يسود بين البحرينيين الاعتقاد بأن تناول المشويات على وجبة السحور في شهر رمضان يسبب العطش في اليوم التالي، إلا أن هذا الاعتقاد لم يمنعهم أبداً عن الإقبال عليها، وإن كانت بعض المطاعم تتراجع مبيعاتها في رمضان فإن أخرى يبقى الطلب كما هو عليه وأحيانا يزيد.

من جانبهم، ينصح الاخصائيون بعدم تناول المشويات على وجبة السحور؛ لأنها تؤدي لارتفاع نسبة الأملاح في الدم، ما يتطلب شرب الماء لطرد هذه الأملاح من الجسم عن طريق الأبوال أو التعرق.

فبحسب سيدعلي هاشم أحد العاملين في مطعم سلومي للمشويات بالمنامة، فإن: «البحرينيين يعتقدون بأن المشويات تسبب العطش في شهر رمضان، ومع هذا فهم يقبلون عليها بشكل كبير. وان كان الطلب على التكة والريش في مطعمنا لم يتغير عما كان قبل رمضان، فإنه يزداد على الكبدة والقلوب المشوية».

وأشار إلى أنه في بداية شهر رمضان يكون الاقبال ضعيفا، ولكن «بعد مرور أسبوع تبدأ الاعداد في التزايد ومن بعد ليلة النصف من رمضان يشهد المطعم ازدحاما شديداً».

ويضيف هاشم «نفتح المطعم الساعة الثامنة مساء. وحتى الساعة التاسعة والنصف نادرا ما يأتي زبون. لكنهم لا يتوقفون مع الساعة الحادية عشرة حتى الواحدة والنصف».

أما في مطعم النعيم بعالي فيقول محمد جميل وهو أحد العاملين في المطعم «بيع المشويات في شهر رمضان لدينا لا يتغير إلا بنسبة بسيطة، وما هو واضح لدينا تراجع الطلب على الشاورما وعليه نقلل الكمية للنصف». وفي المقابل يقول: «يزيد لدينا بيع المعجنات، ويبدأ الطلب عليه منذ الساعة العاشرة، وتخصص غالبية الطلبات للمجالس أو الغبقات».

وعلى بعد خطوات من مطعم النعيم يجلس عمال مطعم دانيال في الساعة العاشرة دون عمل ودون زبائن. يقول المسئول عن المطعم عبدالمؤمن سهيل «ينخفض عدد الزبائن لدينا بشكل كبير في شهر رمضان. على الفطور نادرا ما يفتح زبون باب المطعم. ويبقى العمال دون عمل حتى الساعة الحادية عشرة، حينها يبدأ الزبائن بالحضور بشكل كبير، حتى الساعة الواحدة».

وأوضح أنه في هذا الشهر «يقل البيع بشكل كبير ما يجعلنا نوفر فقط نصف الكمية التي نوفرها في الأيام العادية».

من جهته، أكد الطبيب علي المبارك على ان تناول المشويات يؤدي بعد وقت من تناولها للعطش، وذلك ليس لسبب الشواء بل لسبب «احتوائها على نسبة عالية من الأملاح» مفيدا أن «اللحوم أثناء الشواء تنزل منها الدهون، وفي المقابل تتركز فيها الأملاح. وبطبيعة الحال فإن ارتفاع نسبة الاملاح في الطعام يؤدي بعد وقت لارتفاع نسبة الأملاح في الدم ما يسبب العطش، لان ارتفاعه يحتاج للماء لتتم عملية طرد الأملاح من الدم عن طريق الأبوال أو التعرق».

اخصائية التغذية حوراء رضي وافقت في كلامها ما ذهب له المبارك، مؤكدة أن الأملاح تعمل على إخراج الماء من الخلية مما يؤدي الى جفافها والشعور بالعطش لاحقا. منوهة أنه «بشكل اسرع يفضل أن يحل محلها اطعمة غنية بالبوتاسيوم قليلة بالصوديوم كالموز والتمر أو المشمش؛ حيث أنها تؤخر الشعور بالعطش وأيضا إضافة اطعمة كربوهيدراتية قليلة الجلايسمك اندكس حتى تعطي كمية طاقة مناسبة ولفتره أطول وتؤخر الشعور بالجوع. ولا ننسى شرب الماء ومشروبات الأعشاب الساخنة مثل الزنجبيل أو الميرمية».

وأشارت رضي إلى أن ميكانيكية تقليل العطش لا تعتمد على السحور وشرب الماء قبل الإمساك، فالطريقه الصحيحة هي أن «يبدأ الشخص بتناول الماء بعد الفطور بساعتين وعلى فترات لا تسبب الشعور بالنفخ والإزعاج. وبالتالي تجنب شرب كميات كبيرة وقت السحور، علما بأن وجبات السحور تعتبر هي الأخرى عاملا مكملا ومساعدا على تقليل العطش».