العدد 4697 - الجمعة 17 يوليو 2015م الموافق 01 شوال 1436هـ

عبدالوهاب الحواج: تفاجأت بشعبيته...وعصمت الموسوي: زيارته تحولت لأمر آخر

في رحيل الفنان عمر الشريف... الحواج والموسوي مستذكرين زيارته للبحرين

أحببنا عمر الشريف أم لم نحبه، وحزنا لموته أم لم نحزن... سواء أكان هذا أم ذاك إلا أننا لن نختلف في أن كل ما في حياة الفنان الراحل كان مختلفاً، مميزاً، مثيرا لكل أنواع الجدل، سنتفق حتماً في أن كل محطة من محطات حياته تستدعي التوقف عندها لسبب أو لآخر. بدءا من دخوله الفن، وقبلها من حقيقة ديانته، وصولا لزواجه من سيدة الشاشة العربية الراحلة فاتن حمامة ومن ثم طلاقه منها، دخوله هوليوود، نجاحاته واخفاقاته الفنية، ومن ثم مواقفه ونشاطاته السياسية، وانتهاء بحبه لفاتن ووفاته يوم العاشر من يوليو/ تموز 2015 بعد ستة أشهر من وفاتها، وأخيرا بجنازته التي لا تليق بقيمته الفنية.

الفنان المصري العالمي عمر الشريف أو ميشيل شلهوب رحل عن عالمنا يوم الجمعة 10 يوليو/ تموز 2015. تم تشييعه إلى مثواه الأخير يوم الأحد 12 يوليو 2015 وأقام الفنانون مجلس عزاء له يوم الأربعاء 15 يوليو 2015.

لنبدأ من النهاية ومن جنازته المتواضعة التي لم يحضرها من الفنانين سوى جميل راتب وفاروق الفيشاوي وحسين فهمي، فيما غاب الباقون وعلى رأسهم عادل إمام.

انتقادات كثيرة طالت الفنانين جراء ذلك، وتصريحات جاء بعضها حاداً نشرتها بعض الصحف على لسان الناقدين الفنيين طارق الشناوي وماجدة خيرالله.

ماجدة أبدت استياءها الشديد من موقف الفنانين وقبلهم الرئاسة المصرية، قالت إن الدولة «لم تعزي بوفاة فنانها العالمي، وبأنها سرّعت في إجراءات دفنه ولم تمهل الناس فرصة للقدوم والمشاركة، وكان حري بها أن تعلن عن جنازة شعبية تليق بالفنان الراحل».

أما عادل إمام فوجهت له الناقدة الفنية انتقاداً حاداً وقالت إن عمر الشريف بقامته الكبيرة شارك إمام في فيلمه «حسن ومرقص» ووافق على أن يكتب اسمه بعد اسم إمام وذلك قبل أن يسقط الأخير سينمائياً، ويقدم فيلم (بوبوس) الذي وصفته بالسيئ والرديء».

أما طارق الشناوي فانتقد الفنانين لعدم حضورهم جنازة عمر الشريف واشار الى ان ذلك يعد اهانة لهم وانهم حرموا انفسهم تكريم حضور الجنازة، بل إنه اتهمهم بأنهم لا يتمتعون بحس وطني.

نقابة المهن التمثيلية سارعت للتصريح للصحافة على لسان عضو مجلس النقابة الفنان سامح الصريطي بأن ما غيب الفنانين عن الجنازة كان عدم منحهم الوقت الكافي للحاق بصلاة الجنازة التي أقيمت في مسجد المشير طنطاوي الذي لم يكن معروفا لعدد كبير من الفنانين. وأشار إلى أن النقابة ستقيم عزاء للفنان يوم الأربعاء 15 يوليو 2015 في مسجد عمر مكرم، مؤكدا حضور جميع الفنانين العزاء.

عمر الشريف في البحرين

مهما يكن موقف الفنانين المصريين وموقف الرئاسة من مصر، إلا أنه لا يمكن إغفال لمسات الشريف الفنية وغيرها ومساهمته في وضع اسم بلاده على خارطة الفن والسينما العالميين.

في البحرين، التي شهدت زيارة له العام 1989 كان موقف معجبيه أو منتقديه مختلفا تماما عن ذلك الذي شهدته مصر بعد وفاته. جاء إليها في شهر ديسمبر/ كانون الأول من ذلك العام في زيارة استغرقت ثلاثة أيام، وبدعوة من مجموعة الحواج للترويج لعطر حمل اسمه. ويتذكر مدير مجموعة الحواج عبدالوهاب الحواج تلك الزيارة «نرفق لكم صوراً منها»، ويقول في حديث خاص لفضاءات «الوسط»:

«قمنا بتنظيم حفل عشاء في قاعة التاج بفندق الشيراتون على شرف الفنان، حضره كبار الشخصيات والسفراء وعلى رأسهم السفير المصري، كما التقى الفنان العالمي بوزير الإعلام يومها طارق المؤيد. كانت زيارة جميلة جدا لمسنا من خلالها الشعبية العالية التي يتمتع بها الفنان في البحرين، وخصوصا حين قمنا بتنظيم مؤتمر صحافي لإطلاق العطر في فندق الشيراتون، وأعلنا أن الفنان العالمي سيكون متواجداً في الساعة الرابعة عصراً في محلات الحواج في مجمع الشيراتون (مودا مول الآن).

تفاجأنا بحجم الحضور في المؤتمر، لم نكن نتوقع ما حدث، إذ اكتظت الشوارع المحيطة بالمجمع بالسيارات، وكان هناك ما يشبه الهجوم على محلاتنا في المجمع من قبل معجبي الشريف. الرجل له شعبية عالية جدا وله محبون كثر».

ويضيف الحواج «التقيت به أكثر من مرة خارج البحرين. أتذكر أنني التقيته صدفة في إحدى زياراتي إلى باريس. وكان لقاء غريباً، إذ إنني كنت قد انتهيت للتو من اجتماع في فندق رويال مونسو الذي يقيم فيه الشريف عادة عند زياراته لباريس. كنا نقف عند المصعد، وبدأنا في التحدث عنه، وفجأة وجدناه ينزل من سلم الفندق.

أخبرنا يومها أنه يفضل استخدام السلالم بدلا من المصعد وقال إنه يعتبر ذلك كنوع من استغلال الوقت لممارسة الرياضة».

يشير الحواج إلى أنه قام بعمل معرض لصور زيارة الشريف للبحرين خلال الغبقة الرمضانية التي يقيمها سنويا والتي حضرها في هذا العام وزير الإعلام وعدد من الفنانين البحرينين والخليجين.

عصمت الموسوي: الشريف كان واضحاً وجريئاً

الكاتبة الصحافية عصمت الموسوي تحدثت أيضا لفضاءات «الوسط» حول زيارة الفنان عمر الشريف للبحرين العام 1989، وعن المؤتمر الصحفي الذي عقده والذي حضرته وشهدت ما دار خلاله.

تقول الموسوي «تحول المؤتمر الصحفي الذي عقده الفنان للحديث عن عطره إلى حوار بين الصحافيين والفنان حول اعماله واداوره وحول موقفه من دعم قضايا العرب في افلامه».

وتتذكر الموسوي بأن الفنان لم يجد غضاضة في الاعتراف بأن ترويجه للعطر جاء بسبب حاجته للمال، وبأنه لم يتمكن من دعم قضايا العرب في أفلامه بل وبأنه لم يكن راضيا عن بعض الأعمال التي قدمها، وقال إن السينما يسيطر عليها لوبي يهودي يعمد إلى تشويه صورة العرب والمسلمين، وإنه لم يتمكن من فعل شيء لتغيير تلك الصورة.

تقول عصمت «تم انتقاد الفنان من قبل بعض الحضور لكنه كان مسترخيا في ردوده».

الدوحة، باريس، بيفرلي هيلز

بالطبع ستقفز إلى أذهان بعض القراء حال قراءة الكلمات أعلاه الواردة على لسان الكاتبة عصمت الموسوي، حادثة مهرجان الدوحة السينمائي «ترايبيكا» العام 2011 التي فقد فيها الشريف أعصابه أمام إلحاح إحدى الصحافيات للتصوير معه، وحادثة الإعتداء على شرطي في كازينو في باريس عام 2003، وحادثة الاعتداء على مسؤول ركن السيارات في بيفرلي هيلز العام 2007. لكن كل ذلك ليس سوى بروباغندا تحيط بكل فنان أو مشهور، وما يهمنا من الشريف حقيقة هو عطاؤه الفني ولتبقى حياته الخاصة ومزاجه شأنا خاصا به.

عمر وفاتن

يطيب للبعض الحديث عن الجانب الرومانسي في حياة الفنان الراحل وعن علاقته بالفنانة الراحلة فاتن حمامة، التي كانت الزوجة الوحيدة في حياته إذ استمرت علاقتهما ما يقرب من عشرين عاماً، أنجبا خلالها ابنه الوحيد طارق.

بداية الشريف كانت على يد فاتن في فيلم «صراع في الوادي» العام 1954، كانت تلك بدايته الفنية حين قبلت فاتن أن تؤدي المشهد الحميم معه. هذا المشهد الذي شكل ولادة النجم العالمي، وأثمر عن حب عنيف وزواج بين الفنانة والممثل الناشئ حينها.

ما أشيع عن سبب طلاقهما بعد عشرين عاما من ذلك الفيلم، هو انشغال الفنان بمشواره العالمي الذي بدأه في الستينيات، واهماله لفاتن وابنها، وقيل أيضا إن السبب كان انشغاله بغراميات متعددة. لا يهم الأمر، لكن ما هو مهم هو ما كان يتردد كثيرا عن رفض شريف الاقتران بأي امرأة أخرى بعد فاتن حمامة، بل إنه لم يرتبط حتى بعلاقة حب بعدها. أشيع عنه ارتباطه بالفنانة انغريد برغمان لسنوات، لكن ذلك الارتباط لم يتم تأكيده مطلقا.

على أية حال عبّر الشريف مرارا عن مشاعره لفاتن، ويربط كثيرون بين وفاتهما في العام نفسه وبعد مرور ستة أشهر من وفاتها. الشريف على أية حال أصيب بالزهايمر في أعوامه الأخيرة وتطورت حالته مع بدايات هذا العام.

يشار إلى أن الفنان عمر الشريف من مواليد 10 أبريل/ نيسان 1932 وهو من مواليد الإسكندرية، ينتمي لأسرة كاثوليكية وقيل يهودية. كان زميلا للفنان الراحل يوسف شاهين ويقال إن الأخير هو من قدمه لدور البطولة أمام فاتن حمامة في فيلم «صراع في الوادي» العام 1954.

نجاحات واخفاقات

ليس مهما رومانسيات عمر الشريف، ولا غرابة أمزجته، ما يهم هو أفلامه التي قدمها ومضامين تلك الأفلام بدءا من تلك التي سبقت العالمية مثل «صراع في الوادي»، أيامنا الحلوة، صراع في الميناء، لا أنام، وصولا للقاءه مع المخرج العالمي ديفيد لين في بداية الستينات ونجاحه الكبير في فيلم «لورنس العرب Lawrence of Arabia» عام 1962، ثم استمرار التعاون مع لين ليقدما أدوار هي أهم ما قدمه الشريف منها دوره في فيلم دكتور جيفاغو.

ما يهم في حياة هذا الفنان أيضا انتقاله السريع والمفاجي والمتكرر من النجومية والن جاح إلى الإخفاق وانحسار الأضواء عنه ثم عودته ثانية، إذ أصبح وجها عالميا بارزا في الستينيات لكنه فشل في بداية السبعينيات، ثم عاد ليبرز في منتصفها مع فيلم «سر المحارب الثالث عشر».

يهم أيضا أن نعرف كيف تنقل بين السينما العالمية وسينما بلاده، يحضر هنا ويحضر هناك، تنحسر عنه الأضواء تارة لكنه لا يكاد يظهر في أي فيلم، وإن بدور بسيط، حتى تجده يفرض حضوره على الفيلم كله.

فاز الفنان بجائز الغولدن غلوب ثلاث مرات كأفضل ممثل عن دوره في فيلم الدكتور جيفاغو، كما حصل عليها عن دوره في فيلم لورنس العرب وهو الدور الذي رشحه أيضا للأوسكار.

حصل أيضا على جائزة مشاهير فناني العالم العربي العام 2004، وعلى جائزة سيزر لأفضل ممثل العام 2004 أيضا وذلك عن دوره في فيلم «السيد إبراهيم وازهار القرآن» لفرانسوا ديبرون. كما حصل على جائزة الأسد الذهبي من مهرجان البندقية السينمائي عن مجمل أعماله.

العدد 4697 - الجمعة 17 يوليو 2015م الموافق 01 شوال 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 11:30 م

      الله يرحمه

      الله يرحم الفنان الكبير عمر الشريف الفنان الذي لن يتكرر أبداً

اقرأ ايضاً