ما زال مخ الإنسان من أكثر الأشياء غموضا، ليس في جسم الإنسان فحسب وإنما في الكون كله. ويأمل العلماء بالتعرف على كثير من أمراض الدماغ وطرق علاجها من خلال كشف أسرار المخ، وقد يساعدهم أطلس أعده علماء ألمان لتحقيق ذلك، بحسب ما ذكرت دويتشة فيلة أمس الأحد ( 12 يوليو / تموز 2015).
صمم علماء، قطّعوا مخ امرأة توفيت عن عمر يناهز 65 عاما إلى 7400 شريحة، أطلسا رقميا ثلاثي الأبعاد للمخ البشري بدقة أوضح 50 مرة من النماذج السابقة الموجودة بالفعل. ونشر المشروع الذي أطلق عليه " بيغ برين/ المخ الكبير" في العدد الأخير للدورية الأميركية للعلوم.
ويظهر النموذج خصائص أدق من شعرة الإنسان وتقريبا على نطاق الخلايا الفردية، وفقا لما قالته كاترين أمونتس، عالمة الأعصاب في مركز أبحاث يوليش بألمانيا والأستاذة بجامعة دوسيلدورف والتي تشرف على البحث. هاتان المؤسستان إلى جانب مستشفى ومعهد مونتريال للعلوم العصبية، وفرت الجزء الأكبر من فريق البحث.
وقالت أمونتس إنه "على الرغم من أن كل الخلايا لا تزال غير واضحة بشكل كبير، إلا أننا نشاهد كيفية توزيعها وكيف أنها مرتبة بصورة مكثفة للغاية. نكتشف الركن الأبعد في المخ". وقدمت قياسا على سبيل المثال وقالت إنه بينما كان يمكن التعرف على القارات والبلدان والمدن في خرائط المخ القديمة "يمكننا الآن التعرف على شوارع فردية".
وقالت إن نموذج المخ يمكن تزويده في وقت لاحق بالبيانات بشأن التركيب الجزيئي والمعلومات الجينية أو الاتصالات بين مناطق الدماغ. ووجد العلماء أن الخلايا مرتبة وفقا لوظائف الدماغ. وقالت أمونتس إن "الترتيب يعتمد على إذا ما كانت المنطقة تسيطر على الحركة أو الأصوات أو الإشارات الضوئية".
ويهدف أطلس بيغ برين لبنية خلايا المخ إلى تسهيل إلقاء نظرات مقربة مهمة على عمليات مثل الإدراك واللغة والعواطف. كما يرغب العلماء في فهم السبب وراء فشل هذه العمليات أحيانا. وقالت أمونتس إن أطلس بيغ برين سيساعد الأطباء أيضا.
وأشارت الباحثة الألمانية إلى أنه خلال التحفيز الدماغي العميق لمرضى مصابين بداء باركنسنون، على السبيل المثال فإن الموضع الدقيق للموصلات الكهربائية بسمك اثنين ملليمتر هو أمر مهم.ٍ وأوضحت أن "الخرائط المستخدمة لهذا الغرض غير دقيقة للغاية في أجزاء منها"، مشيرة إلى أن بيغ برين يمكن أن يستخدم في حالات الاضطرابات العصبية الأخرى.