة الجهاز بشكل مباشر الذي بدأ في العام 1995 حتى العام 2000 حققنا خلالها إنجازات كبيرة على المستويين المحلي والخارجي أو من خلال التواجد والمتابعة وتقديم الدعم بصفتي عضواً في مجلس إدارة النادي وعضواً في المكتب التنفيذي المكلف بإدارة شئون الرياضة في النادي. بغض النظر عن النتائج وعن الإنجازات هناك شيء آخر أسمى وهو العلاقات الاجتماعية في المجال الرياضي مع الشخصيات الرياضية والمسئولين سواء على المستوى المحلي أو الخارجي وكذلك العلاقة مع الجماهير واللاعبين.
فلسفتك كرئيس جهاز مختلفة... لم تمانع في انتقال مجموعة من أبناء النادي وتعاقدت مع لاعبين من أندية أخرى مكانهم... وأمور أخرى...؟
- بالطبع قد تكون فلسفتي مختلفة عن الغير من مبدأ أني أرى أن اللاعب من حقه تقرير مصيره بحسب الضوابط والتي بعضها تحتاج للتعديل بحسب متغيرات العصر، اللاعب ليس سلعة للاحتكار، وأعتقد أنه آن الأوان ليكون إلى اللاعب وكيل أعمال لينظر في مصالحه التي قد تكون غائبة عن اللاعب، مبادئي الإدارية يعرفها الجميع من خلال تجارب العمل ويعرفها اللاعبون والإداريون العاملون معي، كل له خصائصه وله عمله المحدد سواء اللاعب أو المدرب، الجهاز الفني يلقى الدعم الكامل ولا نتدخل في صميم عمله، هناك لقاءات وجلسات شفافة للنقاش والمحاسبة سواء مع المدرب أو مع اللاعبين.
هل الفريق قادر على مواصلة الإنجازات التي حققها في السنوات الماضية؟
- تحقيق الإنجازات يتطلب عملاً دؤوباً سواء من اللاعبين أو الإداريين والفريق قادر إن شاء الله طالما يستمر اللاعبون في التركيز والتدريب والتعاون مع الجهاز الفني.
المؤشرات نحو تراجع أهلاوي بسبب ضعف الحظوظ في التعاقد مع لاعبين جدد مقابل نشاط ملفت في النجمة؟
- المؤشرات غير دقيقة، لتعلم أن الفريق حقق كأس الاتحاد هذا الموسم وهو خاسر لجهود أفضل العناصر (علي حسين وعلي ميرزا وتوقيف محمد مدن وحسن السماهيجي تارة مصاب لفترة طويلة وموقوف لفترة أخرى) وكان بإمكانه اللعب أيضاً على نهائي الدوري لولا بعض الظروف وأدى أيضاً مباريات كبيرة في الخليجية مع غياب بعض نجوم الفريق، بمعنى آخر أن الفريق قادر على المنافسة تحت أي ظرف فهو فريق متمرس، الفريق ينتظر تعيين رئيس الجهاز للقيام بمهام عمله وهي مسألة وقت والدوري مازال بعيداً والتعاقدات تحتاج لوقت وتقديم العروض للأندية واللاعبين. أنت هنا لا تفاوض اللاعب فقط بل تفاوض النادي على حصته من إعارة اللاعب وتفاوض اللاعب على حصته وامتيازاته. وفي هذه الفترة كل الأندية نشطة لتدعيم صفوفها ولا يقتصر النشاط فقط على ناديي الأهلي والنجمة.
هل سيدفع الفريق الأول سياسة إدارة النادي في عدم تأمين الوظائف مقابل التعاقدات؟
- هذا مصطلح غير صحيح وليس في مكانه، الأندية ليست جهة توظيف بل تسعى بجهود فردية لتأمين بعض الوظائف لتأمين مستقبل اللاعبين متى ما أمكنها.
المحور الثاني: كرة اليد البحرينية والاتحاد
بعد نحو 35 عاماً من العلاقة مع اللعبة كلاعب وإداري... كيف تقارن بين الماضي والحاضر؟
- للماضي دائماً نكهة خاصة لا يمكن نسيانها، الماضي جميل من حيث الولاء والانتماء وروح الأسرة الواحدة، وعندما نقارن بين الماضي والحاضر فنياً، اللعبة تطورت كثيراً وأصبحت ممتعة أكثر لكن لا وجود لجيل جديد قادم يتمتع بالمهارات الرفيعة أو لاعب سوبر قادم!!!
كيف تقيِّم أداء الاتحاد الحالي؟
- لا يخلو عمل من الإيجابيات والسلبيات والمفروض ألا نبحث فقط عن السلبيات لابد أولاً أن نتكلم عن الإيجابيات وعن الإنجازات وعن نشاط الاتحاد ورغبته في تطوير كرة اليد. بلاشك أن رئيس الاتحاد لديه من الطموح لتطوير عمل الاتحاد وعمل اللجان وهذا يحتاج لجهود كوادر فعالة وملمة بكرة اليد.
هل تتفق مع من قال بأن اتحاد اليد «اتحاد منتخبات فقط»؟
- كما ذكرت... الاتحاد بحاجة إلى كوادر فعالة لتطوير عمل بقية اللجان، قد تكون لجنة المنتخبات فعالة حالياً وهذا يحسب لها بعكس بقية اللجان الأخرى الغائبة وتحتاج إلى تفعيل.
هناك من يلوم الاتحاد على عدم تأمين راعٍ للمسابقات... ما رأيك في هذه الجزئية؟
- موضوع الرعاية موضوع شائك! ما تحصل عليه بقية الاتحادات لا يمكن أن نطلق عليه رعاية بمعناها التجاري، فهو لا يسمن ولا يغني من جوع. أعتقد أن الرياضة بشكل عام تحتاج إلى ترويج إعلامي لحث الشركات على رعاية الأنشطة الرياضية، فكما نعلم أن الاستثمار في الرياضة ليس بخسارة بل له مكاسب كبيرة وهذا ما يجب توضيحه للشركات من خلال الترويج وحملة إعلامية على مستوى عالٍ.
قبل 12 شهراً من الانتخابات القادمة... ما هي مواصفات الاتحاد الذي برأيك تحتاج الأندية للتأكيد والتركيز عليها من أجل مجلس إدارة منتج؟
- مشكلة بعض الأندية أنها ترى في تشكيل الاتحاد حسبة معينة وهذا غير صحيح إذا ما أردنا تطوير اللعبة، يجب أن يكون كل أعضاء الاتحاد فعالين وهذا لا يتحقق إلا بوجود الأشخاص المناسبين الأكفاء.
بخبرتك الإدارية، هل برأيك عدم الإيفاء بوعود التوظيف سيكون مؤثراً على المنتخب في مشاركاته القادمة؟
- أعتقد أن هناك إحباطاً لدى اللاعبين من هذا الملف وبلاشك سيؤثر كثيراً على أدائهم خلال فترة الإعداد، لجنة المنتخبات عليها عمل كبير لتهيئة اللاعبين للمشاركات الخارجية إذا ما أردنا أن نحقق نتائج جيدة ولا ننسى أن المنافسة أصبحت كبيرة وصعبة حالياً بوجود منتخبات قوية.
المحور الثالث: أسئلة عامة
الأهلي يدعم الاحتراف وإيجاد علاقة بين اللاعب والنادي على أساس عقد... ألا يعتبر ذلك غير ممكناً في ظل وجود 9 أندية من أصل 12 غير قادرة على تحمل التبعات المالية لذلك؟
- الغريب في الأمر أن كل الألعاب الجماعية الأخرى تسمح بوجود لاعبين محترفين وبعض الأندية المشاركة في كرة اليد لديها لاعبون محترفون في القدم والسلة والطائرة، كيف يمكن أن تتحمل نفقات الاحتراف في بقية الألعاب وتتعذر عند كرة اليد؟ تطوير كرة اليد بحاجة إلى دوري قوي والدوري القوي يجلب الرعاية والنقل التلفزيوني. أن يكون لديك في الدوري 5 فرق منافسة أفضل من دوري ضعيف.
يقول علي عيسى بعد طرح مقترح الـ 25 عاماً بأن الوقت حان للتغيير في كرة اليد فهي لم تتغير منذ منتصف السبعينات؟
- نعم، كل شيء لابد أن يتغير للأفضل، التطور مطلوب وإلا الموت البطيء للعبة، المشاكل الحاصلة الآن في المسابقات سببها عدم تطوير لوائح المسابقات التي عفا عليها الدهر.
برأيك ما هي أبرز ما تحتاجه اللعبة كي تتطور؟
- نحن أمام خيارين - إما الاحتراف وخاصة أن المشاركات الخارجية تتطلب مشاركة لاعبين محترفين مع الفريق أو فتح باب للانتقال المحلي بعقود إلى اللاعبين وهذا من شأنه أن يطور من مستوى اللاعب ويحافظ على مستواه لرفع سعره في سوق الانتقالات - تطور مستوى اللاعبين ينعكس بشكل مباشر على تطور المسابقات المحلية والتمثيل المشرف خارجياً.
ما رأيك في نظام بطولة الدوري؟ وهل ترى فعلاً بأن مستوى الدوري الفني هابط رغم وجود منافسة غير مسبوقة؟
- أنا دائماً مع نظام الدوري التقليدي (دوري من دورين) هذا نظام عالمي وهو أفضل لنا لتسيير مسابقاتنا بشكل مريح في ظل الكم الهائل من المشاركات الخارجية للمنتخبات والأندية.
كلمة أخيرة؟
- أنتهز هذه الفرصة أولاً لأتقدم بالشكر الجزيل لرئيس وأعضاء مجلس الإدارة على الدعم والمساندة طوال فترة رئاستي لفريق اليد وشكر خاص لأعضاء المكتب التنفيذي المتابعين بشكل مباشر لفرق النادي الرياضية.
كما أشكر إخواني اللاعبين على تعاونهم معي وتسهيل عملي من خلال انضباطهم الراقي والاحترافي في التعامل من خلال الاحترام المتبادل ما سهل علينا تحقيق الإنجازات والنتائج الإيجابية وأشكر إخواني في الجهاز الإداري على إخلاصهم وتفانيهم في العمل.
كما لا أنسى أن أشكر الإخوة الزملاء في الأندية المتعاونة معنا من خلال إعارة اللاعبين للانتقال المحلي والمشاركات الخارجية أيضاً وهي كل الأندية بلا استثناء تقريباً.
العدد 4707 - الإثنين 27 يوليو 2015م الموافق 11 شوال 1436هـ
جهاز اليد خسر قامة كبيرة
الاستاذ مجدي ميرزا ساهم بشق طريق النجاح لتميز جهاز اليد بالنادي الأهلي وهو خبرة كبيرة يجب ان لا يفرط برحيلها دون خلف.
محرقي
خساره كبيره لفريق كرة اليد الأهلاويه رجل عمل بإخلاص ..قرار غريب وغير متوقع الله يعينكم ياأهلاويه على خسارة مثل هؤلاء الرجال المخلصين