في البحرين، وفي سائر دول الخليج العربي، يحتفل أبناء الجاليات الأجنبية من مختلف الجنسيات بالعيد من خلال مظاهر اعتادوا عليها في بلدانهم، وينظم أبناء بعض الجاليات فعاليات في العيد بمختلف الأماكن العامة والمتنزهات ويشاركهم فيها المواطنون.

ومنذ سنوات، اعتاد أبناء الجالية الباكستانية على سبيل المثال، تنظيم رقصة شعبية شهيرة في ساحة أبل بمنطقة السلمانية، ثم تنقلت إلى بعض الساحات والحدائق بحسب إمكانية التنظيم كما يقول «فيصل خان» وهو من سكنة المنامة، وهذه الرقصة يسميها البعض (آتين) أو (أتون) وهي شبيهة بالعرضة الخليجية باستخدام الطبول، ويشارك الراقصون في دائرة وهم يتحركون وفق قرع الطبول، وتتطلب الرقصة اتقاناً من جانب المشاركين في الحركة التي تبدو صعبة لمن يمارسها لأول مرة، لكن خان يقول إن تنظيم مثل هذه الفعاليات في البحرين وفي دول الخليج هو نوع من تبادل الثقافات ومشاركة الفرحة بالعيد.

أما بالنسبة للجالية البنغالية، فأكثر مظاهر احتفالهم بالعيد هو التواجد في الأسواق، وخصوصاً سوقي المنامة والمحرق، فكما يقول «مرشود محمد» إن في بنغلاديش اعتاد الناس على «تشان درات» وهي بالعربية تسمى «ليلة القمر» وليست سوى زيارات تسوق للرجال والشباب والأطفال، بينما الفتيات والنسوة فهي ليلة الحناء، وبالنسبة له ولأصدقائه في البحرين فإنهم يحيون العيد باللقاءات التي يطبخون فيها طبق «شيماي» وهي نوع من الشعيرية المحلاة بالكريم والسكر.

أما المقيم النيجيري «نادو ميلال» فهو يعيش في البحرين منذ 10 سنوات لكن لم يسبق أن شاهد فعالية في العيد لأبناء الجالية النيجيرية، وعن مباهج العيد في نيجيريا كما اعتاد مواطنوه هناك، فهو يقول إن أشهر صورة هي ارتفاع أصوات طلقات الرصاص ليلة العيد، وصباح يوم العيد، يركب أحد كبار القرية أو المنطقة حصاناً يتم تزيينه بالقماش الملون لحضور صلاة العيد، وبعد الصلاة يتم استقبال المهنئين في خيام كبيرة، أما أشهر أطعمة العيد في نيجيريا فهي «شينكافا» و «التاونون» وهي عبارة عن حلويات خاصة بالعيدين.

وبالنسبة للجالية الهندية، فهي أكثر الجاليات التي تنظم احتفالات في الأندية والقاعات، وعادةً ما تكون مهرجانات غنائية إما أن يشارك فيها مطربون يعيشون في البحرين أو يتم استضافة أحد المطربين المشهورين في الهند، وفي بعض الحالات، يتم تنظيم احتفالية في حديقة الأندلس أو السلمانية يغلب عليها طابع رقصات الأطفال بالملابس الملونة اللامعة، ويجمع الكثيرون من أبناء الجاليات الوافدة أن المجتمع البحريني يتميز بروح طيبة سواء في الأعياد أم في سائر أيام السنة.