العدد 4703 - الخميس 23 يوليو 2015م الموافق 07 شوال 1436هـ

القوات العراقية تقترب من تحرير جامعة الأنبار

أهالي الفلوجة تظاهروا ضد «داعش» مطالبين بالسماح لهم بترك المدينة

مقاتلون من الجيش العراقي يتدربون على الرمي في مركز مكافحة الإرهاب ببغداد أمس (رويترز)
مقاتلون من الجيش العراقي يتدربون على الرمي في مركز مكافحة الإرهاب ببغداد أمس (رويترز)

أعلنت وزارة الدفاع في العراق انتهاء أول مرحلة من مراحل عملية استعادة الأنبار من سيطرة تنظيم داعش بنجاح. وقال وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي، في مؤتمر صحافي عقده في قاعدة الحبّانية بالأنبار أمس، إن القوات الأمنية المشتركة نجحت، بعد المرحلة الأولى، من الوصول إلى مشارف مدينة الرمادي مركز المحافظة ، حسبما أفادت صحيفة الشرق الأوسط اليوم الجمعة (24 يوليو/ تموز 2015).

وكشف العبيدي خلال المؤتمر الذي حضرته «الشرق الأوسط» عن قرب انطلاق المرحلة الثانية من العمليات العسكرية التي تتمثل باقتحام الرمادي. وكانت القوات العراقية قد كثفت هجومها على المدن والبلدات الرئيسية في محافظة الأنبار لاستعادتها من تنظيم داعش، كما سعت إلى السيطرة على المناطق الغربية من العراق المتصلة بالحدود مع سوريا، لتضييق الخناق على مسلحي التنظيم وقطع طرق الإمدادات عنهم.

من جانب آخر، أعلن جهاز مكافحة الإرهاب عن تطويق جامعة الأنبار (3 كلم جنوب مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار) القريبة من حي التأميم الذي يسيطر عليه تنظيم داعش، وقطع الإمدادات عن مسلحي التنظيم المحاصرين داخل مباني الجامعة التي تضم مباني كبيرة، تمهيدا لاقتحامها وتحريرها.

وقال الناطق باسم الجهاز صباح النعمان في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «الخطة الموضوعة من قبل قيادة العمليات المشتركة في تحرير مدينة الرمادي تعتمد على الهجوم من عدة محاور، وقوات جهاز مكافحة الإرهاب تكفلت بالمحور الرئيسي، وأخذت المحور الجنوبي من المدينة، حيث تقدمت قواتنا خلال الأيام الماضية ضمن القاطع الجنوبي وحررت مناطق مهمة كمنطقة الطاش التي كانت معقلا للإرهابيين، والآن نحن على مشارف جامعة الأنبار، إذ إن قواتنا محيطة بالجامعة وعزلت الإرهابيين الموجودين داخل الجامعة عن المحيط الخارجي وتم قطع طريق الإمداد بينهم وبين مناطق الأحياء المجاورة».

وأضاف النعمان أن «أغلب بنايات الجامعة مزروعة بالعبوات الناسفة، والإرهابيون يتحصنون بداخلها، وهناك خطة وضعت لعملية الاقتحام، ولدى القادة الميدانيين وسيلة لتحرير الجامعة، التي تعد هدفا مهما جدا وبتحريرها ستتم السيطرة على مناطق واسعة من الرمادي، وبالتالي سيكون لها تأثير كبير في رجاحة كفة المعركة ضد (داعش) في مدينة الرمادي».

وبشأن موعد اقتحام الجامعة، بين النعمان أن «خطة الاقتحام تسير وفق التوقيتات الزمنية التي وضعتها قيادة الجهاز، والجامعة هي هدفنا الأهم»، لافتا إلى أن «التوقيت يحتاج إلى آلية لعملية الاقتحام وتمت دراسة ظروف الجامعة وخطة الاقتحام موجودة»، مستدركا: «إننا نريد الحفاظ على الجهد البشري دون خسائر».

وأكد النعمان أن «الأمور تحت السيطرة، وأهم ما في الأمر الآن هو تمكننا من محاصرة المسلحين داخل الجامعة وقطع الإمداد الخارجي عنهم، الأمر الذي سيؤدي إلى استنزاف قوتهم»، مبينا أن «هناك جهدا مهما جدا للهندسة العسكرية، فخلال تقدمهم مع القوات ومنذ بداية المحور وحتى وصول الجامعة بحدود 45 كلم تم قطعها خلال الأيام الماضية، هذه المسافة كانت مليئة بالعبوات الناسفة والسيارات الملغومة وبطرق فنية وعبوات كبيرة جدا، لها تأثير كبير جدا، إلا أن فرق الجهد الهندسي أبدت شجاعة فائقة بتفكيك معظم العبوات الناسفة، فيما فُجّر البعض الآخر من العبوات عن طريق الجو».

من جهة أخرى كشفت خلية الإعلام الحربي عن مقتل ثلاثة قياديين «بارزين» من تنظيم داعش بضربات جوية في محافظة الأنبار، مبينة أن من بينهم من يسمى الأمير العسكري لمنطقة البوعيفان.

وقالت الخلية في بيان إن «الطيران الحربي تمكن من قصف أهداف تابعة لتنظيم داعش الإرهابي في ناحية الريحانة التابعة لقضاء عنه وقضاء راوة والجزيرة، ما أدى إلى مقتل وجرح أعداد من عناصر التنظيم».

وأضافت أن «الضربة أدت إلى مقتل الإرهابي طلال خميس علوش الجغيفي أحد قيادات (داعش) في الناحية»، مشيرا إلى أن «قصفا مدفعيا من قبل القوات الأمنية المشتركة في قاطع الكرمة، أدى إلى مقتل الإرهابي عمر أسعد سريح الخليفاوي الذي يعمل قياديا أمنيا في منطقة البوخليفة».

وتابعت الخلية أنه «تم قتل الإرهابي محمد عبود فرج الشيحاوي الذي يشغل موقع الأمير العسكري للتنظيم في منطقة البوعيفان قرب جسر الشيحة شمال قضاء الفلوجة التابعة لناحية الصقلاوية»، مبينا أن «هذا الإرهابي هو شقيق القيادي حامد رمانة الذي قتل من قبل القوات المشتركة سابقا».

وفي مدينة الفلوجة (50 كلم شرق مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار) استكملت القوات العراقية المشتركة حصار المدينة من الجهات الأربع تحضيرًا لعملية دخولها وتحريرها من تنظيم داعش الذي يعتبرها عاصمة لدولته المزعومة، ومن أهم مدنها وتعد من أول المدن التي سيطر عليها التنظيم منذ بداية العام الماضي.

وشهدت مدينة الفلوجة أمس خروج مظاهرة لسكانها المحاصرين تطالب تنظيم داعش بالسماح لهم بترك المدينة قبل دخول القوات العراقية لغرض تحريرها.

وقال سكان محليون من داخل مدينة الفلوجة لـ«الشرق الأوسط» إن العشرات من سكان الفلوجة خرجوا في مظاهرة رافعين شعارات تطالب بالسماح لهم بالخروج من المدينة، واكتظ شارع 40 وسط المدينة بالمتظاهرين.

وأضاف السكان «أن مسلحي تنظيم داعش قاموا باعتقال المتظاهرين فيما تمكن البعض منهم من الهرب وأطلق المسلحون عيارات نارية باتجاه المتظاهرين الذين هربوا بعد وصول المسلحين، فيما تم اقتياد عدد كبير من المتظاهرين إلى جهة مجهولة ولم يعرف مصيرهم إلى الآن، وشهدت الفلوجة وباقي مدن الأنبار التي يسيطر عليها تنظيم داعش ثورة شعبية كان آخرها في منطقة كبيسة (70 كلم غرب الرمادي) وتم قتل الكثير من مسلحي تنظيم داعش على أيدي الثوار من أهالي المدينة.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً