افتتح أمس السبت (25 يوليو/ تموز 2015) مهرجان بايرويت الشهير للأوبرا المكرس كليا لأعمال ريتشارد فاغنر مع عرض قاتم ومتشائم لاوبرا "تريستان وايزولت" لاقى استحسانا كبيرا وصفق له الحضور ولا سيما انغيلا ميركل.
وقالت ميركل التي أوردت تصريحها وكالة الأنباء الألمانية "دي بي ايه": "لقد كانت أمسية ممتازة". وقالت المستشارة الألمانية الشغوفة بالاوبرا ان الانتاج الجديد لكاثرينا فاغنر "أعجبها جدا". وفي غضون عشر سنوات لم تفوت ميركل افتتاح المهرجان إلا مرة واحدة العام الماضي.
وقد صعدت المستشارة الألمانية شأنها في ذلك ابرز شخصيات الأوساط الاقتصادية والسياسية عصر السبت "التلة الضراء" حيث ينتصب مسرح "فيستشبيلهاوس" مرتدية سترة وتنورة زرقاء طويلة إلى جانب زوجها يواكيم ساور.
وذكر موقع صحيفة "بيلد" الالكتروني أنها أصيبت بوعكة استمرت دقيقتين خلال الاستراحة الا أن منظمي المهرجان الذي يقام في بافاريا لم يؤكدوا ذلك وتمكنت المستشارة من متابعة نهاية العرض.
وافتتح المهرجان بعد دورة العام الماضي التي خلت من أي إنتاج جديد، بعرض "تريستان وايزولت" من اخراج كاثرينا فاغنر إحدى حفيدات المؤلف الموسيقي الشهير التي تدير المهرجان منذ العام 2009 مع اختها غير الشقيقة ايفا فاغنر-باسكييه.
وستتولى كاثرينا (37 عاما) إدارة المهرجان نهاية الصيف بمفردها بعد انسحاب ايفا (70 عاما) المعلن. وكان عرض "تريستان" مرتقبا جدا خصوصا وان كاثرينا لم تنتج الكثير من الاعمال فيما ادارتها مثيرة للجدل.
إلا أن عملها لاقى استحسانا مع أن بعض صفارات الاستهجان أطلقت تجاه قائد الاوركسترا كريستيان ثييلمان والسوبرانو الالمانية ايفلين هيرليتزيوس التي اختيرت في اللحظة الاخيرة لتقوم بدور ايزولت.
فقبل هذه الأمسية لم تكن كاثرين قد أخرجت في بايرويت الا اوبرا "اسياد الغناء في نورمبرغ" التي حمل عليها النقاد والجمهور. وكان لها تأثير على الخيارات الفنية في المهرجان اذ انها تميل الى تفضيل الفنانين الاستفزازيين بطبعهم.
ففي نسخة العام 2013 خلال المئوية الثانية لولادة ريتشارد فاغنر عرض عمل "رينغ" من إخراج فرانك كاستورف مشاغب المسرح الألماني وقد تعرض لانتقادات كثيرة لم تقتصر على الأوساط المحافظة في مجال الاوبرا.
إلا أن البطاقات لمهرجان بايرويت لا تزال صعبة المنال على ما يؤكد المدير التجاري للمهرجان هاينز ديتر سنسه مع قائمة انتظار تراوح بين 13 و14 عاما لبعض العروض.
ومن أصل 60 ألف بطاقة معروضة للبيع هذه السنة ثمة 45 الفا تقريبا مخصصة للجمهور و15 ألفا محجوزة ل"جمعية أصدقاء المهرجان" وهي من الاطراف الراعية الاساسية.
ومنذ تأسيس المهرجان، تواجه ورثة ريتشارد فاغنر في خلافات مريرة للسيطرة على بايرويت الذي تتوافد اليه سنويا النخبة السياسية والاجتماعية. وكان ادولف هتلر من المعجبين الكبار بفاغنر ويحضر المهرجان بانتظام.
وكادت هذه الخلافات في بعض المراحل بين الفروع المختلفة لعائلة فاغنر ان تطغى على المهرجان. وهذه السنة لا تشذ عن القاعدة.
فقد تناقلت الصحف اخبارا عن مؤامرة قد تكون حاكتها كاثرينا فاغنر وقائد الاوركسترا كريستيان ثييلمان للحؤول دون وصول ايفا فاغنر-باسكييه الى "التلة الخضراء" ما ان تبدأ التمرينات على عرض "تريستان". الا انه تم دحض هذه المعلومات.
وقد ارتفعت حدة التوتر عندما احتج قائد الاوركسترا الحالي لعرض "رينغ" الروسي كيريل بيترينكو المعروف عادة بتكتمه ، علنا على الطريقة التي تم فيها استبدال التينور الاميركي لانس راين في اللحظة الاخيرة مع انه كان يؤدي دور سيغفريد في السنتين الاخيرتين.
وزادت التكهنات حول خصومة بين بيترينكو وثييلمان في الفترة الاخيرة عندما انتخب الروسي نهاية يونيو / حزيران لادارة اوركسترا برلين الفلهرمونية وهو منصب كان يطمح اليه ثييلمان منذ فترة طويلة على ما يبدو.
من جهة أخرى تأخر المهرجان في إعلان برنامجه على غير عادة حتى حزيران/يونيو، فيما يكشف عنه تقليدا في مطلع السنة. وهذا التأخر ملفت حتى لو اخذ في الاعتبار مقتل مغنيين اثنين في تحطم طائرة "جرمان وينغز" في جبال الالب الفرنسية نهاية مارس/ اذار.
ويستمر المهرجان حتى 28 أغسطس/ آب مع 30 عرضا لسبع مسرحيات هي "تريستان وايزولت" و "لونغرين" و"الهولندي الطائر" والعروض الاربعة التي يتكون منها عمل "رينغ".
