تحتفل مدينة بلاكبول في شمال غربي بريطانيا بمهرجان فن الغرافيتي تحت شعار «رمال البحر والرذاذ» بمشاركة عدد من فناني ما يعرف بفن الشوارع بالرسم على الجدران واللوحات الإعلانية في مواقع مختلفة في جميع أنحاء وسط المدينة. ويذكر أن المهرجان الذي يهدف إلى جلب السياح لتلك المدينة الساحلية اختتم أعماله أمس الأول، حسبما أفادت صحيفة الشرق الأوسط أمس الإثنين (13 يوليو/ تموز 2015).
ويعتبر الغرافيتي رسومًا تُرسَم على ممتلكات عامّة أو خاصة. يمكن أن يكون الغرافيتي فنًّا، رسمًا، أو كتابات بشكل عام، يجري الرسم دون إذن صاحب الملك، ولذلك يُعتبَر انتهاكًا للقانون وتخريبًا.
والغرافيتي هو فن رسم الحروف أو الصور على الأسطح، وخصوصا الحوائط والجدران، وقد بدأ هذا الفن منذ أكثر من 30.000 سنة، حيث كان البشر الأوائل يقومون بالرسم على حوائط الكهوف باستخدام عظام الحيوانات.
الغرافيتي قائمٌ منذ أيام القِدم، فقد وُجدت كتابات الغرافيتي في الإمبراطورية الرومانية واليونان. يمكن القول إن رسوم المغارات القديمة هي نوع من الجرافيتي.
ويمكن العثور على أمثلة أولى للغرافيتي في المدينة اليونانية أَفَسُس (في تركيا اليوم). ويبدو أنها كانت إعلانا دعائيًّا لبيت دعارة. كما يمكن إيجاد جرافيتي الفايكينغ في روما وآيرلندا.
في العصر الحديث، يمكن اعتبار الكتابات التي رسمها جنود فرنسيون على مواقع مرّوا بجانبها في مصر خلال حروب نابليون غرافيتي (كتابة على الجدران). في القرن العشرين، ولا سيّما بعد الحرب العالمية الثانية، اعتادت العصابات البلديّة في الولايات المتحدة على الكتابة على الجُدران عبر بخّ دهان على جدران في مواقع عامّة لتحديد مقاطعتها. وكثيرًا ما كانت الكتابات مرتبطة بحضارة موسيقى الهيب هوب والراب. مع الوقت، لم تعُد للعادة علاقة بـ«ثقافة العصابات»، وأصبحت منتشرة، وكذلك معقّدة وفنيّة أكثر.
وفي أوائل عهد هذا الفن كان الغرافيتي مرتبطًا بموسيقى الهيب هوب في نيويورك، وانتشر الغرافيتي منذ 1979 عندما افتتح الفنانان لي كوينس وفريدي أول معرضًا للغرافيتي في روما ومن حينها تعرف العالم على فن الغرافيتي وانتشر استخدامه في الكثير من المجالات كالدعاية والإعلان والتعبير عن الرأي.