قدِّر ذات ابنك
أفضل إنجاز وهدايا يقدمها الوالدان وأولياء الأمور والمدرسون إلى أطفالهم هي بناء الذات الإيجابية لديهم. فلقد أثبتت الأبحاث أن الأطفال الذين يقدرون أنفسهم إيجابياً أكثر نجاحاً وتحصيلاً بالمدرسة، وأكثر سعادة وأفضل صحة وأكثر قدرة على مواجهة ضغوطات الحياة والمواقف الصعبة. كما يكونون أقدر على كسب الأصدقاء وأكثر استعداداً لمساعدة الآخرين. فكيف ننمي تقدير ذاتهم؟ وهل هو مرتبط بالمجتمع أم أن كل الناس يستطيعون حصده؟
تقدير الذات يعني كيف تشعر اتجاه نفسك؟ وكم قدرتها؟ وكم تعتقد بأهميتها؟ وكيف تثمن نفسك وإنجازاتك؟ ولابد من ثقتك بنفسك، احترم نفسك، الفخر بنفسك، كل هذه الأمور يجب أن تستشعر بها دون إفراط، الطفل مثلاً تقديره الناجح ليس مسألة كمالية بل من المفرح أن تكون لديه، بل تقديره لنفسه يجعله قادراً على رفع رأسه عالياً، وأن يفتخر بإنجازاته، وقدراته، وتعطيه الشجاعة لتجربة أمور وتحديات جديدة، والقوة للاعتماد على ذاته، فالذات تسمح للطفل أن يحترم نفسه وإن أخطأ، فإن احترامه يجبر الآخرين سواء من البالغين أو من الأطفال على احترامه.
فهي التي تخوله بصنع القرارات الصحيحة حول جسمه وعقله، فلو اعتقد الطفل بأهمية ذاته سيكون أقل احتمالاً لمجاراة الآخرين من أصدقائه إذا ما جنحوا عن الحق، فلو كان عند الطفل والمراهق تقدير ذات عالٍ فإنه يكون واثقاً من نفسه بشكل كافٍ لاتخاذ قراره بنفسه ولا داعي للركض وراء الآخرين. ولا يعني تقدير الذات أنه الكمال، كما إنه لا يعني أيضاً بأنك لن تحس في بعض الأحيان بشعور الحزن والإحباط، إلا أن ذلك الشعور السلبي سيكون لفترة مؤقتة وتزول لترجع لطبيعتك مرة أخرى.
والمصدر الرئيسي لنمو وتطوير الذات للطفل هو من الأب والأم والمعلمين. وإنه يبدأ في مرحلة مبكرة لدى الطفل والأطفال عند الاستجابة إلى الأمور التي يريدونها بعد بكائهم يعتقدون بتميزهم ويحسون بأهميتهم في عالمهم الخاص. ولغة الخطاب بين البالغ والطفل تشكل أساساً قوياً لتقدير الذات، فالألفاظ والجمل المستخدمة سواء كانت سلبية أو إيجابية تجعل الطفل يغوص في أعماق خياله، وإذا كانت سلبية سيؤدي إلى نتيجة حتمية وهي عدم الثقة بنفسه، وعليه لبناء تقدير عالٍ وإيجابي لابد من استخدام لغة تنمية وتقدير الذات، وهي التي تعتمد على الكلمات التي تظهر فيها اتخاذ القرارات والاختيارات مثل (قررت+اخترت) مع مناقشة السلوك وليس الطفل والتركيز على الجانب الإيجابي للطفل.
علياء مشيمع
نعم لقد اختفى ولم يطل...
لماذا يطل؟
والدم يراق في ليله ونهاره
فالطفلة تلعب بقنبلة
والفاجر متزر حزامه
حائر في الصلاة أو في تفجير السجدة
لماذا يا ترى اختفى هذه المرة
هل العين المسلحة أضاعت آثاره
أهل في السماء سحب وغيوم قاتمة
أم أمطار حارقة منعت بيانه
أم صيحة لطفل يتيم فقد عيونه
أم لأم ثكلت بطفلة أبكت سماءه
أم لنزوح جماعي لأناس فقدوا أنواره
توزعوا في الأمصار والبلدان كل يبحث عن مكانه!
***
نعم لقد اختفى ولم يطل...
اختفى لأنه لم يعد هناك من يستهل قدومه
ولا يعرفون منازله وآياته
نعم يرون منازل أحرقتها الصهاينة
ونحرت رقابهم قبل أن يهل هلاله
وكيف يرى النازحون قدومه
وهم يرون رجل المدفع يصوب نيرانه
يمزق سماءه يلوث هواءه، يقصف أنواره
يهدم مساجده يفجر محرابه يقتل أحلامه
وهم ساجدون راكعون تالون قرآنه
صائمون مضرجون بدمائهم من حزامه
سألت رجل البرج هل حددت مكانه؟
وقد غارت عيونه وجفت شفتاه
وكرشته تتقدم على كلامه
وبالمال والهدايا قد انتفخت جيوبه
بالليل تحتسي كأس المنكر حتى صباحه
تفتش في منازله، عن متهم في دفاتره وأوراقه
حينها عرفت أنه ليس من اختصاصك هلال
إن هلالك هو هلاك من نزح وطالب بحرية وكرامة
وصار بين قوسين يبحث عن عنوانه
إن رجل البرج يحمي جيوبه، يسرق وطنه
همه الدرهم والدينار وأراضٍ للاستثمار
***
نعم لقد اختفى ولم يطل...
سألت رجل المدفع لم لا توقف
المدفع وقتل الصائمين في نهاره
وتصوم يومك وتستغفر ربك وتهاب عذابه
قال هناك دولارات وشيكات وفتيات
تتوزع عند مقتل مسلم وأعوانه
وبطنة دسمة تنتظرني وجنة جارية
وحور عين ترافقني وعيشة راضية
فضحكت قائلاً:
من قال لكم قتل النفس المحرمة لها جنة؟
وتفجير المصلين في مسجد شجاعة ومفخرة
أم خطف النساء واغتصابهن بطولة ورجولة...
مهدي خليل
إلى كل من قد يغتر فينجرف مثل غثاء السيل صوب الحثالة الممسوخين الذين يدعون الإسلام ولم يرحموا مسلماً أو مسيحياً أو إيزيدياً أو درزياً ولم يرحموا الأطفال والنساء والشيوخ ويدفنون الشباب وهم أحياء ويهدمون بلاد العرب والمسلمين.أقول لهم ألم تقرؤوا قول الله تعالى «يأيها الناس إنا جعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم»
أليس هذا هو دين الرحمة والتعارف؟!
ألم تقرؤوا قول الله تعالى في سورة الزخرف «وقيله يارب إن هؤلاء قوم لا يؤمنون فاصفح عنهم وقل سلام فسوف يعلمون»
ألم يناد الرسول الأكرم (ص) بالمسلمين في حجة الوداع ثلاثاً «كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه. قال ابن عمر (رض) عن الرسول الأكرم (ص) «لايزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً» وعن أنس ابن مالك «قيل يا رسول الله ادع على المشركين قال إني لم أبعث لعاناً ولكن بعثت رحمة للعالمين».
وعن عائشة (رض) «إن أبغض الرجال عند الله الألد الخصم» وعن جابر (رض) «إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً» أو ليس ها هو الإسلام. عن الشيخين (رض) «جعل الله الرحمة مئة جزء فأمسك تسعة وتسعين جزءاً وأنزل في الأرض جزءاً واحداً فمن ذلك الجزء يتراحم الخلق حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية أن تصيب» وعن جرير بن عبدالله «من لا يرحم الناس لا يرحمه الله. ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء» عليه أفضل الصلاة والسلام. والأحاديث الشريفة نقلتها من «تفسير الثقلين».
وختاماً اتقوا يوماً «لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم».
جعفر شمس
العدد 4696 - الخميس 16 يوليو 2015م الموافق 30 رمضان 1436هـ
وين يقدر ذات ابنه
خل يعرف بالول قدر حق نفسه وزوجته