تمسك رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جوزيف بلاتر بمنصبه كرئيس للاتحاد الدولي بيديه ورجليه رافضاً ترك المنصب أو التخلي عنه طوعاً على رغم كل الانتقادات التي وجهت له.

بلاتر الذي تربع على عرش أهم مؤسسة عالمية بعد الامم المتحدة إن لم تكن الاهم على الاطلاق من خلال تأثيرها الذاتي المستمد من قدراتها المالية الكبيرة ودور الرئيس في رسم هذه السياسات، والذي جاء الى رئاسة الفيفا العام 1998 هو العقل المدبر للعمل في هذه المؤسسة منذ العام 1981 عندما تولى الامانة العامة بعد أن انضم إلى الفيفا العام 1975.

بلاتر قضى شبابه وحياته في الفيفا ولذلك ليس من السهولة ان يتخلى عنها الا ان رياح التغيير كانت عاصفة وأقوى منه هذه المرة.

40 عاما او اكثر جعلته العارف بكل بواطن الامور بل انه المتربع على كل صغيرة وكبيرة حتى بات الامبراطور الذي لا ينازع الصلاحيات.

الرياح القوية هذه المرة كانت غربية عن طريق اميركا وبريطانيا اللتين فتحتا بقوة ملف الفساد في هذه المؤسسة بشكل منع بلاتر من الاستمرار على رغم فوزه مؤخرا بدورة جديدة في رئاسة الفيفا.

ويبدو ان قراره المثير للجدل بمنح روسيا وقطر حق تنظيم بطولة كأس العالم للبطولتين المقبلتين على حساب بريطانيا مثل القشة التي اطاحت بامبراطوريته.

هذا القرار فتح عليه ابواب جهنم ففتحت كل الملفات دفعة واحدة وتمت الاطاحة بالرؤوس الكبيرة في قارات العالم الواحد تلوى الآخر.

بلاتر كان آخر الرؤوس التي سقطت باستقالته مباشرة بعد اعادة انتخابه في ظل انقسام عالمي وتحالف اوروبي اميركي ضده.

نجح بلاتر في مقاومة كل الضغوط على مدار 40 عاما ولكن هذه المرة كانت رياح التغيير اقوى منه بدخول مكتب التحقيقات الفيدرالي الاميركي والانتربول الدولي على الخط وطلبه استجواب كبار مسئولي الفيفا.

كان بمقدور بلاتر الخروج بطريقة افضل من خلال عدم ترشحه للانتخابات الاخيرة وتنحيه بنفسه ولكنه ظل متمسكا بخيط الامل الذي هوى به في القاع.

حتى في مؤتمره الصحافي يوم أمس والذي أعلن فيه عدم ترشحه للانتخابات المقبلة تعرض لموقف محرج بعد ان قام ممثل كوميدي بريطاني برمي اوراق دولار مزورة على رأسه على الهواء مباشرة وسط متابعة عالمية كبيرة في اشارة منه الى الفساد الذي لحق به وبمؤسسته في سنواتها الاخيرة.

يبقى السؤال الاهم الآن بعد انقضاء عصر بلاتر عن البديل القادم والاهم من ذلك عن السياسة الجديدة للفيفا وان كانت ستشمل إعادة فتح ملفي روسيا وقطر.