حسمت فحوصات الحمض النووي التي أجرتها السلطات التركية هوية منفذ العملية الانتحارية في مدينة سروج التركية، وهو شاب تركي في العشرين من عمره، بينما لا تزال هوية التنظيم الذي نفذ العملية غير واضحة في ظل امتناع «المشتبه الأول» تنظيم داعش عن تبني العملية، بينما تسعى السلطات التركية إلى خفض منسوب التوتر بين الأكراد عبر حجب موقع «توتير» لمنع نشر صور التفجير ومنع الدعوة للتجمعات كما حصل في مدينة إسطنبول أمس وقبله، وكذلك في جنوب شرقي البلاد حيث الغالبية الكردية ، بحسب ما أفادت صحيفة الشرق الأوسط اليوم الخميس ( 23 يوليو / تموز 2015).
وبينما شهدت بعض المناطق التركية مواجهات محدودة بن الشرطة ومحتجين أكراد، برز حادثان أمنيان، إذ عثرت قوات الأمن التركية أمس على جثتي شرطيين، مقتولين بأسلحة نارية، في منزلهما بقضاء جيلان بينار، التابع لولاية شانلي أورفة، ذات الغالبية الكردية حيث وقع التفجير الانتحاري أول من أمس. وقال والي شانلي أورفة، عز الدين كوتشوك، إن الشرطيين العاملين في مديرية أمن القضاء، لم يحضرا للعمل، وعليه فقد توجهت فرق من قوات الأمن إلى منزلهما، مضيفًا: «حسب المعلومات الأولية أصيب الشرطيان بطلقات نارية. بدأت التحقيقات في القضية». والشرطيان عازبان، يعمل أحدهما في وحدة مكافحة الإرهاب، والثاني في قوات مكافحة الشغب.
وفي أنقرة، أبطل خبراء متفجرات أتراك، أمس، مفعول عبوة ناسفة، كانت موضوعة داخل صندوق، قرب مبنى حزب العدالة والتنمية الحاكم، في العاصمة التركية أنقرة. وقام المواطنون بإبلاغ الشرطة، عقب اشتباههم في صندوق موضوع أسفل إحدى سيارات الدعاية الانتخابية، قرب مبنى الحزب بمنطقة «سانجاق تيبيه» في أنقرة. وقد فتحت الشرطة تحقيقا بشأن الحادث، وبدأت بتفحص تسجيلات كاميرات المحال التجارية المجاورة للمكان، للوقوف على ملابساته.
وقال مصدر رسمي تركي لـ«الشرق الأوسط» إن بصمات تنظيم داعش واضحة على الجريمة، رغم عدم تبنيه إياها بعد. وأشار المصدر إلى أن التنظيم يحاول إثارة خوف تركيا التي تشن حملة واسعة على خلاياه النائمة في أنحاء مختلفة من تركيا، كاشفا أن «نحو 500 شخص أوقفوا حتى الآن بتهمة الانتماء إلى التنظيم الإرهابي»، ومؤكدا على استمرار الحملة لمنع هذا التنظيم وسواه من المس بأمن تركيا ومواطنيها.
من جهةٍ أخرى أكد مسؤول أمني تركي لوكالة أنباء الأناضول أنّ شقيق منفذ العملية عبد الرحمن ألاغوز يونس إمره ألاغوز كان يعمل في مقهى «الإسلام» الذي يتردّد عليه الأشخاص الموالون لتنظيم داعش، الأمر الذي زاد من احتمالات ضلوع التنظيم في هذه العملية. وأضاف المسؤول الأمني أنّ أفراد عائلة ألاغوز غادروا منزلهم الكائن في ولاية أديامان ولجأوا إلى منزل أحد أقاربهم خارج المدينة.
وقالت وكالة أنباء الأناضول إن السلطات التركية حجبت موقع «تويتر» لمنع نشر صور تفجير مدينة سروج. وأشارت الوكالة إلى أن الحكومة تسعى أيضا إلى منع مستخدمي «تويتر» من الدعوة إلى احتجاجات ضد الحكومة لعدم بذلها جهدا أكبر في منع التفجيرات.
واتهم المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن بعض السياسيين في البلاد باستغلال تفجير سروج الإرهابي في تحقيق مكاسب سياسية. وقال إن التحقيقات تجري على قدم وساق من قبل السلطات الأمنية، مؤكدًا أن «موقف تركيا واضح في تصميمها على محاربة كل التنظيمات الإرهابية بما فيها (داعش)». ونفى قالن الاتهامات التي تقول إن تركيا لم تقم بأية عمليات ضد منتسبي تنظيم داعش قائلاً: «لقد وضعت تركيا داعش في قائمة الإرهاب عام 2013، وفي إطار هذا قمنا بطرد 600 شخص أجنبي ممن ثبت ارتباطهم بالتنظيم خارج البلاد، ومنعنا 15 ألف شخص من دخول تركيا».
ونفى المصدر الرسمي مجددا أية صلات للحكومة التركية وأجهزتها بتنظيم داعش وسواه من الجماعات المتطرفة، بينما استمر تقاذف الاتهامات بين الموالين والمعارضين بشأن التفجير والمسؤولية عنه. ووجَّه الكاتب بصحيفة «راديكال»، جنكيز تشاندار، الخبير في شؤون الشرق الأوسط انتقادًا حادًا للرئيس رجب طيب إردوغان. وقال تشاندار في مقال له: «إن نظام حزب العدالة والتنمية لاطف وداعب الجماعات الجهادية السلفية الموجودة في سوريا، بما في ذلك تنظيم داعش، وأخرج العفريت من المصباح. والآن هم يتورطون في إراقة الدماء في تركيا». واعتبر أن «ما هو أكثر خطورة هو احتمال شن الخلايا النائمة، التابعة لتنظيم داعش الإرهابي في تركيا، بلا شك، هجمات جديدة، واحتمال مشاهدتنا مذابح جديدة شبيهة بحادث سروج».
وفي المقابل، قال أكرم كيزيلتاش من صحيفة «تقويم» الموالية إن «هذه الفاجعة التي حدثت في سروج، وما رافقها من تصريحات حادة للبعض ضد الدولة التركية، أثبتت لدينا أنّ البعض لا يسعى لوحدة تركيا، ولهؤلاء نقول عليكم أنْ تدركوا أنّ تركيا ليست العراق وليست سوريا». وأضاف مدافعا: «لا يمكن لأي دولة أنْ ترغب في حدوث تفجيرات إرهابية داخل حدودها، والجمهورية التركية تنظر بحساسية أكبر من غيرها تجاه هذا الموضوع، لذلك لا يمكنها على الإطلاق غض الطرف عن الأعمال الإرهابية الحاصلة داخل حدودها، لأنها من أكثر الدول التي تدرك أبعاد مثل هذه الأعمال».
وبدوره رأى أوكاي غونينسين الكاتب في صحيفة وطن أن الجهة التي قامت بالتفجير الذي حصل في سروج معروفة، فمهما كانت هوية منفذ الهجوم إلا أن الجهة الحقيقية التي تقف خلفه هي «داعش»، أو قوة أخرى مماثلة لـ«داعش» تسعى إلى تصفية حساباتها مع تركيا. واعتبر أن هؤلاء يسعون إلى تحويل تركيا لساحة حرب وإيقاع جنوب تركيا في مستنقع القوى المسلحة. واعتبر أنه إذا ما ثبت وقوف «داعش» خلف هذا الهجوم، فإنه من المنتظر أنْ تقوم تركيا بأخذ دور فاعل وتدخل حاسم تجاه هذا التنظيم. ونبه إلى أن «داعش» تسببت بالقتل في سروج، وقد تقتل مجددا في الأراضي التركية، وقد تزداد عمليات ومحاولات تحويل تركيا لساحة حرب، ولذلك يجب على المستوى السياسي أنْ يكون جاهزا ومستعدا لذلك، وأخذ كل التدابير اللازمة.
وشكك الكاتب في صحيفة «زمان» المعارضة بإمكانية شن الحكومة حربا على التنظيم. وقال: «في الأسابيع الأخيرة تم حجب بعض المواقع الجهادية الإلكترونية، كما اعتقل المئات من مختلف المناطق التركية للاشتباه بانتمائهم إلى داعش. فهل هذه المرحلة هي بداية عملية تهدف إلى إزالة البنية التحتية لـ(داعش) من تركيا بشكل كلي؟ أم أنها مجرد ذر للرماد في العيون؟ وهل سيمثل مقاتلو (داعش) المعتقلون أمام المحاكم لتتم محاكمتهم بتهمة دعم تنظيم إرهابي؟ أم سيُفرج عنهم بعد مدة قصيرة دون توجيه تهم كما جرى مع خالص بيانجوك؟»، وأضاف: «إن المسؤولين في تركيا أطلقوا الثعابين أو الإرهابيين في الأراضي السورية علنا في أغلب الأحيان وبشكل سري في بعض الأحيان، وسمحوا لهم بالتوسع، ظانين أن ذلك سيكون وبالا على عدوهم الأول بشار الأسد، وسيفيدهم في السيطرة على عدوهم الثاني أكراد سوريا. ولكن خطة تركيا في الاستفادة من الثعابين والسيطرة عليها خرجت عن يدها بعكس ما كانت تتوقع».
ههههه
خوش نكتة
داعش ربيبة تركيا
تركيا هي التي سهلت الدخول لسوريا و العراق و أعطت السلاح و دربتهم ، فكيف ستواجههم ؟ بل ستزيد من دعمهم ضد الأكراد
فات الفوت
بعد ما احترقتوا بنارها