بدت سوق اللحم في سوق المنامة المركزي كما شهدتها «الوسط» فترة الظهر خاويةً على عروشها، دون ذبائح أو زبائن، فيما أشار عمال السوق إلى أن شركة البحرين للمواشي تزودهم بـ 5 ذبائح فقط يومياً، لافتين إلى أن وفرة اللحوم في العيد من عدمه رهن بيد الكمية التي ستطرحها الشركة في الأيام القليلة المقبلة.

لوحده اللحم العربي

وفي جولة استطلاعية قامت بها «الوسط» للتعرف على أحوال السوق مع قرب عيد الفطر المبارك، فإن هدوءاً كان يلف سوق اللحم لا يخرقه سوى ضربات القصابين التي كانت تقطع عظام الذبائح بعد أن فرغت من بيع اللحوم المتوافرة، فيما خلت المعالق من أي ذبيحة عدا الذبائح العربية التي يصل الكيلو الواحد منها إلى 4.500 دينار.

اطمئنان تاجر لم يخفِ قلقه

صادف وجودنا في سوق اللحم، وجود أحد تجارها البارزين، لكنه رفض التصريح باسمه، وعبر لـ «الوسط» عن اعتقاده بعدم وجود أي نقصٍ في اللحوم مع قرب حلول عيد الفطر، مستنداً في ذلك على تطمينات الشركة التي وعدت بطرح كميات كبيرة خلال الأيام المقبلة.

وقال: «في شهر رمضان لم يحدث نقص وكان الأمر طبيعياً، وفي العيد أيضاً لا أعتقد إنه سيحصل نقص، خاصة وإن المواطنين لا ينتظرون يوم العيد لشراء اللحم بل سبق وأن خزنوا اللحوم من قبل أسبوع تقريباً. ومن ناحية أخرى فأستطيع القول إن 80 في المئة من البحرينيين يعتمدون في غذاء العيد على المطاعم لذلك لن يواجهوا مشكلةً أصلاً».

وعن قرار رفع الدعم، شكا التاجر من عدم تهيئة الأمر للتجار ودفع القرار فجأة واحدة، معتبراً أن ذلك سيؤثر على «التاجر والمستهلك في حدٍ سواء»، وأفاد «بأن رفع الدعم بالنتيجة الطبيعية سيرفع أسعار الكيلو إلى نحو 2.500 إلى 3 دينار، وهو ما سينعكس بالسلب على المستهلك الذي أعتقد أنه سيقل إقباله على شراء اللحوم.

وبيَّن إنه لو تم إبلاغ تجار اللحوم من سابقٍ، لأمكنهم التفكير في البدائل كتهيئة الحظائر وتربية المواشي محلياً للحفاظ على استقرار السوق، لكن ذلك للأسف لم يحدث.

بيدِ الشركة

من العاملين الذين كانوا قد انتهوا من بيع كل اللحوم التي بحوزتهم، تحدثنا مع يوسف وهو آسيوي يعمل في البحرين منذ 25 عاماً. يوسف قال: «إن المحلات تعتمد على الكميات التي تطرحها الشركة في الأسواق، لذلك لا يجد نسب ثابتة في التوفير أو البيع، مشيراً إلى أنه «بالأمس كان اللحم الغالب هو اللحم المذبوح محلياً، فيما اليوم اختلف الوضع، بحيث أن الأكثر لدينا هو اللحم المذبوح بالخارج»، منوهاً إلى أن أي اطمئنان بتوافر اللحوم من عدمها في العيد بالكميات المناسبة يتوقف على الشحنات التي ستطرحها الشركة في الأسواق.

لا شيء سوى العظام والرؤوس

علي جعفر مواطن بحريني يبدو أنه في العقد الرابع من عمره، استوقفناه عندما كان يهم بالخروج من السوق برفقة ولده، سألناه عن سبب خروجه صفر اليدين، فأجابت ملامح استيائه قبله «كما ترى لا يوجد لحم في السوق. إذا أردت اللحم فقط يمكنك المجيء صباحاً باكراً، الآن لا توجد سوى الرؤوس والعظام»، وعن توقعاته لحال المواطن البحريني بعد رفع الدعم، ذكر «كله كما أعتقد يأتي في مصلحة التجار، نحن سنتأثر كثيراً خاصة مع ارتفاع الأسعار المتوقع».

إلى سوق الفواكه

غادرنا سوق اللحم إلى سوق الخضراوات والفواكه والتي كانت تشهد حركة محدودةً هي الأخرى. إذ جلس الباعة بوجوهٍ صب العرق منها كفايته في ظل أجواءٍ حارة تشهدها السوق، وهو الأمر الذي فتح من جديد باب الحديث عن إمكان تكييف سوق الخضراوات والفواكه بدلاً من تركها تصارع الحر القاتل.

خلال جولتنا في هذه السوق، أجمع الباعة على أن أي تغييرات لن تطرأ على أسعار الفواكه في عيد الفطر المبارك، فيما عدا سعر الموز المرتفع أصلاً من قبل والتفاح.

قفزات الموز والتفاح

محمد جهانكير يعمل بائعاً في السوق، قال لـ «الوسط»: «إن أسعار الفواكه ثابتة تماماً دون وجود أي فروقات في شهر رمضان أو العيد، فيما عدا سعر التفاح الذي قفز من 10 دنانير أو 10.500 للصندوق الواحد إلى 11.700 ويصل أحياناً إلى 12 ديناراً». وعن السبب وراء ذلك، أرجع جهانكير السبب إلى «قلة المعروض من التفاح في السوق». كما أشار جهانكير إلى حفاظ الموز على سعره المرتفع منذ فترة، حيث وصل الكيلو الواحد إلى 700 فلس، في حين يباع الصندوق الكامل بـ 8 دنانير.

قبل مغادرة السوق إلى سياراتنا، سألنا العاملين عن سبب هذا الركود رغم قرب العيد، فكان جوابهم واحد بأن «موعد الزحام سيكون غداً (اليوم)».