العدد 4705 - السبت 25 يوليو 2015م الموافق 09 شوال 1436هـ

أرعى الجهاز العصبي منذ 14 عاماً

العلاج سهل ممتنع

يحتاج الدماغ وتوابعه في الجهاز العصبي أحياناً إلى المشرط الطبي ليعالج خللاً أو ضرراً لحق به. المشرط الفطن يسير بحذر شديد للوصول إلى مواضع الخلل فيعدلها برفق، استشاري جراحة المخ والأعصاب في مستشفى ابن النفيس الدكتور نبيل حميد يصف هذا العلاج بالسهل الممتنع، فهو متوافر بطيف واسع من البرامج العلاجية، ولكنه يتطلب جهداً كبيراً من أجل الوصول لأفضل النتائج الممكنة.

«الوسط الطبي» التقت الدكتور حميد الذي يمتلك خبرة تبلغ نحو 14 عاماً في جراحة المخ والأعصاب للتعرف عن قرب على الحلول الجراحية التي يمكنها أن تدفع الضرر عن الجهاز العصبي. ففضل أن يدور الحديث حول أورام الدماغ والضربات التي يتلقاها الرأس.

وبدأ حديثه بالتعريف بتخصص جراحة المخ والأعصاب، فقال: «دوري كجراح يتمثل في التدخل الجراحي لمعالجة الأمراض التي تصيب الجهاز العصبي الدماغ «المخ»، والحبل الشوكي، والأطراف العصبية) التي لا يمكن معالجتها بالدواء، من نزيف أو تهتك في الأنسجة، أو أورام أو غيرها». وأوضح: «في الوقت الذي يتوافر فيه طيف واسع من البرامج العلاجية إلا أن المهمة صعب؛ لأن الخلايا العصبية إذا ماتت لا يمكن تعويضها، وهذا يضاعف مهمتي جراحاً في تقديم المزيد لإرجاع المريض في أقرب وقت إلى وضعه الطبيعي قبل المرض أو العَرَض».

قليل من الالتزام

وحتى لا نتوه في طول شبكات الجهاز العصبي وتعقيداته تم تركيز الحديث مع د. حميد عن أورام الرأس وما يتلقاه من ضربات، فأكد حميد القاعدة الطبية التي يركز عليها الأطباء والحكماء دائماً، وهي «الوقاية خير من العلاج».

ولفت إلى أن الحوادث التي تقع في البيت أو الشارع أو في مواقع العمل أو غيرها من الأماكن يمكن أن تنتج عنها إصابات في الرأس تتراوح مستوياتها بين البسيط إلى الشديد. وقال: «إن كثيراً من الوفيات لمن هم دون 25 عاماً بحوادث السيارات ناجم عن إصابات في الرأس، وأثبتت الدراسات بأن استخدام حزام الأمان أثناء القيادة يحد بنسبة 73% من الوفيات أثناء الحوادث، كما أنه يقي بنسبة تتراواح بين 30 و40 % من الإصابات الشديدة».

وأكد ضرورة أن يلتزم ممارسو الرياضة بمعايير السلامة، فعلى راكبي الدراجات الهوائية أو النارية - على سبيل المثال لا الحصر - لبس الخوذ الواقية.

وشدد على اتخاذ إجراءات السلامة في المنزل أيضاً، خصوصاً بالنسبة للأطفال الذين هم في طور النمو، وقال: «يجب توفير محيط آمن للطفل ليمارس حركته ونشاطه الذي يصاحبه سقوط على الأرض أو غيره من الحوادث المنزلية. وتوفير المحيط الآمن، فعبر تخصيص مساحة للعب بأرضية مطاطية أو أسفنجية نستطيع الحد من الإصابات الناجمة عن السقوط وغيرها من احترازات السلامة».

ولفت الدكتور حميد إلى ضرورة ملاحظة الطفل أو حتى الراشد بعد أي إصابة في الرأس لمدة ساعة أو ساعتين للتأكد من عدم تسبب الإصابة في الإغماء أو التقيؤ (الترجيع) أو أوجاع في الرأس أو تعرقات غير طبيعية. وقال: «المؤشرات المذكورة تتطلب زيارة الطبيب المختص في فترة لا تتجاوز الساعات للتأكد من خلو المريض من أي أعراض جانبية تستدعي تدخلاً طبياً، أو تقديم العلاج المناسب لهذه الحالة في حال أصيب بأي ضرر». وأضاف: «بالنسبة للرضع، فيمكن ملاحظة الآثار السلبية للإصابة عند رفضه للرضاعة، أو انتفاخ في الجمجمة، أو حدوث تشنجات».

نجتهد لمنع انتشار الضرر

وانتقل الاستشاري د. نبيل حميد للحديث عن دوره العلاجي، فأوضح: «بالنسبة إلى إصابات الرأس الشديدة، فإن الضرر يقع على مستويين؛ أولي في وقت الحادث، وثانوي يمتد وقته من دقائق إلى ساعات. وهنا يكمن مجال عملي الذي يتطلب سرعة ودقة شديدتين لمنع انتشار الضرر لبقية أجزاء المخ، ومعالجة ما يمكن معالجته، فكما أسلفنا فإن خلايا المخ إذا ماتت لا يمكن تعويضها».

وشرح أنواع الضرر التي تسببها ضربات الرأس الشديدة، فقال: «في المستوى الأول، فإن المخ يتعرض لنزيف أو جلطة، أما الضرر الثانوي فيتمثل في قلة تروية المخ بالدم والأكسجين الضروريين لحياة المخ، إضافة إلى هبوط حاد، وتشنجات، وانتفاخات في منطقة الإصابة، وقد تحدث كلها أو بعض منها»، مشيراً إلى أن «الجراح يعمل جاهداً على تقديم العلاج الذي يساعد المريض على تخطي هذه العوارض الخطيرة التي تسبب عجزاً في بعض وظائف الجهاز العصبي أو وفاة - لا قدر اللّه».

ليس كل وجع رأس ورماً

الحفاظ على الصحة ومراعاتها أمر مهم وجيد، لكن تحول هذا الأمر إلى قلق وخوف غير مبرر مرفوض، استشاري المخ والأعصاب يكشف عن وجود فئة من الناس في البحرين تعتقد أن أوجاع الرأس المتكررة دليل على وجود أورام، مشيراً إلى أن «الخضوع للأوهام غير مقبول، فليس كل وجع رأس يدل على ورم، هناك مؤشرات عدة لأورام الرأس كضعف البصر عموماً، أو ضعف البصر في عين من دون أخرى، وكذلك التقيؤ عند الاستيقاظ من النوم، إضافة إلى آلام رأس فظيعة توقظ المصاب من النوم».

وأضاف: «هذه بعض المؤشرات التي تستدعي مراجعة الطبيب للتأكد من الحالة الصحية».

أما عن العلاج، فأكد أنه بسيط وصعب في الوقت ذاته، وقال: «سهل؛ لأننا نستطيع استئصال الورم، سواء كان سرطانياً أو حميداً عن طريق الجراحة أو العلاج الكيميائي أو الإشعاعي. وصعب؛ لأننا نتعامل مع المخ بحساسيته المفرطة التي تتطلب رفقاً وحذراً شديدين في إزالة الورم الذي قد يفقد المصاب قدرته على التحكم في إحدى وظائفه الحيوية نتيجة تضرر وحدة التحكم المركزية»، مستدركاً بأن مرونة المخ العالية يمكنها استعادة الوظائف عبر برامج التأهيل العلاجية.

وأكد أن الإمكانات العلاجية آخذة في التطور وفق معادلة نتائج علاج بأعلى جودة ودقة أكبر بأقل نسبة من الآلام والآثار الجانبية. وقال إن علاج بعض الأمراض العصبية التي تتطلب جراحة متوافرة في بعض مستشفيات القطاع الخاص في المملكة كمستشفى ابن النفيس.

وختم اللقاء بالتأكيد أن علاج المصابين بإصابات الرأس أو الأورام في المخ يتم عن طريق فريق طبي متكامل يبدأ من جراح المخ والأعصاب، واختصاصي الأعصاب، ومتخصصين في إعادة التأهيل، وكذلك طبيب نفسي يساعد المرضى على اجتياز القلق والإحباط وغيرها من الآثار النفسية التي خلفها المرض.

العدد 4705 - السبت 25 يوليو 2015م الموافق 09 شوال 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً