المسحراتي، لم تزل طبلته الشهيرة تدوي في الأزقة البغدادية، مع بدايات ساعات الليل وحتى وقت الإمساك، لكن هذا التقليد بدأ يجذب إليه الشباب هذه الأيام، إذ يحاول شباب عراقيون تقليد مهنة آبائهم والاستعانة بالأصدقاء لأداء مهمة المسحراتي، وهم يجوبون المناطق السكنية الآمنة يرافقهم أطفال المحلة طمعا بفرصة لدق الطبول بأنفسهم، حسبما أفادت صحيفة الشرق الأوسط أمس الإثنين (13 يوليو/ تموز 2015).
هذا العام تجول بحرية أكبر تماشيا مع أول رمضان لا يخضع لقرارات حظر التجوال كما في الأعوام الماضية، وحافظ على وجوده كموروث شعبي محبب درجت معظم المناطق والأحياء البغدادية على الاستعانة بخدماته طيلة ليالي شهر رمضان ليتولى مهمة إيقاظ الصائمين بالضرب على طبلة كبيرة وحثهم على السحور، على الرغم من كل وسائل التنبيه الحديثة الأخرى، وترافق معه هذا العام حلقات لعبة المحيبس في معظم الأحياء الشعبية البغدادية.
لعل أبرز ما تغير في مهنة المسحراتي البغدادي أن الشباب تولوا زمام المبادرة فيها وتطوعوا لأداء المهمة وسط ترحيب الأهالي وتشجعيهم، وعادة ما يكون هذا التشجيع عبارة عن مأكولات أو حلويات توزع بينهم حالما يقتربون من البيوت.
ياسر حسن (21 عامًا) طالب جامعي، قال: «قررت مع أصدقائي منذ نحو سنتين أن نتولى مهمة المسحراتي، لما لها من أجر كبير، كما أننا نسعى لكي لا ينقطع هذا التقليد البغدادي مهما تعددت وسائل التنبيه، أو حتى صعبت الظروف الأمنية إذ نسعى وقتها إلى الاستعانة بالقوات الأمنية لأداء مهمتنا». أما صديقه أحمد، الذي رافقه بصحبة اثنين من زملائه قال: «الأهالي يرحبون بوجودنا وخصوصا الأطفال، ونحن نؤدي عملا تطوعيا ربما نجني ثماره في أول أيام العيد بحسب ما يجود به كرم العوائل».
فيما يرى الحاج أبو شعلان (54 عامًا) أن مهمة المسحراتي ليست وظيفة أو حاجة رمضانية، إنما هي موروث تراثي عريق نحاول أن لا ينقطع لما يحمله من تواصل وصلة ربانية واجتماعية، ومعظم المسحراتية في بغداد اخذوا مهنتهم من آبائهم وأجدادهم، وتواصلوا معها.
وأضاف: «كثير من الطقوس لا تزال كما هي، ولعل أبرزها لعبة المحيبس التي عادة ما تدور بين أبناء الأحياء المجاورة، وتكون المنافسة حامية، وتنتهي بتوزيع الفريق الخاسر الحلويات (البقلاوة والزلابية) بين الحاضرين».
وتتنافس مناطق عدة في بغداد من أبرزها شارع الكفاح والبتاويين (وسط بغداد) لأداء اللعبة، وهناك أسماء برزت في هذه اللعبة كونها البطاقة الرابحة لأي فريق. يقول الإعلامي والتراثي مجيد ناجي: «المسحراتي شخصية تراثية، لها طقوسها ورنتها واسمها في كل بلد عربي لكنها تحمل بعضا من عادات تلك الشعوب، وحتى تسميته تختلف من بلد لآخر، في العراق يسمى أيضا (المطبلجي) الذي يحمل (دمامه) ويمر على البيوت في الساعات التي تسبق موعد السحور».
جاكم أبو طبيلة
اما في البحرين لو نسويها ما نرجع بيوتنا