العدد 4692 - الأحد 12 يوليو 2015م الموافق 25 رمضان 1436هـ

وداع الشهر الفضيل... مشاعر ومظاهر كرنفالية بحرينية

أمسية دعائية في وداع شهر رمضان
أمسية دعائية في وداع شهر رمضان

ما أن يقترب الشهر الفضيل، أعاده الله علينا جميعاً بخيراته وعطاءاته، من نهايته، وفي الأيام الأخيرة التي تعقب الليلة السادسة والعشرين، حتى تبرز مظاهر شعبية اعتاد عليها الناس في مختلف مدن وقرى ومناطق البحرين، ولاسيما الشعبية منها، أي التي لا تزال تحافظ على هويتها القديمة، وهي مظاهر وداع شهر رمضان.

وتتنوع الأنشطة وتختلف من منطقة إلى أخرى، فمن الأمسيات الدعائية والمحاضرات الوعظية، إلى الميدانية، ومنها تنظيم مجموعات من الشباب يجوبون الشوارع في وداع شهر رمضان كصورة كرنفالية بالفرق الشعبية والطبول والأهازيج التي اعتادوا عليها من قبيل: «يا الوداع... يا الوداع... عليك السلام... يا شهر الصيام... ودعوا يا كرام... شهر الصيام»، وهي الأهزوجة الأشهر، فيما تشارك «الفريسة» وهي تشبيه للفرس مصنوعة من الألمنيوم أو الخشب وفي مقدمتها رأس حصان ويدخل وسطها شاب أو رجل مغطى بقطعة قماش لمّاعة زاهية، وتدور في الأرجاء مع قرع الطبول.

ويشارك الشباب في الليالي الفضيلة مع المسحّر في بعض المناطق التي لا يزال المسحّر يجوب المناطق فيها متحدياً تكنولوجيا الهواتف النقالة و(سوالف الواتس أب) التي لا تنقطع أبداً وصور الانستغرام التي تتوالى من كل حدب وصوب ويتحدى أيضاً كل الوسائط التقنية لا ليثبت أنه قوي صامد، بل ليقول إنه هنا فقط... فالشباب يرافقون بعض المسحّرين في المناطق وهم يرددون في الليالي الأخيرة أيضاً كلمات توديع الشهر الفضيل المستوحاة من التراث الشعبي البحريني، مرددين الأهازيج الشعبية، ومن الملاحظ أن عشرات الشباب والفتيان يضفون على ليالي الشهر الكريم طابعاً خاصاً من خلال إحياء العادات التراثية البحرينية والتي باتت مندثرة الآن في غالبية المناطق بسبب التطورات الاجتماعية وغيرها وانشغال الناس بالأنماط الرمضانية الجديدة كالسهر في الخيام وغيرها.

ولم يقتصر الوضع على المناطق الشعبية والقرى، فحتى المناطق الحديثة بدأت تتكون لديها مجموعات من الأهالي يحيون هذه الأنشطة، ففي منطقة (سرايا 2) مثلًا تجربة لاقت تجاوباً كبيراً من السكان وهي تمثل خليطاً من مختلف الأفكار والمناطق والتوجهات، حيث يقطنها آلاف السكان من مختلف مناطق البحرين، ولذا فإنه علاوة على الطابع التراثي المتجذر لهذه الفعاليات، فإنها تساهم أيضاً في تعريف الناس ببعضهم البعض، وخصوصاً الشباب منهم، وتشكل حلقة وصل بين الماضي والحاضر في أجيال متعاقبة تحافظ على تراثها الأصيل الذي يُعَدُّ جزءاً من الهوية البحرينية، ويمكن القول إنها استنطاق لروح الزمان والمكان معاً.

وفي العادة، فإنه مع هذه الفعاليات التراثية، والتي تنتقل في بعض الأحيان إلى برامج في المجمعات التجارية الكبرى التي يرتادها الناس، فإن السمة الأكبر لأهل البحرين هي توديع الشهر الفضيل بالاستزادة حتى اللحظة الأخيرة بطلب التوبة والمغفرة والتوفيق، والولوج في روحانية أعظم الشهور وأقدسها بليالي قدره العظيمة في العشر الأواخر... فعليك السلام... يا شهر الصيام.

العدد 4692 - الأحد 12 يوليو 2015م الموافق 25 رمضان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً