دعت الحكومة غير المعترف بها دولياً في العاصمة الليبية (طرابلس) إلى إطلاق مفاوضات سياسية لحل النزاع في البلاد تعقد في ليبيا ومن دون وساطة خارجية، في إشارة إلى بعثة الأمم المتحدة.
وقالت الحكومة التي تعمل بمساندة تحالف جماعات مسلحة إسلامية تحت مسمى «فجر ليبيا» في بيان نشرته على موقعها مساء أمس الأول (الخميس) إنها تدعم «تغليب مصلحة الوطن والوصول إلى توافق يراعي السيادة الوطنية». وأضافت «نعتقد أننا إذا ما غلبنا مصلحة الوطن فإننا نستطيع الجلوس والتفاوض هنا في ليبيا ومن دون وساطة أو تدخل أي طرف فنحن كشعب ليبي نستطيع حل كل نقاط الخلاف والوصول إلى بر الأمان».
وتقود بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا وساطة تهدف إلى حل النزاع المتواصل منذ عام عبر التوقيع على اتفاق سياسي يجري التفاوض عليه في المغرب وينص على إدخال البلاد في مرحلة انتقالية لعامين تبدأ بتشكيل حكومة وحدة وطنية وتنتهي بانتخابات جديدة.
وفي ليبيا سلطتان، حكومة وبرلمان يعترف بهما المجتمع الدولي ويعملان من شرق البلاد، وحكومة ومؤتمر عام منتخب انتهت ولايته، يديران العاصمة ومعظم مناطق غرب ليبيا.
ووقع ممثلون عن البرلمان المعترف به بالأحرف الأولى أخيراً على مسودة الاتفاق، لكن المؤتمر الوطني العام في طرابلس يرفض التوقيع في انتظار مناقشة تعديلات يطالب بإدخالها على الاتفاق. ويذكر أن الحكومة في طرابلس ليست طرفاً في هذا الحوار الذي يخوضه ممثلون عن البرلمان المعترف به في الشرق والمؤتمر الوطني العام في العاصمة.
ميدانياً، قال مسعفون إن جنديين ليبيين قتلا وأصيب عشرة بجروح أمس الأول الخميس (23 يوليو/ تموز 2015) في قتال بين قوات الحكومة التي مقرها شرق البلاد ومقاتلين إسلاميين في وسط مدينة بنغازي.
وتقاتل قوات الحكومة الليبية المعترف بها دولياً جماعات إسلامية في ثاني أكبر مدينة في البلاد لأكثر من عام في إطار صراع أوسع منذ الإطاحة بالزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي وقتله في 2011. واستعادت قوات الجيش بدعم من سكان مسلحين بعض الأراضي التي خسرتها العام الماضي في بنغازي لكن منتقدين يقولون إن استخدامها للطائرات الحربية ألحق أضراراً شديدة بالمدينة من دون تحقيق تقدم كبير على الأرض.
وقال مسئولون عسكريون إن القوات الحكومية قامت أمس الأول بمحاولة جديدة نحو السيطرة على الميناء التجاري الذي توجد فيه مواقع لجماعات إسلامية. والميناء مغلق منذ الخريف الماضي.
وقال المتحدث باسم القوات الجوية، ناصر الحاسي: «قصف سلاح الجو أهدافاً إرهابية في الصابري» في إشارة إلى حي ساحلي في وسط بنغازي بالقرب من الميناء. ويبرز القتال في بنغازي الفوضى في ليبيا، حيث تساند جماعات مسلحة حكومتين تتنافسان على السيطرة على البلاد. وتتخذ حكومة رئيس الوزراء المعترف به دولياً من شرق البلاد مقراً لها منذ أن استولت جماعة منافسة على العاصمة طرابلس وشكلت حكومة.
واستغل تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) الفوضى بأن سيطر على بضع بلدات وأعدم أجانب وشن هجمات على سفارات في طرابلس.
العدد 4704 - الجمعة 24 يوليو 2015م الموافق 08 شوال 1436هـ