العدد 4697 - الجمعة 17 يوليو 2015م الموافق 01 شوال 1436هـ

صفات القيادة بين الموروث والمكتسب

عبدالحسن بوحسين comments [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

تعددت آراء الباحثين والخبراء حول الخصائص القيادية، فبعضهم يرجح المورثات الجينية، في حين يرجح البعض الآخر الخصائص المكتسبة عن طريق التعليم والبيئة والتدريب. ويستعرض هذا المقال بعضاً من آراء الباحثين والخبراء ويستخلص منها استنتاجاً مدعوماً بما توصل إليه الباحثون بهذا الخصوص.

يقول بعض خبراء الإدارة وعلم النفس إن الخصائص الوراثية تشكل نسبة 17 في المئة من خصائص القيادة الناجحة، والتي تعود أسبابها إلى عوامل جينية كقوة الشخصية أو الكارزما وعامل الذكاء IQ والاستقرار العاطفي وخصائص نفسية أخرى كالانطواء INTROVERSION والانفتاح EXTROVERSION .

ويقول باحثون من أمثال ميشيل وهوس إن القدرات الإدارية تتخطى العامل الوراثي أو الجيني، بدليل أن القادة الناجحين يمتلكون مهارات ومعارف مكتسبة كالقدرة على التأثير على الغير. ويقول بروس إفوليو من جامعة نبراسكا إن نجاح المرؤوسين يستمد من القادة التحويليين الذين يمتلكون الرؤية وقوة الشخصية لتحفيز مرؤوسيهم لتحقيق أهداف مشتركة بصفتهم ملهمين، ويشكلون مثلاً أعلى يعكس قيماً وأخلاقيات عمل مؤثرة على مرؤوسيهم. فالقادة التحويليون يمتلكون القدرة على التواصل وسبر غور مشاعر الآخرين والتعرف عليها بغرض خلق رؤية وإرادة مشتركة يؤمن بها فريق العمل. وهذه الخصائص القيادية يمكن اكتسابها وتطويرها بالتدريب.

من جانب آخر، أجرى باحثون من جامعة لندن مقارنة بين عينات جينية لأربعة آلاف شخص، وتوصلوا إلى نتيجة مفادها وجود علاقة ملحوظة بين المورث الجيني المسمى آر إس 4950 والصفات القيادية. وتقول أمانويل إن هذه الصفات الجينية يمكن صقلها بالتدريب والتطوير، ما يعني أن مهارات القيادة هي مزيجٌ بين صفات موروثة وأخرى مكتسبة.

من جهة أخرى يربط البعض بين خصائص القيادة التحويلية التي تتطلب قدراً من الانفتاح والتواصل وصفات شخصية كالانطواء والانفتاح. ويرون أن الشخص المنطوي الذي يستمد طاقته النفسية من الانفراد ليس بإمكانه الوفاء بمتطلبات القيادة التحويلية الناجحة. في حين يستمد الشخص المنفتح طاقته من العمل الجماعي والتواصل والحديث عن المشاعر بغرض البحث عن الأفكار والحلول، وهي جميعها من خصائص القيادة الناجحة.

وتوضح دراسة أجرتها اريكا أندرسون أن التعرف على القادة يتم من خلال رسم بياني على شكل جرس يقع فيه الأفراد الذين يمتلكون خصائص قيادية وراثية على جانب من الجرس، في حين يقع الأفراد الذين تعوزهم هذه الخصائص على الجانب الآخر. بينما تقع الغالبية من الأفراد في منتصف المنحنى أو الجرس. وهذه المجموعة هي الخزان الذي يمكن تطوير القادة الإداريين منها حتى وإن لم يكونوا قد وُلدوا على الجانب الوراثي من منحنى القادة.

وتؤكد هذا الاستنتاج دراسة مشابهة أجراها باحثون من جامعات هارفرد وكاليفورنيا ونيويورك، حيث يؤكد عملاق الإدارة كين بلانشارد أن الرحلة للقيادة تبدأ من النظر إلى الذات والتعرف على مكامن القوة والضعف فيها، بغرض الالتزام بتطويرها بالتعاون مع الآخرين.

على ضوء ما تقدم وبناءً على تجارب عملية، يمكن استخلاص ما يلي:

يوجد تداخل بين العامل الوراثي والعامل المكتسب في تشكيل شخصية القادة. وتأتي هذه الخصائص المتداخلة على شكل عوامل تسمى معارف ومهارات وقدرات يتم تحصيل عامل المعرفة عن طريق التعليم، وعامل المهارات عن طريق التدريب. وهي مؤثرات بيئية واجتماعية مكتسبة، في حين يؤثر العامل الجيني على عامل القدرات الشخصية التي تساعد بدورها الفرد على سرعة اكتساب الخصائص المكتسبة الأخرى.

إقرأ أيضا لـ "عبدالحسن بوحسين"

العدد 4697 - الجمعة 17 يوليو 2015م الموافق 01 شوال 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً