نددت حكومة البوسنة أمس الاثنين (13 يوليو/ تموز 2015) بتعرض رئيس الوزراء الصربي ألكسندر فوسيتش للرشق بالحجارة خلال مراسم الذكرى السنوية العشرين لضحايا سريبرينيتسا وطالبت بتحقيق عاجل لتحديد هوية منفذي الهجوم.
وصرح رئيس الوزراء دنيس زفيزديتش «لقد طلبنا من كل المؤسسات المعنية فتح تحقيق عاجل لتحديد هوية المنفذين وإحالتهم أمام القضاء، لأنه هجوم ليس فقط ضد ألكسندر فوسيتش بل أيضاً ضد كرامة الضحايا». وكان فوسيتش أصيب في الرأس بعد تعرضه للرشق بالحجارة السبت في سريبرينيتسا.
وبعد أن وضع فوسيتش إكليل زهور أمام نصب بأسماء أكثر من 6200 ضحية تم تحديد هوياتهم ودفنهم في سريبرينيتسا، بدأ الحشد بالهتاف «الله أكبر» وبرشقه بالحجارة. كما حاول بعض الأشخاص التعرض له مباشرة مما اضطره إلى مغادرة المكان بسرعة محاطاً بحراسه الذين أصيب عدد كبير منهم نتيجة الرشق بالحجارة.
وقبل عشرين عاماً، في يوليو/ تموز 1995، وفيما أعلنت الأمم المتحدة سريبرينيتسا «منطقة محمية»، قتلت القوات الصربية البوسنية فيها نحو ثمانية آلاف رجل وفتى مسلم، فارتكبت بذلك أسوأ مجزرة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
وتابع زفيزديتش أن الهجوم يتعرض أيضاً «للجهود التي تبذلها البوسنة من أجل إقامة علاقات جيدة مع الدول المجاورة».
إلا أنه أوضح أن الحادث يكشف ثغرات في مؤسسات البلاد المكلفة بالأمن والنظام.
وتحاكم محكمة الجزاء الدولية ليوغوسلافيا السابقة، القائدين السياسي والعسكري لصرب البوسنة، رادوفان كرادجيتش وراتكو ملاديتش، المتهمين بالتخطيط لمجزرة سريبرينيتسا، بتهمة الإبادة.
وفي 2001، كان أحد قادة صرب البوسنة راديسلاف كريسيتس أول من أدين بتهمة الإبادة في أوروبا. تلتها أربع إدانات أخرى بالإبادة.
وبعد عشرين سنة على مجزرة سريبرينيتسا، ماتزال البوسنة، أحد أفقر بلدان أوروبا، غارقة في انقساماتها على أمل الانضمام يوماً إلى الاتحاد الأوروبي.
وبعد محاولة أولى لبناء دولة قابلة للاستمرار - بمساع محلية وضغوط من المجموعة الدولية - على أنقاض نزاع دام، لم تتوصل البوسنة بعد إلى إيجاد صيغة تساعدها في لم شمل شعبها.
العدد 4693 - الإثنين 13 يوليو 2015م الموافق 26 رمضان 1436هـ