العدد 4705 - السبت 25 يوليو 2015م الموافق 09 شوال 1436هـ

حبة آلوه خيرٌ من ألف چبسه

من ضمن التقليعات التي حدثت هي ترويج «رقائق البطاطس المقرمشة» أو «chips»، كما يختصر في بريطانيا وفي مجتمعنا المحلي، على أنها وجبة خفيفة مناسبة للأطفال وللكبار، فهل هي كذلك؟

المضحك أن رقائق البطاطا قد اخترعت في نوبة غضب، فوفقاً للـ «بي بي سي» فقد اخترعت رقائق البطاطا في العام 1853 من قبل الشيف جورج كرام (George Crum)، حينما اشتكى أحد العملاء أن البطاطس المقلية سميكة جداً، ما أثار غضب الشيف وجعله يقطع البطاطا بشكل رقيق جداً، بحيث يكون من غير الممكن تقطيعه بالسكين بعد القلي. ولكن خلافاً لتوقعات الشيف قد كان العشاء في منتهى السعادة للعملاء!

دعونا نلقي نظرة على رقائق البطاطس المقلية، فمكوناتها في غاية البساطة: بطاطس وزيت وملح.

• أولاً: الزيوت المستخدمة عادة في القلي ليست صحية، فأكثرها من الدهون غير المشبعة والمهدرجة تؤدي إلى السمنة وأمراض القلب والسرطان ومرض الزهايمر ومرض السكري، صحيح أن الدهون المهدرجة تكون في المنتجات الحيوانية مثل اللحوم ومشتقات الحليب ولكنها بكميات صغيرة طبيعياً. ولكن عملية الهدرجة، أي تحويل الزيت النباتي السائل إلى مادة جامدة تستخدم في صناعة بعض الأطعمة مثل المخبوزات، البسكويت بنسب كبيرة؛ لأنها تساهم في استقرار الزيوت وتحافظ على نوعية الأطعمة لفترة أطول، إضافة إلى أنها تحسّن نكهتها وقوامها وتحافظ على الأطعمة هشة. وإذا كنت تعتقد أن ضررها يأتي في وقت لاحق في الحياة فأنت مخطئ فلقد تبين أن الذين يتناولون مستويات عالية من الدهون غير المشبعة، لديهم مشكلات في الوزن، وفشل الكبد والعقم (للنساء) وارتفاع مخاطر الإصابة بالاكتئاب.

• ثانياً: البطاطس، ولا يمكننا أن نسميها بطاطس طازجة، حيث يتم تجفيفها باستخدام درجة حرارة عالية. وحين طهي البطاطس في هذه الزيوت في درجة حرارة عالية أعلى من 212 درجة فهرنهايت (100 درجة مئوية)، ستتكون لنا مادة الأكريلاميد وهي مادة كيميائية مسرطنة، تتكون عند طهي الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات في درجات حرارية عالية سواء بالخبز، القلي أو التحميص.

• ثالثاً: الملح، وهو المكون الثالث في غالبية البطاطس، وهو يجعل الرقائق لذيذة. الملح هو المتهم الرئيسي في ارتفاع ضغط الدم، ما يسبب الضغط الزائد على جدران الأوعية الدموية، وهو أحد عوامل الخطر للسكتة الدماغية والنوبات القلبية والفشل الكلوي.

إلى جانب أنها غنية بالمواد الحافظة التي تحد من كفاءة المعدة على الهضم وتؤدي إلى تلبكات معوية، إلى جانب النكهات الاصطناعية والعناصر المضافة.

ومن دهاء مصنعي تلك الأغذية بأنهم أصبحوا يحاولون ترقيع صورتهم الصحية السيئة بترويج رقائق البطاطس المخبوزة والتي يقال إنها أخف ضرراً من نظيرتها المقلية، إلى جانب أنهم أصبحوا يتفننون في إضافة البهارات المحببة لكل مجتمع، فمثلاً في ألمانيا النكهة الأكثر شعبية هي الفلفل الحلو، أما في الهند فهنالك إقبال أكثر على نكهة الكاري، الماسلا، الكزبرة والفلفل الحار الأحمر. أما في اليونان فالأوريجانو هو الأكثر شعبية، وفي اليابان تتسيد نكهة صلصة الصويا.

إن حصة واحدة من رقائق البطاطس (1 أوقية - الأونصة) تحتوي على 150 سعرة حرارية فقط، و10 غرامات من الدهون و180 ميليغراماً من الملح. وهذا أقل من 10 % من السعرات الحرارية اليومية لمعظم الناس، نحو 15 % من الدهون، و8 % من الحد الأقصى لتناول الصوديوم.

ونتيجة لما تقدم فإنه من التغافل أن تروج «الأشباس» كوجبات خفيفة خاصة للأطفال الذين لاتزال أجسامهم في طور النمو، فحينما تختار الشيبسات لطفلك فاعلم أنك تختار وجبة رخيصة على حساب حياة متوازنة ونشطة وحيوية.

"من التغافل أن تروج رقائق البطاطس كوجبات خفيفة خاصة للأطفال الذين لاتزال أجسامهم في طور النمو، فحينما تختار الأجباس لطفلك فأعلم بإنك تختار وجبة رخيصة على حساب حياة متوازنة ونشطة وحيوية".

العدد 4705 - السبت 25 يوليو 2015م الموافق 09 شوال 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً