لجأت اتحادات السلة والطائرة واليد في المواسم الرياضية الأخيرة إلى إضافة تنظيمات جديدة على المسابقات الرئيسية من أجل تحديد هوية بطل الدوري العام وبطل الكأس متمثلاً ذلك في المسدس السداسي والرباعي والثلاثي... بهدف جذب الجمهور وزيادة الدخل المالي من هذه المباريات.
فحينما نلقي نظرة سريعة على مسابقات هذه الاتحادات وتحديداً مع بداية إشهارها منتصف سبعينات القرن الماضي نجد أن مسابقة الدوري العام التي تعد أهم بطولة محلية تقام من دورين (ذهاب وغياب) ويفوز باللقب الفريق الذي يستحوذ على أكبر عدد من النقاط... أما بطولة الكأس فتقام بطريقة إخراج المغلوب من مرة واحدة...
ومثل هذه الأنظمة التي ذكرتها هي تنظيمات دولية تعمل بها حالياً غالبية الدول الأوروبية التي تطبق نظام الاحتراف بأحدث التنظيمات الرياضية التي تتماشى مع لوائح «الفيفا». وتحظى مباريات بطولاتها بالحضور الجماهيري الكبير الذي لا يقتصر على المباريات القوية التي تكون أحد أطرافها الفرق الكبيرة ذائعة الصيت. فهناك ولاء مثالي من الجماهير لأنديتهم لأن المشجع عندهم يحضر جميع مباريات الفريق بغض النظر عن موقفه من المنافسة. عكس المشجع المحلي والعربي فإنه يميل دائماً إلى تشجيع الفريق الفائز ويتهرب من تشجيع الفريق المغلوب والمتأخر في الترتيب حتى ولو كان فريق مدينته أو الفريق الذي تربى على حبه!
حقيقة؛ سبق أن خضت في مثل هذا الموضوع من قبل وأوضحت الكثير من مساوئ الدوري المطول وأثره على إصابات اللاعبين بسبب أن غالبية لاعبينا من الهواة، أو طلاب علم أو يعملون في وظيفة وبعضهم نوبات عمل.
وأنا شخصياً لا أريد أن أوجه النقد للاتحادات الرياضية على هذه الإضافات أو التنظيمات التي أعتبرها ظالمة في حق الفرق التي تتصدر البطولة منذ بدايتها وحتى النهاية وفي هذه التنظيمات تعود تنافس من جديد على منافسات إضافية قد لا يحالفها الحظ فيها، فتخسر جهود كل الموسم منذ بدايته. حالها حال من ينطبق عليه المثل الشعبي... «كأنك يا بو زيد ما غزيت».
وعلى اتحاد كرة السلة أن لا يقلد نظام الدوري الأميركي للمحترفين (NBA) في تحديد هوية بطل الدوري وإقامة المباريات النهائية من 7 مباريات... لأنه رقم كبير ومبالغ فيه ويؤثر على اللاعبين وينهك متتبعيه رغم النجاحات التي حققها الموسم المنتهي كون الفريقين يملكان قاعدة جماهيرية كبيرة... فظروف اللاعب الأميركي كمحترف وإقامة المباريات في ولايتين مختلفتين أعطت نجاحات عديدة فنية ومالية وجماهيرية تعود بالخير المالي الوفير الذي يقدر بملايين الدولارات على الفريقين.
ولكننا هنا... كم جنى فريقا المنامة والأهلي من مبالغ مالية من المباريات السبع التي لعباها. وهل كان لهما نصيب من النقل التلفزيوني أو الإعلانات أو بيع تذاكر المباريات؟
أتمنى من الاتحادات الجماعية التي تطرح مثل التنظيمات الإضافية أن تكون قد درست الفائدة التي تجنيها والمردودات المالية التي تتحصل عليها حتى لا تكون عبئاً يقع على كاهل اللاعبين والإداريين والمدربين وإدارة الفريقين ويظلم الفريق المتصدر طوال العام وهو الأهم. وأشكر اتحاد كرة القدم على تمسكه بالنظام الدولي المتعارف عليه. وأتمنى ألا تنساق لجنة مسابقاته لمثل هذه الإضافات.
إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"العدد 4705 - السبت 25 يوليو 2015م الموافق 09 شوال 1436هـ