تصرّمت أيام شهر رمضان المبارك سريعاً، وجاء عيد الفطر مجدداً، العيد الذي يأتي بعد عبادة عظيمة جاءت لتطهير النفس البشرية مما فيها من أنانية وجشع وغيرها من الصفات التي تحملها كل نفس، إلا أن الإنسان بطبيعته قادر على أن يحول تلك الصفات إلى صفات خير، مستغلاً ما وهبه الله من قوى عقلية يسيطر بها على القوى الأخرى.
إلا إن شهر رمضان انقلب، كما العيد، من عبادة ومحطة للتربية إلى محطات تفنن في كيفية هدم التربية والابتعاد عن كل ما يمكنه أن يجعل من الحياة سعيدة بوجود الجميع، لأن الحياة تتسع الجميع بدون استثناء.
المسلمون وهم المعنيون بشهر رمضان والعيد معاً، يستقبلون شهر رمضان ويغادرونه على أخبار القتل والنحر والتعذيب والسجون والقصف والقصف المضاد والتدمير والحروب، والتفجيرات الإرهابية في المساجد وفي كل مكان من الممكن أن يكون فيه إنسان.
ليتضح تماماً إننا كأمة، بحاجة إلى مراجعة شاملة تقوم على أساس الصدق مع النفس، وأن يكون الدين حاكماً بشكل فعلي لسلوكياتنا، الدين الذي يعني الحب؛ الدين الذي يعني الرحمة؛ الدين الذي يعني السلام؛ الدين الذي يعني الإيثار؛ والدين الذي يعني «لكم دينكم ولي دين» في تعامله مع غير المسلمين. الدين الذي كانت أخلاق النبي الأعظم محمد(ص) هي المعبر عمّا يحويه من سلوكيات خير للبشرية... كل البشرية.
أما ما نشاهده فهو تمسك بالجاهلية وتغليفه باسم الدين، لذلك جاءت قيادات نظام صدام الإجرامي في العراق، التي لم تكن يوماً من الأيام تهتم بشأن الدين وإنما بالسيطرة والجاه والسلطان القائم على جماجم العراقيين طوال عقود مضت.. عادت لتغلف نفسها باسم الدين وتطلق ما يمسى اليوم بـ»داعش».
المنظمات الإرهابية مهما اختلفت أسماؤها إنما تعبّر عن جاهلية مركبة، مع حب للسيطرة يُضاف له انحراف علني في «دعارة» بمسميات أخرى تحت مسمى «السبايا».
وقفات
* يرد النواب هذه الأيام بشكل مكثف على ما يكتب عنهم في الصحافة، والأمر جيّد... ولكن الأهم هو أن يقتنع المواطنون بما يكتبه النواب عن أنفسهم، فالإنجاز على الأرض هو ما يصنع ردة فعل الناس وليست الردود أو حتى كتاب الأعمدة وإن لذلك دوراً لا ينكر.
* أعلنت وزارة التربية والتعليم عن إنها أنهت خطة البعثات، ولكن كالعادة، كل شيء وراء الكواليس وفي الظلام، وحتى تصريح الوزارة مبهم فضفاض... «جميع الأوائل على بعثات دراسية حسب رغباتهم».
أي رغبة؟ وهل تمت العملية بعدالة؟ طبعاً لن نسأل عن الشفافية، فالأمور التي تتم في الظلام ودون إعلان أسماء، لا يمكن أن تكون قريبةً يوماً من الأيام من الشفافية.
والغريب أن الإعلان تم قبل ساعات من إجازة العيد، فهل تم اختيار التوقيت من أجل ردة الفعل؟ وماذا ستفعل الوزارة بالشكاوى؟ وكيف سيعرف الناس أن التوزيع تم بعدالة وفق معايير الكفاءة والمؤهل العلمي والاستحقاق الدراسي وليس لأية أسباب أو معايير أخرى؟.
إقرأ أيضا لـ "مالك عبدالله"العدد 4697 - الجمعة 17 يوليو 2015م الموافق 01 شوال 1436هـ