انهار إلى حد بعيد الأمل بصمود الهدنة الإنسانية التي أعلنتها الأمم المتحدة في اليمن حتى نهاية شهر رمضان، وذلك مع تكثف الغارات الجوية والمعارك البرية بين الحوثيين و»المقاومة الشعبية» الموالية لشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي.
وقد شن طيران التحالف الذي تقوده السعودية فجر أمس الأحد (12 يوليو/تموز 2015) سلسلة غارات جديدة ضد مواقع رغم الهدنة التي سرعان ما انهارت بعيد إعلانها اعتباراً من ليل الجمعة السبت.
واستهدفت غارات تجمعات للحوثيين في معقلهم في صعدة بشمال البلاد، إضافة إلى مواقع لهم في جنوب صنعاء وفي منطقة الوهط الواقعة بمحافظة لحج الجنوبية بحسب ما أفاد شهود عيان وسكان. ولم يتسن الحصول على حصيلة لضحايا هذه الغارات.
والأحد، قصفت مقاتلات التحالف قاعدة عسكرية في جنوب العاصمة ومواقع للمتمردين في محافظة عمران (شمال).
وتأتي هذه الضربات الجوية رغم إعلان الأمم المتحدة هدنة إنسانية للسماح بإيصال المساعدات الضرورية لملايين السكان.
ودخلت الهدنة حيز التنفيذ ليل الجمعة السبت وكان يفترض أن تستمر حتى نهاية شهر رمضان، إلا أنها سرعان ما خرقت في مناطق عدة.
واستمرت في الأثناء المواجهات على الأرض بين القوات الموالية لحكومة الرئيس المعترف به دولياً عبدربه منصور هادي من جهة والحوثيين وقوات الجيش الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح المتحالفة من جهة أخرى.
وكانت الأمم المتحدة أكدت عند إعلان الهدنة أنها حصلت على ضمانات كافية من جميع الأطراف.
وتركزت أعمال العنف في الجنوب، لاسيما في عدن ومحيطها. وأكد شهود عيان أن أحياء سكنية في عدن تعرضت لقصف مصدره الحوثيون.
وقال مدير مكتب الصحة والسكان في عدن خضر لصور إن القصف أسفر عن قتيلين و56 جريحاً في صفوف المدنيين منذ بدء سريان الهدنة.
واستمرت المواجهات بين الحوثيين والقوات الموالية لهادي في محيط عدن.
وقد تمكنت «المقاومة الشعبية» التي ينضوي تحت لوائها المقاتلون الموالون لحكومة هادي والمنتمون إلى جهات متعددة، من تحقيق تقدم في منطقة رأس عمران الساحلية غرب عدن.
وقال المتحدث باسم القوات التي تقاتل الحوثيين في عدن اللواء فضل حسن إن «المقاومة سيطرت الأحد على منطقة رأس عمران الساحلية غرب عدن بعد مواجهات عنيفة مع جماعات الحوثي وصالح استمرت 8 ساعات».
وأضاف «لقد أحكمنا السيطرة على هذه المنطقة التي تعد المدخل الغربي لعدن» و»ذلك بعد أن تسلمنا سلاحاً متطوراً من قبل قوات التحالف».
وأشار حسن إلى أن الجثث «ملقاة على الطرق» في المنطقة. ولم تسمح الهدنة المفترضة بأي تحسن في الأوضاع الإنسانية، وخصوصاً في عدن.
وقال عدنان الكاف من ائتلاف عدن للإغاثة الشعبية إن الحوثيين اعترضوا قافلة من المساعدات الإنسانية كانت متجهة من الحديدة في الغرب إلى عدن. وأكد الكاف أن «القافلة أوقفت عند المدخل الشمالي لعدن». وكانت سفينتان تابعتان لبرنامج الغذاء العالمي عالقتين في البحر قبالة عدن.
وأضاف الكاف «الهدنة الإنسانية غير موجودة والأمم المتحدة التي أعلنت الهدنة عليها أن تتدخل لتساعد على وصول السفينتين إلى ميناء عدن وتقديم المساعدات إلى الناس المحتاجين».
وأضاف «نحن بحاجة لمليون و200 ألف سلة غذائية عاجلة لعدن والمحافظات المجاورة لاسيما ابين ولحج».
كذلك استمرت أعمال العنف في مدينة تعز الكبيرة بجنوب غرب البلاد.
كما أفادت مصادر متطابقة عن إرسال الحوثيين تعزيزات عسكرية من محافظة مأرب في وسط البلاد إلى محافظة شبوة الجنوبية الصحراوية.
وسجلت أيضاً اشتباكات عنيفة في منطقة حبان بشمال شبوة ما أسفر عن 21 قتيلاً على الأقل في صفوف «المقاومة الشعبية».
وبحسب الأمم المتحدة فإن 80 في المئة من السكان -أي 21 مليون شخص- يحتاجون للمساعدة أو الحماية وأكثر من 10 ملايين شخص لا يجدون الطعام ومياه الشرب؛ بسبب النزاع الذي أوقع أكثر من 3200 قتيل نصفهم من المدنيين منذ أواخر مارس/آذار.
العدد 4692 - الأحد 12 يوليو 2015م الموافق 25 رمضان 1436هـ