خطوة متميزة تلك التي قام بها نادي الحالة في ابتعاث أبرز لاعبيه إلى الخارج لإشراكهم في دورات ومعسكرات أوروبية قوية تنمي من مواهبهم وقدراتهم الفنية، وخصوصاً مع الاختيار الجيد لنوعية المعسكر الذي سيذهبان إليه بتواجد لاعبين على قدر كبير من الإمكانات.
نتذكر ما قام به اتحاد الطائرة في عهد الرئيس السابق محمد جاسم حمادة وذلك في الثمانينيات، إذ بادر الاتحاد بابتعاث عدد من اللاعبين المتميزين على مستوى الشباب والذين ينبئ المستقبل بهم إلى اليابان، وإشراكهم في أكاديميات خاصة لتعليم كرة الطائرة لمدة تصل إلى الشهرين وفقاً لاتفاقية بين الاتحادين حينها، ذلك قدم لنا منتخبات قوية أبرزت لاعبين في أوج عطائهم، وذلك أيضاً كان هدف نادي المنامة عندما ابتعث 4 لاعبين من الشباب في كرة السلة للتدرب في تركيا خلال إجازة الصيف 2008، إذ اعتُبر اللاعبون الأربعة مستقبل نادي المنامة، ليخضعوا لمعسكر تدريبي وتدريبات صباحية ومسائية من أجل الارتقاء بمستواهم الفني، كل ذلك من شأنه أن يحقق نقلة نوعية تامة في تنمية قدرات هؤلاء النجوم.
الخطوة الحالاوية يمكن اعتبارها أهم بكثير من برنامج اكتشاف المواهب الذي تطلقه المؤسسة العامة للشباب والرياضة، لأنه سيكون تنمية لمهارات وقدرات لاعبين معروفين بدأوا مشوار النجومية، تنقصهم بعض الأمور ليصبحوا نجوم المستقبل، فمثال هؤلاء اللاعبين تنقصهم بعض الأساسيات، وبتقويتها سيحدث الفارق معهم، كل ذلك لن يأتي من فراغ، وكل هذا التطور في أداء اللاعبين، لن يأتي بالمجان، ليس فقط للاعبي كرة السلة أو الطائرة وإنما لجميع الألعاب وخصوصاً الجماعية منها، ولا يكون ذلك في المعسكرات التي تسبق الاستحقاقات الخارجية، وإنما معسكرات وأكاديميات خاصة يشترك فيها هؤلاء النجوم لكي ينمّوا من قدراتهم، كل ذلك بإمكان الاتحادات الوطنية وحتى اللجنة الأولمبية والمؤسسة العامة أن تعيد فكرة حمادة والمنامة، لكي نحقق نقلة نوعية في أداء لاعبي المستقبل، فهو برنامج للأمل.
ما أريد قوله هنا هو أن التخطيط المستقبلي - وهي كلمة لم تُعطَ حقّها في مجالنا الرياضي حتّى الآن - من أهم الضروريات التي يجب أن نركّز عليها في رياضاتنا جميعها، من أجل الوصول إلى الهدف الأكبر، وهؤلاء النجوم الصغار بحاجة إلى تخطيط مستقبلي يقودهم لمواصلة تألقهم، ويقود منتخبات المستقبل إلى المنافسة في السنوات المقبلة، فمنتخبات المستقبل لن تختلف عن منتخبات الحاضر، طالما لم نقم بعمل مختلف. وواحد + واحد = 2... ومن يقول غير ذلك مخطئ، ولن أقول كاذباً أو واهماً.
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 4694 - الثلثاء 14 يوليو 2015م الموافق 27 رمضان 1436هـ