العدد 4702 - الأربعاء 22 يوليو 2015م الموافق 06 شوال 1436هـ

البنتاغون يؤكد مقتل زعيم «خراسان» الموالي لـ«القاعدة» في سوريا

قتل 3000 متشدد يلوذون بشمال البلد المضطرب منذ بدء عمليات التحالف الدولي ضد الإرهاب

كشف إعلان وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) مقتل زعيم تنظيم «خراسان» في سوريا، النقاب عن سجل حافل من مقاتلين متشددين في سوريا، يشكلون خطرًا على الغرب، استهدفتهم طائرات التحالف الدولي والعربي في عمليات اغتيال أو قصف مركّز ودقيق، ناهز عددهم الـ3000 مقاتل، تتنوع انتماءاتهم بين تنظيم داعش و«جبهة النصرة» و«خراسان»، وغيرها من التنظيمات التي تستقطب المقاتلين المتشددين الأجانب، بحسب ما أفادت صحيفة الشرق الأوسط اليوم الخميس ( 23 يوليو / تموز 2015).

وأبرزت العملية التي وقعت مطلع الشهر الحالي، وأعلن البنتاغون عنها أمس مستهدفة زعيم «خراسان» محسن الفضلي، مدى فعالية الضربات التي قوضت نفوذ «داعش» إلى حد كبير في سوريا، وأعاقت حركته، فضلاً عن «تصفية» قياديين في تنظيمات متشددة، أبرزها تنظيم «القاعدة»، يشكلون تهديدًا على الاستقرار الدولي، كما الفضلي الذي يشتبه في أنه واحد من قلة كانوا على اطلاع على أحداث 11 سبتمبر (أيلول) 2001. ومسؤول عن عمليتين إرهابيتين في العام 2002.

واستقطبت سوريا، بدءًا من العام 2012 مقاتلين متشددين من أنحاء العالم، كان بعضهم من الشخصيات الفاعلة في تنظيم «القاعدة»، بحسب ما يقول مصدر سوري معارض لـ«الشرق الأوسط»، مشيرًا إلى أن سوريا، ومنذ بدء خروج مناطق فيها عن سيطرة تنظيم الرئيس السوري بشار الأسد: «باتت ملاذا آمنًا لمقاتلين متطرفين، بديلاً عن أفغانستان والعراق، وعلى تماس مع معاركهم الحيوية في العراق وسوريا».

وبدأ التحالف الدولي والعربي لمحاربة الإرهاب في سوريا، باستهداف قيادات في تنظيمات متشددة، منذ إطلاق عمليات التحالف في 23 سبتمبر الماضي، حتى بلغ عدد قتلى عناصر التنظيمات المتشددة 3000 مقاتل، بحسب ما أكد مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط»، مشيرًا إلى أن هؤلاء المتشددين ينقسمون في حصيلة تقريبية، إلى 2900 مقاتل ينتمي إلى تنظيم داعش، و110 عناصر في تنظيم «جبهة النصرة»، وعناصر أخرى تابعة لتنظيم القاعدة.

وأوضح بين هؤلاء عشرات القياديين ينتمون إلى معظم الجنسيات التي يتحدر منها المقاتلون المهاجرون، من فرنسا وبريطانيا وعرب وغيرهم، لافتًا إلى أنه منهم أبو أسامة العراقي، وعمر رمضان الشيشاني، وقيادي آخر معروف بـ«الفضل»، إضافة إلى أبو سياف، المسؤول المالي في «داعش» إثر إنزال أميركي في ريف دير الزور في مايو (أيار) الماضي، وأبو أسامة العراقي، والي «ولاية البركة» في ريف الحسكة، والسوري عامر الرفدان في الغارة نفسها. وكشف إطلاق عمليات التحالف الدولي، عن تنظيم «خراسان» في سوريا، الذي استهدفته أولى الضربات الأميركية في ريف إدلب، شمال غربي سوريا. وبينما لم يكن التنظيم معروفًا من قبل، أكد القيادي المعارض السوري الخبير في الجماعات المتشددة عبد الرحمن الحاج لـ«الشرق الأوسط»، أن التنظيم «يمثل المهاجرين التابعين لتنظيم القاعدة، ولا ينتمون للنصرة ولا لداعش»، موضحًا أن هؤلاء «يحملون الفكرة الأساسية المرتبطة بمواجهة الغرب، واستهداف أميركا، ويمثلون خطرًا أمنيًا على الولايات المتحدة الأميركية، والمجتمع الدولي». ولفت إلى أن المنظمات العسكرية المتطرفة الأجنبية، كما السورية، التي تشكل خطرًا على الغرب: «هي الأكثر استهدافًا في ضربات التحالف الدولي».

و(مجموعة خراسان) هي مجموعة لم تكن معروفة إلى حين رصدتها أجهزة الاستخبارات الأميركية في سبتمبر الماضي. وأكد المسؤولون الأميركيون أنها تضم أعضاء من تنظيم القاعدة في أفغانستان وباكستان ذهبوا إلى سوريا. ويعتبر بعض الخبراء أن هؤلاء الأعضاء هم في الأساس جزء من جبهة النصرة، الفرع السوري لتنظيم القاعدة.

وقال الحاج بأن عناصر تنظيم «خراسان»: «يتشابهون مع تنظيم داعش عقائديًا»، لافتًا إلى أن «التركيبة العسكرية للتنظيم غير معروفة كثيرًا بالنسبة للخبراء والمتابعين، رغم أنها متوفرة لدى أجهزة المخابرات». وقال: إن امتداد التنظيم «يقع في ريف إدلب بشكل خاص، قرب جماعة النصرة التي تعد فرعًا من تنظيم القاعدة، ويتشارك التنظيمان التركيبة العقائدية نفسها»، في إشارة إلى «القطيعة» ثم «العداء» بين «القاعدة» و«داعش»، بعد بيان زعيم «القاعدة» أيمن الظواهري الشهير الذي انتقد فيه «داعش»، والذي استتبع بدعم «النصرة» في حربها ضد «داعش».

ورغم إعلان واشنطن الحرب على «خراسان» منذ إطلاق عمليات التحالف، استهدفت مقرات للتنظيم، قبل أن تنجح مطلع الشهر الحالي، ولأول مرة، باستهداف واحد من قيادات التنظيم، وهو زعيمه، بحسب ما يقول عبد الرحمن.

وأعلن جيف ديفيس، أحد المتحدثين باسم البنتاغون، في بيان، أن زعيم «خراسان» الموالي لـ«القاعدة»، محسن الفضلي، قتل في 8 يوليو (تموز) الحالي، خلال تنقله بسيارة بالقرب من سرمدا بشمال غربي سوريا. ولم يوضح ديفيس ما إذا كانت الغارة تمت بطائرة من دون طيار أو نفذتها مقاتلة جوية.

وقال عبد الرحمن الحاج لـ«الشرق الأوسط» إن المعلومات الدقيقة عن المتشددين «غير متوفرة بسبب تكتم تلك المجموعات عن خسائرها، ونشاطاتها»، فيما تقتصر المعرفة بهم «على أجهزة الاستخبارات التي تزود التحالف بتلك المعلومات».

وقال: إن غارات التحالف «تعد دقيقة، وتقتصر على أهداف عسكرية محددة، وأهداف عائدة لتلك التنظيمات، وملاحقة القياديين في جماعات متطرفة»، مشيرًا إلى أن ذلك «لا يعني وجود استثناءات، بينها إصابة مدنيين في بعض الغارات»، وذلك «لا يمنعها من الاستمرار في ملاحقة التنظيمات المتشددة وقيادييها». وفي مقابلة تعود إلى سبتمبر الماضي، صنف الرئيس الأميركي باراك أوباما مجموعة «خراسان» ضمن التنظيمات التي تشكل «تهديدا مباشرا للولايات المتحدة»، محذرا من أن أعضاءها «يمكن أن يقتلوا أميركيين».

و«خراسان»، تضم مقاتلين من الرعيل الأول لتنظيم «القاعدة»، خلافًا لمقاتلي تنظيم داعش الذين يعدون من المقاتلين الجدد. ويقول عبد الرحمن الحاج إن قيادات «داعش»: «لا يمتلكون الخبرات العسكرية التي يتمتع بها تنظيم القاعدة. حتى أن أبو عمر الشيشاني، مسؤول داعش في سوريا، لا يمتلك خبرات عسكرية كبيرة، لأن القيادات بمعظمها جديدة، تشكلت نتيجة موجة هجرة المتطرفين إلى سوريا والعراق، مع بروز الحالة السورية»، ذلك أن أصول التنظيم «عراقية، وليست عالمية مثل (القاعدة)، وقد فشل داعش في استقطاب قيادات في الخط الجهادي العالمي، على خلفية صراعاته التنظيمية والخلاف بالولاءات مع تنظيم القاعدة». وأضاف: «معظم المستقطبين انخرطوا بالعمل العسكري في مرحلة متأخرة». أما المنفصلون عن «القاعدة» لصالح «داعش»، فهم برأي الحاج: «قلة»، مشيرًا إلى أن موجة انتقال المقاتلين بين «النصرة» فرع القاعدة، و«داعش»، قليلة، لكنها موجودة، وتأتي على ضوء هزات في بينة التنظيمين أو خلافات أخرى.

* الفضلي.. مطلوب بارز يلوذ بسوريا

* يُعرف محسن الفضلي بأنه زعيم تنظيم «خراسان» الذي يضم مقاتلين سابقين في تنظيم القاعدة انتقلوا من آسيا الوسطى ومناطق أخرى من الشرق الأوسط إلى سوريا للتخطيط لاعتداءات ضد الولايات المتحدة.

وبحسب الاستخبارات الأميركية فإن الفضلي الكويتي الأصل كان من المقاتلين القلائل في تنظيم القاعدة الذين تم إبلاغهم مسبقا باعتداءات 11 سبتمبر 2001، وكان الفضلي مطلوبا من قبل قوات الأمن في الكويت والسعودية والولايات المتحدة للاشتباه بضلوعه في نشاطات إرهابية، وذلك على خلفية تورطه في اعتداءات أكتوبر (تشرين الأول) 2002 ضد قوات مشاة البحرية الأميركية (المارينز) في جزيرة فيلكا بالكويت وضد ناقلة النفط الفرنسية ليبمبورغ. وتقول وزارة الخارجية الأميركية إن الفضلي قاتل إلى جانب حركة طالبان وتنظيم القاعدة في باكستان.

وقال ديفيس إن «مقتله سيضعف ويزعزع العمليات الخارجية لـ(القاعدة) ضد الولايات المتحدة وحلفائها». وكانت غارة جوية أميركية استهدفت الفضلي في سبتمبر (أيلول) الماضي، إلا أن المسؤولين الأميركيين لم يؤكدوا وفاته آنذاك. كما كانت وزارة الخارجية الأميركية رصدت مكافأة قدرها 7 ملايين دولار لقاء أي معلومات يمكن أن تقود إلى القبض على الفضلي أو مقتله.

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 3:36 ص

      تضحكون على من

      تعددت الأسماء و المصدر واحد حاميها حراميها

اقرأ ايضاً