والعيد على الأبواب تفصل بيننا وبينه أيام قليلة، تقبل الله صيامكم وقيامكم، وأعادكم عليه وعلى الإنسانية جمعاء وهي في حال أفضل من هذا الحال.
والعيد على الأبواب، بكل ما يتطلبه من تجهيز واستعداد، من المروءة والإنسانية أن لا ينسى المقتدرون وذوو السعة، أولئك الذين لا يعلم بأحوالهم وظروفهم إلا الله. ويعلم الله كيف مر شهر رمضان المبارك عليهم، بكل ما يتطلبه أيضاً من تجهيز واستعداد مضاعف، ولعله قد تيسر لبعضهم النزر اليسير مما يقيم أودهم في هذا الشهر الفضيل، بفعل جهود الصناديق الخيرية، وموائد الرحمن التي لا تنقطع طوال الشهر؛ إضافةً إلى الرهان على التزام وطيبة وإنسانية هذا الشعب الجميل.
إلا أن في الأعياد يكون النسيان والسهو واردين إذا خفَّفْنا من وقع جانبٍ من الصورة، ذلك الذي تتعرض له عائلات تعيش على حد الكفاف، وسط أسر فيها أرامل وأيتام وفقراء وعاطلون عن العمل ومن أقعده المرض وحال بينه وبين السعي طلباً للرزق، وعائلات سجناء أيضاً. كل أولئك والعيد على الأبواب بحاجةٍ ماسَّةٍ إلى أن ينالوا حصة من الالتفات والاهتمام والتذكر، حيث لن تستطيع الصناديق الخيرية احتواء كل أولئك في منطقة واحدة.
بعض رجال الأعمال والأثرياء لا يحتاجون إلى من يذكّرهم بمسئوليتهم الاجتماعية والأخلاقية والدينية، فيبادرون من تلقاء أنفسهم للقيام بتلك المسئولية وبصدق وحب غامر. بعض من أولئك يعيش في جزيرة معزولة عن مثل تلك الحالات التي هي في زيادة واطّراد، كلما تآكلت وتلاشت الطبقة الوسطى في أي مجتمع، وذلك هو واقعها في مجتمعنا هنا.
التكافل الاجتماعي الذي وضع الإسلام قواعده، يتيح وضع حد لأزمات وفاقة تلك الشريحة من مجتمعنا. الفائض البسيط من إمكانيات أيٍّ منا، وباتحاد الجهود والإحساس بالمسئولية، يمكن أن يرسم ابتسامة على وجه يتيم في يوم العيد، ويمكن أن يزيل ولو اليسير من جبال هموم تثقل كاهل أرملة، ويمكن أن يغيّر واقع يوم واحد على الأقل، لأطفال حال بينهم وبين الفرح بالعيد أب أقعده المرض، أو أسْلمتْه البطالة إلى الحاجة، أو أطفال سجين صاروا في مهب الريح.
مثل ذلك التكافل هو الذي يصنع التماسك والتآلف والرحمة في أي مجتمع من المجتمعات. يقوّي بنيته وجبهته الداخلية في جانب من ذلك العمل وتلك المبادرات، ويعمل على إحداث التوازن، وتجنيب المجتمع حالات الجنوح والانحراف والتعدي على أملاك الغير، أو اللجوء إلى اتّباع طرقٍ تقود إلى المال الحرام. فأكثر ما يهدد استقرار الإنسان غياب حاجاته الضرورية التي تعينه على أن يكون إنساناً طبيعياً له اعتباره وقيمته ووزنه، ومتى ما اختفت وانتهت تلك الحاجات، يكون أكثر عرضةً للجنوح، بغياب جانب مهم يرسّخ توازنه والتزامه وهو الدين والأخلاق.
لم ولن يخلو مجتمعنا من فعل الخير والمبادرة إليه، ولن تخلو من المبادرين إحساساً منهم بتعفف عائلات عن سؤال الناس لقضاء حوائجهم. وقد ظل مجتمع البحرين على اختلاف مذاهبه وتوجهاته، حريصاً ومتمسكاً بتلك القيم النبيلة وحسن معاملته لتلك الشريحة في مجتمعنا. بعضٌ منهم لا يعلم جهوده وسعيه وتحركه إلا الله، وبعضٌ يسعى لبث روح التنافس في عمل الخير، وذلك ما نحسبه فيهم، وقليل منهم الذي يبتغي من وراء ذلك وجاهة ورياء، وأولئك قليل ولا مكان لهم في قلوب الناس.
هي دعوة تحوي التذكير أكثر من التشخيص، لقيام كل منا بمسئوليته تجاه أخوة وأخوات، وأبناء وبنات، وآباء وأمهات، وضعتهم الظروف في ما لا نرجو أن نوضع فيه. ولا عيد حقيقياً لأيٍّ منا ما لم يشارك كل منا عيده أولئك الذين سيكون عيدهم ناقصاً ما لم يتم الالتفات إليهم من قبل القادرين على القيام بمسئوليتهم. وكل عام وأنتم بخير.
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 4692 - الأحد 12 يوليو 2015م الموافق 25 رمضان 1436هـ
وصل
وصل العيد والناس مخابيهه فاضيه ولا احد يقدر يشترى ملابس للاطفال والرواتب ما راح تنزل اله بعد العيد الفقر متعب للمواطن البحرينى المشتكى لله ياريت نحن اجانب فى هاده البلد لعشنا مثلهم عيشه هنيه لاكن مكتوب علينه ان نعيش اغراب فى وطنه المشتكى لله
شكرًا لك اخت سوسن
شكرًا لك اخت سوسن على هذه اللفتة الانسانية والله يجازيك خيرا ويحقق أمانيك ودعوة لمن من الله عليه بالنعمة أن لاينس اخوانه من المحتاجين
من أحسن أحسن لنفسه .
____________________
امنية .
ف هذه الايام المباركة ندعوا الله جل جلاله أن يفرج لجميع المعتقلين والمعتقلات ويعيدوا مع أهاليهم بحق محمد وآل محمد . وأن يرفع عنا الظلم ويغني كل فقير ومحتاج
ويزداد الظلم
العيد سيأتي كما رحل الاخرين حزن مشوب بالتحدي لن نرجع بيوتنا خائبين لنا مطالبة واهمها المواطنة الحقه وغير ذلك فهو ضحك على الذقون