استمدّ الزوجان المواطنان عبيد صقر بن غباش، وجمانة أحمد البسطي، إصرارهما على خوض غمار تجربة الزراعة العضوية في أراضٍ يغلب عليها الطبيعة الرملية الصحراوية، حسبما أفادت صحيفة الإمارات يوم أمس الجمعة (24 يوليو/ تموز 2015).
ومن مسيرة تحدي الصحراء في الزراعة وتحويلها إلى بساط أخضر للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس الدولة، وتحقق مرادهما باجتهاد قل نظيره واجه التحديات وفاق التوقعات، «وإنشاء سبع مزارع محلية لإنتاج غذاء عضوي، حاصل على شهادة الجودة من هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس، وليتجاوز تغطية حاجاتهما العائلية، ليشمل طلبات مستهلكين داخل الدولة»، وفقاً للزوجين.
• «انطلقت تجربتنا مع الزراعة العضوية بزراعة الخضراوات والفواكه المرتبطة بالمواسم، وإنتاج الحليب العضوي، إضافة إلى الدجاج العضوي».
• «أصبح لدينا سبع مزارع تحمل منتجاتها العضوية مواصفات الجودة من هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس».
ولدت فكرة الزراعة العضوية لدى الزوجين غباش والبسطي، أثناء استقبالهما مولودتهما الأولى (شيخه ــ أربع سنوات)، إذ استقر رأيهما على أن يرسما لها أسلوب حياة صحياً، يبدأ بتوفير غذاء عضوي يكون لها البديل الأمثل عن نظيره الكيماوي بآثاره السلبية، لاسيما بعد أن أثبتت البحوث والدراسات أن منتجات الزراعة الحديثة هي المسبب الرئيس لكثير من الأمراض. وبناءً عليه قررا مجابهة التحديات بعزيمة وإصرارٍ كبيرين، رغم نصائح أصحاب تجارب خارجية «بعُسر ولادة التجربة الحلم في الدولة الصحراوية».
بدأ الزوجان العمل على تنفيذ التجربة بدراستها، ومن ثم السفر إلى الخارج والاطلاع عن كثب على التجارب الناجحة في الزراعة العضوية، «بالاحتكاك المباشر بأصحابها والاستفادة من تجاربهم، والتعلم على أيديهم»، حيث زارا كلاً من هولندا والدنمارك وأستراليا وإسبانيا ونيوزيلندا، ونجحا في تعلم تفاصيل كثيرة تتعلق بهذه الزراعة الصعبة.
وقال غباش معلقاً على تلك المرحلة: «أدركنا من أصحاب الخبرة في الزراعة العضوية صعوبة هذه الزراعة، فإلى جانب المشكلات المتأتية من الأجواء الحارة، فهي تحتاج إلى أسمدة عضوية لمساعدتها على النمو، إضافة إلى ضرورة تحلية الماء المالح لسقيها، إضافة إلى أشياء أخرى كثيرة بحاجة إلى ميزانية ضخمة، ولذلك تُعرف بأنها زراعة عالية التكاليف، الأمر الذي يؤدي إلى بيع منتجاتها بأسعارٍ عالية مقارنة بالزراعة الكيماوية».
وعلى الرغم من كل هذه التحديات أصررنا ــ والحديث لغباش ــ على المضي قدماً في هذه التجربة، حتى جنينا ثمارها بعد عام ونصف العام، تعدّت طلبنا العائلي لتشمل طلبات مستهلكين داخل الدولة أبدوا رغبتهم الشديدة في الحصول على المنتجات العضوية عوضاً عن الكيماوية، واستعدادهم قطع مسافات طويلة للحصول على هذه المنتجات من مصدرها الأساسي (المزرعة). وأضاف: «انطلقت تجربتنا مع الزراعة العضوية بزراعة الخضراوات والفواكه المرتبطة بالمواسم، وإنتاج الحليب العضوي، وعليه أصبحت مزرعتنا أول مزرعة محلية لإنتاج الحليب العضوي، إضافة إلى الدجاج العضوي، وكذلك البيض بين الفينة والأخرى أسوةً باللحم».
وأشار غباش إلى أن «النجاح الذي تحقق في المزرعة الأولى، جعلنا نستثمر مزارع العائلة الأخرى، بعد أن بدأنا بالزراعة العضوية في مزرعتنا بمنطقة الخوانيج، حيث توسعنا حتى أصبحت غلال الإنتاج تأتي من ست مزارع أخرى، (أربع مزارع في إمارة الشارقة، ومزرعتان في مدينة العين)، وأصبح لدينا سبع مزارع تحمل منتجاتها العضوية مواصفات الجودة من هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس، ويتوافر منها الحليب في منفذي بيع بعلامة تجارية (أورغانيلشيز)، أي العضوي الشهي، أو اللذيذ باللغة العربية».