عَقِبَ التفجير الإرهابي بمسجد الإمام الصادق (ع) في الكويت، رأى بحرينيون أن الفرصة باتت سانحة لولادة مبادرتهم المعنونة بـ «لا للطائفية»، والتي ظلت تتخمر لبرهة من الزمن.

ورغم الانطلاقة التي قوبلت بالثناء والإشادة، إلا أن القائمين على المبادرة لم يجدوا مناصاً من إيقافها، بعد أن تحولت لما يشبه عروض الأزياء، كما يقول أحد القائمين عليها إبراهيم رجب.

ويؤكد رجب، الذي يتولى مهمة تصوير الشخصيات المعروفة ونشرها على موقع التواصل الاجتماعي وهي تحمل عبارات تحارب الطائفية، أن المبادرة أو الحملة التي تأتي انطلاقاً من وحي مبادرة «البحرين وطن يجمعنا»، تركت تأثيرات إيجابية لكنها تبقى في نهاية المطاف محدودة.

وأضاف «أوقفنا الحملة بعد أن انحرفت عن أهدافها المرسومة لها، إذ تقوم على أساس فكرة مبسطة مفادها دفع الناس وحثهم على تصوير أنفسهم وهم يحملون كتابة لشعار معين مضاد للطائفية، إلا أن ما حصل هو الاعتماد المطلق علينا في التصوير، وهذا شكل عبئاً علينا واستنزف من أوقاتنا نحو 15 ساعة يومياً».

وتابع «ما حصل أن الفكرة تعقدت نوعاً ما، وقد يعود ذلك لخطأ ذاتي، نتحمل نحن مسئوليته».

كما بيّن أن «التجاوب العام مع الحملة كان ضعيفاً وأقل بكثير ممّا هو مأمول ومتوقع، رغم تعويلنا على أن التفجيرات الإرهابية التي تقترب من البحرين قد توقظ الكثيرين من سباتهم وتشعرهم بأولوية التصدي للفكر الطائفي والعمل على اجتثاثه».

وقال «للأسف الشديد، لم نتلمس ذلك على الأرض، رغم المشاركة المتنوعة التي تحصلت عليها الحملة من داخل البحرين وخارجها»، مؤكداً في الوقت نفسه أن الحملة لم تصطدم بحاجز الطائفية، مستشهداً على ذلك بعدم وجود أية اعتراضات على الحملة».

رغم ذلك، أكد رجب أن توقف الحملة لا يعني توقف الجهود الوطنية، فالمبادرة تشمل نطاقاً أوسع تناغماً مع الأيام العالمية والمناسبات الخاصة بالسلام ونشر ثقافة التسامح، من بين ذلك توزيع نحو ألف «تي شيرت» أسود في موسم عاشوراء الماضي، كتب عليها «البحرين وطن يجمعنا».