أعلن أقارب الصحفيين الإسبان أنطونيو بامبليغا وأنخيل لوبيز ساستري وخوسيه مانويل نبأ اختفاء الإعلاميين الثلاثة في سوريا منذ 13 يوليو\تموز أثناء تواجدهم في مدينة حلب لتغطية النزاع السوري. ويُعتبر هؤلاء الصحفيون من مراسلي الحرب ذوي الخبرة، كما يعدون من الأعضاء المنتسبين لمنظمة مراسلون بلا حدود.
ففي بيان مشترك، أكدت أسر الصحفيين الثلاثة انقطاع أخبارهم منذ 13 يوليو\تموز، وقال أقارب بامبليغا ولوبيز وساستري “إننا الآن نعمل جاهدين من أجل العثور عليهم، ولكننا مازلنا لا نعرف مكان وجودهم”. وطالبت الأسر بالتحلي بالصبر والاحترام وتوخي “أكبر قدر ممكن من الكتمان”، وهي شروط ضرورية في مثل هذه اللحظات.
من جانبه، شدد وزير العدل الإسباني، رافائيل كاتالا، التزام سلطات بلاده بالعمل بشكل مكثف من أجل العثور على الصحفيين المفقودين، معتبراً هذا الاختفاء “خبراً سيئاً للغاية” مشيراً إلى ضرورة “الحصول على تأكيد (بشأن الوقائع) ومعرفة الظروف الدقيقة” التي اختفى فيها الإعلاميون الثلاثة.
وفي هذا الصدد، قال كريستوف ديلوار، الأمين العام لمنظمة مراسلون بلا حدود، إن هذه الأخيرة “تعبر عن بالغ قلقها إزاء مصير الصحفيين الإسبان الثلاثة الذين اختفوا في مدينة حلب الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية وجماعة جبهة النصرة المسلحة“، مطالباً “الحكومة الإسبانية باستخدام كل الوسائل الممكنة للعثور على هؤلاء الصحفيين“، داعياً في الوقت نفسه “جميع أطراف النزاع إلى احترام العمل الصحفي والكف عن اختطاف الإعلاميين لأغراض سياسية“. وأضاف ديلوار أن “القرار الأخير لمجلس الأمن الدولي (رقم 2222) ذكَّر أيضاً بأن الصحفيين العاملين في النزاعات المسلحة يُعدون من المدنيين وبالتالي لا يمكن استهدافهم عمداً، بل ويتعين أن يتمتعوا بحماية خاصة“.
ووفق المعلومات التي حصلت عليها منظمة مراسلون بلا حدود، فقد اختُطف أيضاً مرافق الصحفيين الأسبان الثلاثة، أسامة عجان.
أعضاء منتسبون لمنظمة مراسلون بلا حدود
يُعتبر بامبليغا ولوبيز وساستري من مراسلي الحرب المخضرمين، كما يُعدون من الأعضاء المنتسبين لمكتب منظمة مراسلون بلا حدود في أسبانيا. وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، قام الصحفيون المستقلون الثلاثة بتغطية العديد من النزاعات في مختلف مناطق العالم، بما في ذلك سوريا، حيث زودتهم منظمة مراسلون بلا حدود بسترات مضادة للرصاص وخوذات واقية.
ويمتهن أنطونيو بامبليغا (مدريد، 1982) الصحافة منذ عام 2008. وقد عمل مراسلاً مستقلاً في كل من العراق ولبنان وباكستان ومصر وأفغانستان وهايتي وهندوراس والصومال وجنوب السودان وسوريا، حيث غطى أحداث الصراع السوري منذ عام 2011 لفائدة أبرز وسائل الإعلام الإسبانية والدولية.
ويعمل بامبليغا مع برنامج “إنفيلترادوس” (متسللون) الذي يذاع على قناة كواترو، وهو عبارة عن سلسلة من التحقيقات التلفزيونية، حيث سلط الضوء مراراً على مختلف الموضوعات المتعلقة بالحرب في سوريا.
من جانبه، عمل أنخيل ساستري، الحائز على جائزة لارا للصحافة عام 2010، مراسلاً لقناتي سي.إن.إن+ وكواترو لمدة ست سنوات. كما أنجز ريبورتاجات في سوريا وفلسطين لقناة كواترو وصحيفتي لا راثون و إل كونفدينسيال.
وفي المقابل، يعمل خوسيه مانويل لوبيز مصوراً صحفياً متخصصاً في تغطية النزاعات المسلحة. فعلى مدى 11 عاماً كان ضمن فريق صحيفة لا كرونيكا دي ليون قبل أن يعمل مصوراً لحسابه الخاص في أفغانستان والعراق وفلسطين وإيران وكوسوفو وهايتي وغواتيمالا وناغورنو-كاراباخ وفنزويلا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وغيرها من البلدان، علماً أن أعماله نُشرت في كبريات وسائل الإعلام مثل نيويورك تايمز. كما عمل بشكل منتظم لوكالة فرانس برس، حيث ساهم في تغطية الأحداث بكل من سوريا وجنوب السودان والصومال.
وفي هذا الصدد، قالت مديرة مكتب مراسلون بلا حدود في أسبانيا مالين أثناريث، ، إن المنظمة “تتطلع إلى الحصول قريباً على معلومات تؤكد أن الأمر لا يتعلق بعملية اختطاف، على أمل عودة الوضع إلى حاله الطبيعي، وذلك بأفضل طريقة ممكنة لزملائنا“. وأكدت أن منظمة “مراسلون بلا حدود تقدم كل دعمها لأسر الصحفيين“، مذكرة أن “سوريا هي البلد الأكثر خطورة في العالم على سلامة الصحفيين “.
يُذكر أن سوريا تقبع في المركز 177 عالمياً (من أصل 180 دولة) على تصنيف منظمة مراسلون بلا حدود لعام 2015، حيث مازال حوالي 30 صحفياً على الأقل- تسعة منهم أجانب – مفقودين أو رهائن لدى الجماعات المتطرفة المنتشرة في أنحاء البلاد.