بينما كان صيادو اللقطات المثيرة يحاصرون «الإليزيه» لمعرفة التحركات غير الرسمية للرئيس فرنسوا هولاند ويسعون للفوز بصورة تجمعه مع صديقته جولي غاييه، ظهرت هذه الأخيرة في مهرجان المسرح الذي يقام كل صيف في مدينة أفينيون، جنوب فرنسا، لتشارك في عرض تؤدي فيه دور كونستانس، زوجة الكاتب والمسرحي الآيرلندي أوسكار وايلد (1854 - 1900) ، بحسب ما أفادت صحيفة الشرق الأوسط يوم أمس الخميس ( 23 يوليو / تموز 2015).
ارتدت الممثلة الأربعينية الشقراء فستانًا طويلاً أسود مشقوقًا من الجانب، ووقفت في ساحة متحف «كالفيه» الصغير لتقدم الدور الذي أعدته للمسرح كلير باريه، عن نص بعنوان «مسز وايلد». ورغم حرارة الجو التي قاربت الأربعين درجة مئوية، لم يتخلف الجمهور عن الموعد أملاً في رؤية غاييه على الطبيعة، بعد أن ملأت صورها وأخبارها الصحف الشعبية وحتى الرصينة. وتولى الكاتب الفرنسي أوليفييه بوافر دارفور التعريف بالنص وبكاتبة السيناريو، في حين أن المتفرجين الذين زاد عددهم على 300 شخص لم يكونوا في حاجة للتعرف على سيرة بالممثلة التي ذاع اسمها منذ انكشاف علاقتها بهولاند، مطلع العام الماضي. وتسببت الفضيحة في ضجة داخل فرنسا وخارجها وانتهت بانفصال الرئيس عن شريكة حياته الصحافية فاليري تريرفيلر، دون أن تنتهي اللقاءات بينه وبين صديقته الممثلة.
وفي حين شوهد رئيس الوزراء مانويل فالس في شوارع المدينة التي ازدحمت بآلاف الوافدين لحضور العروض المسرحية، فقد تخلف هولاند عن الموعد الذي كان مقررًا منتصف الشهر الحالي لافتتاح معرض عن الممثل لوي شيرو، ضمن فعاليات مهرجان أفينيون. وهكذا خسر المصورون فرصة لقاء محتمل بين الرئيس والممثلة، وما يتبعه من لقطات تحتل أغلفة المجلات الشعبية. والسبب هو انشغال الرئيس بتطورات الأزمة الاقتصادية في اليونان. ورغم المشاغل، وجد هولاند فسحة من الزمن لإطلالة سريعة على سباق «دورة فرنسا» السنوي الشهير للدراجات، وحط في مدينة لوزير دون أن يمد ساقيه لملاقاة صديقته في أفينيون.
لم يتخل رئيس الوزراء عن البدلة الرسمية القاتمة رغم القيظ ونوع المناسبة، واكتفى بخلع سترته وتعليقها على كتفه وهو يسير على قدميه في اتجاه ساحة الساعة، حيث كانت «الأوبرا الكبرى لأفينيون» تقدم عرضًا للموسيقى الكلاسيكية. ولم تكن آن غرافوان، زوجة فالس، موجودة معه في المهرجان رغم أنها عازفة معروفة عالميًا. وبعد ذلك واصل رئيس الوزراء جولته لمشاهدة مسرحية «ريتشارد الثالث» لشكسبير التي أخرجها توماس أوسترمير.
لم تدم إقامة جولي غاييه في أفينيون أكثر من ليلة. وقد استغرق العرض الذي قدمته ساعة ونصف الساعة بمشاركة عازف الكمان إريك سلابياك. ولم يكن اختيار الممثلة لأداء دور زوجة أوسكار وايلد خاليًا من المغزى، ذلك أن كونستانس، بطلة المسرحية، كانت امرأة جريئة وغير تقليدية، خرجت على التقاليد المحافظة للمجتمع الإنجليزي في العهد الفيكتوري وساندت زوجًا لم تخل سيرته من الفضائح. وقد ترافقت حرارة النص مع سخونة شمس المتوسط التي تسطع صيفًا حتى ساعة متأخرة من المساء. واحتمى الجمهور بظلال الأشجار الأربع المزروعة في الساحة، كما احتمت الممثلة بها وهي تؤدي دورها. وبعد الانتهاء وتلقي عبارات الإعجاب والتصفيق، استغلت صديقة هولاند وجودها في أفينيون وتجولت في شوارع المدينة التي تعيش أجواء المهرجان، وذهبت مع عدد من الأصدقاء لتشاهد العرض الموسيقي «العيون السود» على خشبة «الشموس الثلاث».