حقيقة أنا فخور جداً بالعدد المتزايد من الشباب البحريني الذين يثبتون حضوراً متصاعداً في وسائل التواصل الاجتماعي، ويجذبون كل يوم متابعين جدد حتى تخطت شهرتهم حدود البحرين.

ولا يسع المجال هنا إلا لعرض أمثلة قليلة، من بينها الشباب عمر فاروق وأحمد شريف وخالد جناحي وعلاء إبراهيم وعادل رجب وأحمد النشيط ومشعل يوسف ورزان الجاسم وغيرهم، والذين يواصلون طريقهم في هذا المجال بدأب وخطوات ثابتة واستمرارية.

ومع أن الطابع الكوميدي هو الغالب على جذب المتابعين في البحرين، إلا أن مجالات عديدة يمكن أن يصبح فيها الشخص نجم إعلام اجتماعي، من بينها الرياضة، التسامح، خدمة المجتمع، التعليم، الشباب، التكنولوجيا، ريادة الأعمال، الاقتصاد، السياسة، الصحة، الفنون، الأمن والسلامة، التسوق، البيئة، السياحة، الترفيه، وغير ذلك الكثير.

ونحن نعوِّل كثيراً على هؤلاء النجوم المؤثرين في تأدية الرسالة المطلوبة من وسائل الإعلام الاجتماعي، ودورها في عملية التنمية الشاملة وتشجيع الممارسات الإيجابية المفيدة، وأن يكون هؤلاء الرواد والمؤثرون والمتميزون قدوة لباقي أفراد المجتمع كي يحذوا حذوهم ويسيروا على نهجهم في تحمل المسؤولية تجاه المجتمع في كل ما يتم نشره عبر وسائل التواصل الاجتماعي بمختلف أشكاله.

وحقيقة، إن وسائل الإعلام الاجتماعي مهما تطورت تبقى أدوات تقنية لا حياة فيها، والتطور الحقيقي الذي يجب الانتباه إليه هو تطور استخدام البشر لتلك الوسائل، ليس كل البشر طبعاً، وإنما زعماء «انستغرام «و «فيسبوك» و «تويتر» وغيرها، ويجب التركيز على تطوير أسلوب تواصلنا عبر هذه الوسائل، وتأثير منصات التواصل الاجتماعي على إنسانيتنا، والتواصل الاجتماعي للتغلب على التحديات.

ويزداد حضور الإعلام الاجتماعي في حياتنا يوماً بعد يوم، وقد وفر مساحة شاسعة لإظهار القدرات والمواهب والتعبير عن الآراء والأفكار وطرح المقترحات والمبادرات، وذلك يفرض ضرورة استثمار هذا الفضاء في كل ما هو إيجابي ومفيد وتعزيز التلاقي والتواصل بين المؤثرين والفاعلين بما يصب في خدمة المجتمعات وتطورها في جميع المجالات.

إن طرح الموضوعات وتوجيه الحوارات على وسائل الإعلام الاجتماعي هي مسئولة المؤثرين أولاً، وهم يحملون أمانة تجسيد قول الله تعالى في كتابه الحكيم «وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا» (الحجرات: 13)، لأن الخير في التعارف وتبادل المعارف وتداول الخبرات واستكشاف الفرص الجديدة.

مع وعي أهمية توفير بيئة ملائمة لتحفيز العمل الإيجابي لوسائل التواصل الاجتماعي من خلال التشجيع لإيجاد نوع من التواصل والتعاون بين المؤثرين والفاعلين عبر هذه الوسائل وغيرهم من أصحاب الأفكار الريادية والمشاريع المبتكرة والجهات الداعمة لها لتحويل هذه الأفكار إلى مبادرات عملية تصب في خدمة المجتمع وتطوره وفي جميع المجالات.

ولقد بدأت جهات ومؤسسات الانتباه إلى أهمية الاعتماد على هؤلاء المؤثرين في الترويج لأفكارها ومنتجاتها وخدماتها، من خلال تحديد المؤثرين والقنوات التي يستخدمونها وطبيعة جمهورهم.

لقد خلقت وسائل الإعلام الاجتماعي واقعاً جديداً وساهمت في إبراز ملايين المبدعين والرواد الموهوبين حول العالم، ومتابعة الاتجاهات الجديدة لتطور الإعلام الاجتماعي يتطلب رصداً علمياً وقدرة على اتخاذ القرار لاستثمار ذلك بالشكل الأمثل.