يستغل الدماغ فترة النوم ليوجه طاقاته لإصلاح وترميم خلايا الجسم، وتشير الدراسات والأبحاث التي تستند على رسم المخ، أن للمخ نشاطًا داخليًا شبه مستمر أثناء النوم حيث أن وظيفة النوم قد تكون إعادة ترتيب أو تحديد دوائر الخلايا العصبية أو تقوية الروابط بينها.

العلم رغم تقدمه إلا أنه لا يستطيع الجزم بتحديد وظائف النوم المختلفة بضرس قاطع، فلا زالت الفرضيات والنظريات قيد الإكتشاف. ويقترح بعض العلماء وظائف أخرى للنوم تتضمن الإبقاء على التوازن الهرموني، وتنظيم الحرارة والحفاظ على معدل ضربات القلب.

رغم الجهود العلمية الجبارة في محاولة الوصول إلى حقيقة النوم، إلا أن هناك اتفاقاً محسوماً حول خطورة قلة النوم أو عدمه تفضي في أسوأ حالاتها للموت أو مضاعفات صحية سلبية، تبدأ بآلام جسدية ولا تقف عند المضار النفسية.

حسين مدن وعبد الجليل السهلاوي مؤسسا مجمع السرير يدركان هذه الحقائق جيداً، وهي التي دفعتهما للإستثمار في النوم إن جاز لنا التعبير.

المجمع - المعرض يتميز بالإتساع الذي أضاف إليه بياض المعروضات من مراتب ووسائد أبعاداً أوسع، المنتجات المعروضة والمتنوعة اختيرت بعناية فائقة فلكل منتج خاصية تميزه. القائمين على المعرض عملوا بجد لجلب منتجات ذات جودة عالية تساعد على نوم هادئ ومريح.

وللتعرف عن قرب للعالم الممهد لنوم مريح ومفيد زرنا مجمع السرير، وكان في استقبالنا عبد الجليل السهلاوي الذي أخذنا في جولة في المعرض.

السرير بريء!

بدأ عبد الجليل حديثه بإطالة على المشاكل الصحية التي يتعرض لها الكثير من الناس بسبب النوم الخاطئ، فقال: «يعاني الكثير من آلام أسفل الظهر، أو صداع عند الإستيقاظ، وآلام في الرقبة، والشخير وغيرها، وترجع الأسباب لوضعيات النوم الخاطئة». وأكمل: «وللأسف فإن كثيراً من الناس يتهمون أنفسهم أنهم السبب وراء الوضعيات الخاطئة للنوم ويبرؤن السرير وهو المتهم الرئيس في المقام الأول».

«نحمل الكثير من الأفكار الخاطئة عن مراتب النوم «المترس»». هكذا يقيم عبد الجليل الثقافة السائدة عن المراتب في مجتمعنا، ويقول: «كنت ككثير من الناس أعتقد أن السرير الخشن هو السرير الصحي والمناسب لأفضل نوعيات النوم، ولما بدأت مع شريكي في البحث عن أفضل النوعيات التي يمكن أن نقدمها للمستهلك البحريني وجدنا أنفسنا أمام عالم كبير ومتعدد الخيارات الناعمة وليست الخشنة».

التهوية ومرونة التشكل

ويكمل: «من خلال جولاتنا الكثيرة للبحث عن المراتب الطبية ذات الجودة العالية تكونت لدينا ثقافة ومعرفة كبيرة عن أفضل المنتجات المناسبة للنوم من مراتب طبية ووسائد». وأضاف: «أجمع المتخصصون في صناعة المراتب أن أهم شرطين يجب توفرهما في المراتب الطبية، المرونة في التشكل مع وضعيات النوم المختلفة للفرد، والتهوية الجيدة للمرتبة نفسها».

وشرح عبد الجليل عبر نموذج مصغر قدرة المراتب المصنوعة من مادة تسمى «ميموري فوم» على التشكل بدون ردة فعل بعكس مراتب الإسفنج كما في النموذج المقابل. وقال: «الجسم بطبيعته ليس مسطحاً بل فيه الكثير من التعرجات فالظهر مثلاً يتخذ شكلاً أقرب إلى الحرف S وحينما ينام الشخص على مراتب الميموري فوم فإن المرتبة تحيط بكل تفاصيل جسمه بنعومة بحيث يكون كل تفصيل من تفاصيل جسمه مدعوماً وليس معلقاً كما أن ضغط الجسم لا يقع على نقط أو نقاط معينة في الجسم».

وأضاف: «هذا يتيح أفضل وضعيات النوم، وللعلم حينما يغادر الفرد الفراش فإنه يعود بشكل مسطح».

ربع ساعة للتعارف

الصناعات الأمريكية والسويدية والتركية تهيمن على المعروضات، ويقول عبد الجليل: «لدينا تشكيلة متنوعة من منتجات شركة TEMPUR السويدية وشركة My Side الأمريكية وشركات تركية وأخرى محلية. حرصنا بشدة على توفير العديد من الخيارات ذات الجودة العالية للمستهلك».

وأوضح: «منتجات TEMPUR تتميز بتنوع هائل في المنتجات فلديها ثلاث أنواع رئيسية من المراتب الطبية لكل نوع ميزته، كما أن لديه أنواع مختلفة من الوسائد للرأس، وأخرى للظهر لدعم التقوس الطبيعي للظهر عند النوم، وثالثة للحفاظ على المسافة بين الرجلين لضمان تدفق الدم بشكل سليم».

وتحدث عن منتجات شركة My Side الأمريكية فقال: «هذه الشركة تقدم منتجات فريدة إذ أنها تقدم مراتب طبية للزوجين إذ أن لكل فرد وضعية نوم مميزة ولذلك فإن المرتبة المزدوجة مقسومة لنصفين الأول مناسب للزوج والآخر للزوجة». وأضاف: «لأن الشركة حريصة على تقديم المرتبة المناسب فقد اتفقت مع معهد Sleep to Live الذي صمم جهاز Bed Match وهو متوفر في المجمع ويقدم المشتري على الإختبار عبر تلقين الجهاز ببعض البيانات له ولزوجته أيضاً ثم يستلقي على السرير الذي يحلل البيانات ويقدم النتيجة بالمرتبة المناسبة».

ويلفت إلى أن المجمع يراعي خصوصية النساء ويقدم لهم مكاناً مغلقاً لإجراء الإختبار.

وقال عبد الجليل أن الحديث عن المراتب الطبية طويل ومتسع بإتساع المنتجات. وأكد على أن فلسفة البيع لديهم قائمة على ضرورة خلق علاقة تعارف بين المشتري والسرير. وأوضح: «قبل شراء السرير يجب على المشتري أن يستلقي فيه لمدة لا تقل عن ربع ساعة للتعرف عليه بشكل جيد ويجب أن لا يخجل المشتري من ذلك».