دعا عدد من خطباء الجمعة بمساجد البحرين، أمس (الجمعة)، إلى العمل معاً وبكل قوة للتصدي لمثل هذه التدخلات السافرة في الشأن البحريني، والتي باتت تمارسها إيران بين الفينة والأخرى، وتستهدف تقويض أمن البلاد واستقرار مواطنيها، مؤكدين ضرورة التفاف الشعب البحريني وراء قيادته الرشيدة في وجه مثل هذه الممارسات والسلوكيات الخارجة عن حدود الشرع والدين الحنيف.
من جهته، أكد الشيخ عدنان القطان في خطبته التي ألقاها بجامع الفاتح الإسلامي على ضرورة شكر الله سبحانه وتعالى على نِعمه للبحرين، داعياً الله تعالى للبلاد بـ «الأمن والأمان، والاستمرار على شكر هذه النعمة»، داعياً إلى «المحافظة عليها ممن يريدون سلبها منا، وخاصة من هؤلاء الذين وصفهم بـ «جهات خارجية لها أطماع وأجندات توسعية».
ورفض القطان في ثنايا خطبته «رفضاً قاطعاً التصريحات الإيرانية العدائية والمستمرة والمتكررة تجاه البحرين أو أي دولة خليجية أو عربية»، مؤكداً «استنكاره الشديد والتام لكل أشكال التدخلات الإيرانية في شئون البلاد الداخلية».
وقال: «سنقف صفاً واحداً خلف حكومتنا الرشيدة بقيادة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ورئيس وزرائه سمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، وولي عهده سمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة»، مؤكداً «أن كل مواطن مخلص من المجتمع البحريني سيقف في وجه تلك التدخلات السافرة بالمرصاد لكل من تسول له نفسه المساس بسيادة وأمن بلادنا الحبيبة البحرين وقيادتها الرشيدة وأرضها الغالية وشعبها الوفي».
واعتبر «أن الوحدة الوطنيّة والتحام الشعب بقيادته وولاة أمره، هما أكبر رهان وضمان لحفظ وطننا وأمننا من أي تهديد داخلي أو خارجي»، معلناً تأييده لما أعلنه وزير الداخلية ودعوته لجميع مكونات الشعب للاصطفاف الوطني ضد التدخلات الخارجية في مملكة البحرين، والاستنكار على كل من يريد التدخل وزعزعة الأمن وشق الصف في وطننا الغالي البحرين».
وأوضح القطان أن «التصريحات الإيرانية المتكررة والمستفزة تؤكد أن ما تعانيه البحرين من مشكلات داخلية هي من صنع إيران، التي تسعى إلى بث الروح الطائفية في صفوف الشعب كما تفعل في بعض البلدان الإسلامية بهدف تصدير الفوضى إليها»، مطالباً من أسماهم الساسة الإيرانيين بـ «الكف عن هذه التصريحات التي تتنافى وإعلان الأمم المتحدة للعلاقات الودية بين الدول وغيرها من المواثيق الدولية»، ومحذراً «من أن مثل هذه التصريحات تزعزع الاستقرار وتزيد من حالة التوتر المستمر في منطقة الخليج العربي وتهدد الأمن والسلم الدوليين».
وفي ختام خطبته دعا القطان المولى عز وجل بـ «حفظ البحرين، أمنها وأمانها واستقرارها، وحماية شعبها وقادتها المخلصين من كل سوء ومكروه، وأن يزيدهم بفضله تمسكاً واجتماعاً وألفة واتحاداً، وأن يقي الجميع شر الفتن والمحن ما ظهر منها وما بطن».
وندد خطيب مسجد هشام الريس بمنطقة البحير الشيخ صلاح البطي بالتدخلات الإيرانية في شئون دول الخليج العربي، وخاصة في مملكة البحرين، والذي ظهر في الأزمة الماضية، ومازال مستمراً إلى يومنا هذا، موضحا ًأن هذا التدخل «لم يقتصر على التصريحات والأقوال المعادية، بل تجاوز ذلك إلى حد كبير وخطير، بما يخل بأمن مملكة البحرين وأهلها؛ وبما يؤثر على اقتصادهم وحياتهم المعيشية».
وذكر أن كل ما تقوم به إيران من ممارسات ناحية البحرين «مخالف لأحكام الشريعة الغراء التي أمرت بحسن الجوار، وبالمحافظة على أمن وأرواح المسلمين وممتلكاتهم ودينهم وأعراضهم، ونهت عن كل ما يمس بذلك وحرمت الوسائل المؤدية إلى ذلك»، متسائلاً «أين هي إيران التي تسمي نفسها إسلامية من تعاليم الإسلام، وأين هي من أحكام الدين القويم».
وتعجب الشيخ البطي من الحجج التي ترفعها طهران للتدخل بدعوى الإصلاح ومناصرة المظلومين في العالم، مشيراً إلى أن «الفساد في بلدها طافح، والظلم الأكبر في بلدها بلغت رائحته أرجاء العالم، وتنفق آلاف الملايين من أجل تصدير الثورة إلى الخارج، والفقر ينخر في قعرها، وحال أهل السنة هناك يرثى له، من الفقر وقلة الموارد والإقصاء من جميع شئون الحياة».
وحذر من مثل هذه السلوكيات الإيرانية، وضرورة «التصدي لها، والإعداد لها كي لا تؤثر على بلادنا»، داعياً إلى العمل بأمور عدة للرد على مثل هذه التدخلات، منها: «دعاء المولى عز وجل والابتهال إليه بدحرها، والالتفاف حول القيادة الرشيدة، والتعاون مع الأجهزة المعنية في حفظ أمن البلاد، وأن يشد الجميع، حكاماً ومحكومين ومواطنين ومقيمين، من أزر بعضهم بعضا،ً وعدم الانجرار وراء الطائفية»، سائلاً المولى عز وجل في ختام خطبته بـ «حفظ الأمن والاستقرار في ربوع المملكة».
من جانبه، استنكر خطيب جامع أحمد بن خليفة الظهراني، الشيخ صلاح بن محمد بوحسن في خطبته التدخلات الإيرانية في الشأن البحريني وممارساتها التي تستهدف نشر الفتن والإرهاب وتقويض الأمن والاستقرار في ربوع المملكة، لافتاً إلى أن هذه «الممارسات العدائية الحاقدة الإيرانية ضد البحرين منذ قديم الزمان».
وقال إن إيران «تنشئ المعسكرات التي تقوم بتدريب المجموعات الإرهابية التي تعبث بدورها بأمن البحرين من خلال أعمال الإرهاب التي تمارسها بالشوارع والطرقات والتي راح ضحيتها الكثير من الأبرياء، وتقوم كذلك بإيواء المطلوبين قضائياً في قضايا إرهابية أو جنائية»، مؤكداً أن إيران «لا توجد فتنة في مشارق الأرض ومغاربها إلا ولها ضلع فيها كما هو الحال في سورية والعراق وجنوب لبنان وبورما».
وبين «أن مملكة البحرين ودول الخليج العربي مستهدفة دائماً وبشكل مستمر، وذلك لزعزعة أمنها واستقرارها حسداً على ما هم فيه من نعمة الإسلام والألفة بين ولاتهم والرعية وما هي فيه من رغد العيش»، مطالباً في ختام خطبته كل مسلم ومسلمة بـ «أن يلتفوا حول ولاة أمرهم وأن يُدافعوا وبكل قوة عن أوطانهم» باعتبار ذلك واجباً شرعياً لابد من القيام به».
العدد 4704 - الجمعة 24 يوليو 2015م الموافق 08 شوال 1436هـ