سعت وواشنطن ولندن اليوم الخميس (16 يوليو / تموز 2015) إلى طمأنة القلقين من تبعات الاتفاق النووي مع ايران في حين دعا المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي إلى عدم الوثوق بان القوى الكبرى ستعمل على تطبيق الاتفاق.
وفي اطار المساعي الدولية لترويج الاتفاق، يلتقي وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتانياهو المعارض الشرس للاتفاق الموقع الثلثاء في فيينا بين ايران والقوى الكبرى وعلى راسها واشنطن.
نتانياهو وصف الاتفاق بانه "خطأ تاريخي" وقال ان اسرائيل "غير ملزمة به" ملمحا الى ان احتمال توجيه ضربة عسكرية للمنشآت الايرانية لا يزال قائما.
وقبل وصوله الى اسرائيل، اعتبر هاموند ان اسرائيل سترفض اي اتفاق مع ايران. وقال "السؤال الذي يجب ان نطرحه على انفسنا هو ما نوع الاتفاق الذي كان سيلقى ترحيبا في تل ابيب (..) الاجابة بالطبع هي ان اسرائيل لا تريد اي اتفاق مع ايران. اسرائيل ترغب في حال مواجهة دائمة ولا اعتقد بان هذا يصب في مصلحة المنطقة، ولا اعتقد بانه يصب في مصلحتنا".
والاسبوع المقبل يتوجه ايضا وزير الدفاع الاميركي آشتون كارتر الى اسرائيل. كما من المفترض ان يزور زعيم المعارضة الاسرائيلية اسحق هرتزوغ واشنطن قريبا في مسعى للحصول على ضمانات امنية.
وفي واشنطن، يجري وزير الخارجية الاميركي جون كيري الخميس مباحثات مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الذي ابدت بلاده قلقا من الاتفاق مع خصمها الاقليمي.
وواجه الرئيس الاميركي باراك اوباما منتقدي الاتفاق الاربعاء قائلا انهم على خلاف مع "99% من العالم واخفقوا في تقديم اي بديل حقيقي".
ومع طرح الاتفاق على مجلس الامن الدولي قال اوباما ان مقترحات معارضيه في الداخل والخارج لا تقود سوى الى الحرب.
وقال اوباما "اذا كان 99% من المجتمع الدولي وغالبية الخبراء النوويين ينظرون الى هذا الأمر ويقولون انه سيمنع ايران من حيازة قنبلة ذرية في حين انكم تجادلون بانه لا يفعل او ان كان يفعل فان ذلك سيكون مؤقتا، عليكم اذن ان تقدموا بديلا".
وقالت "اما ان تحل المسألة عبر الدبلوماسية، عبر التفاوض، او عبر القوة، عبر الحرب. هذه هي الخيارات".
واتهم الجمهوريون الذين يأملون في تقويض الاتفاق في الكونغرس اوباما بالمسالمة.
ولكن اوباما قال انه سيستخدم الفيتو في حال حاول الجمهوريون عرقلة الاتفاق المبرم بعد نحو سنتين من المفاوضات الشائكة والذي يهدف الى تحجيم البرنامج النووي الايراني مقابل رفع العقوبات الاقتصادية الخانقة عن ايران.
وسعى اوباما الى طمأنة مخاوف السعودية ودول الخليج السنية التي ترى ان الاتفاق يشرع تدخل ايران في المنطقة الغنية بالنفط.
وقال اوباما ان العلاقات بين واشنطن وحلفائها الخليجيين لن تتغير وان الاتفاق لا ينهي "الخلافات العميقة" مع ايران.
واضاف للصحافيين "ايران لا تزال تطرح تحديات لمصالحنا وقيمنا" متحدثا عن "تاييدها للارهاب والعمل عبر وكلائها لزعزعة استقرار بعض مناطق الشرق الاوسط".
وفي حين دافع اوباما عن الاتفاق في واشنطن، حذر المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية آية الله علي خامنئي في رسالة وجهها الى الرئيس الايراني حسن روحاني من ان "بعض" القوى الكبرى لا يمكن الوثوق بها في تطبيق الاتفاق النووي الايراني وحثه على التيقظ.
وهنأ خامنئي الذي كانت له الكلمة الفصل في الاتفاق التاريخي في رسالته التي نشرت الخميس المفاوضين الايرانيين على "الجهود التي بذلوها بدون كلل".
لكنه دعا الرئيس روحاني الى "التنبه من احتمال انتهاك الاطراف الاخرى التزاماتها".
وقال في الرسالة "تعلمون جيدا انه لا يمكن الوثوق ببعض الدول" التي شاركت في المفاوضات، دون ان يحدد ما هي الدول التي يشير اليها من بين الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا والمانيا.
واعتبر خامنئي ان الاتفاق بحد ذاته "انجاز كبير" ولكنه يتطلب "الفحص الدقيق" قبل اقراره.
ولطالما اعرب خامنئي عن شكوكه حيال واشنطن خلال فترة التفاوض التي امتدت قرابة سنتين.
ونفت ايران على الدوام الاتهامات الاسرائيلية والغربية بسعيها لحيازة السلاح النووي مؤكدة ان برنامجها سلمي وهدفه توليد الكهرباء وتوفير النظائر المشعة لاغراض طبية.