العدد 4697 - الجمعة 17 يوليو 2015م الموافق 01 شوال 1436هـ

وشائج اليمن وموريتانيا الفنية

المنامة - عبدالنبي العكري 

17 يوليو 2015

لم أكن أعرف أن هناك وشائج فنية بين اليمن وموريتانيا، فاليمن في أقصى الشرق العربي وموريتانيا في أقصى الغرب العربي، لكن أحد الأصدقاء بعث لي برابط مع ملاحظة «أغنية روعة راح تعجبكم جداً، جي بحين وإلا شرق، بصوت الفنانة اليمنية المتألقة أحلام، ورقص رائع لبنات الصحراء». وبالفعل فقد كانت مفاجأة سارة، وعمدت بعد مشاهدتها الآن أن أبعثها للعديد من الأصدقاء.

من المعروف أن القبائل التي فتحت الشمال الإفريقي، هي قبائل يمنية، وبالنسبة لجنوب الصحراء المغاربية، وبالتحديد موريتانيا، فالقبائل التي فتحتها حضرمية ومهرية وظفارية. ولقد لاحظت أثناء زيارتي لموريتانيا تشابهاً كبيراً بين اليمنيين والموريتانيين في القسمات واللباس المماثل تماماً للباس نساء المهرة وظفار وحضرموت. كما لاحظت أن عدداً من كلمات الحسانية الدارجة، لها جذور في اللغة الحميرية، وتعبيرها الحالي الشحرية. كما إن ناظم الشعر الحميني مشابه للشعر الحساني، ويتوجب على اللغويين أن يدرسوا ذلك. لكن ما فاجأني هو أن الموريتانيين معجبون كثيراً بالأغاني اليمنية، ويرقصون على إيقاعاتها ببراعة، وبحركات مماثلة تماماً للرقص اليمني على أنغام الدان. وبالفعل من خلال البحث في اليوتيوب عثرت على أغانٍ لفنانين قدماء مثل ملك العود أحمد محمد قاسم، وفنانين معاصرين مثل أحلام وسلام الكندي، تتداوله كثيراً في حفلات الأعراس الموريتانية. إنها توليفة بديعة فعلاً الغناء اليمني الشجي والرقص الرائع لحسان موريتانيا، بعفويتهم وغنجهم.

واليمن الآن تعيش مأساتها الكبرى، حيث لا مجال لصوت الدان ولا ترنيمات العود ولا نغمات المزمار، ولا رقص البرمة والمراداة، فإنه بعد مشاهدة هذه التعبيرات لوشائج العرب من شرقهم إلى غربهم أن يستنهضوا العزائم ويبذلوا الجهود الخيرة لإطفاء هذه الحرب لتعود البسمة لأطفال اليمن، وليرتفع صوت الدان من جديد لتتراقص على أنغامه حسان اليمن وموريتانيا وما بينهما.

العدد 4697 - الجمعة 17 يوليو 2015م الموافق 01 شوال 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً