انهار جزء من السور الرئيسي للقلعة الأثرية في مدينة حلب القديمة في شمال سورية المدرجة على لائحة اليونيسكو للتراث العالمي جراء تفجير نفق في محيطها، وفق ما أعلن الإعلام السوري الرسمي والمرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الأحد (12 يوليو/ تموز 2015).
وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن «التنظيمات الإرهابية فجرت الليلة نفقاً في مدينة حلب القديمة» تسبب «بانهيار جزء من سور القلعة».
وقال المرصد من جهته في بريد إلكتروني «سمع دوي انفجار عنيف بعد منتصف ليل الأحد ناجم عن تفجير نفق في المدينة القديمة بالقرب من قلعة حلب، ما أدى لأضرار مادية كبيرة وأضرار في منطقة القلعة».
وأكد مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس» أن «التفجير تسبب بانهيار جزء من السور الرئيسي لقلعة حلب»، مضيفاً «لم تتضح بعد هوية منفذي التفجير، لكن اشتباكات عنيفة تلته بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها والفصائل المقاتلة في المنطقة».
ويعود تاريخ بناء قلعة حلب إلى القرن الثالث عشر وهي تشكل جزءاً من مدينة حلب القديمة التي تعد واحداً من ستة مواقع سورية مدرجة على لائحة التراث العالمي العام 2013، أبرزها قلعة الحصن في حمص وآثار مدينة تدمر في وسط البلاد والأحياء القديمة في دمشق.
وتتمركز قوات النظام في مواقع عدة في مدينة حلب القديمة وداخل القلعة التي تقع على تلة تشرف على مدينة حلب التي تشهد معارك مستمرة منذ صيف 2012، وفق عبدالرحمن.
وأوضح أن «معالم وأبنية أثرية في حلب تعرضت في وقت سابق للضرر أو تدمرت بالكامل جراء الاشتباكات بين قوات النظام والفصائل أو تفجير الأنفاق».
وليست المرة الأولى التي يتم فيها تفجير أنفاق في مدينة حلب القديمة، وكان أكبرها تفجير فصائل المعارضة في مايو/ أيار 2014 نفقاً أسفل فندق كارلتون الأثري الذي كانت قوات النظام تتخذه مقراً لها، ما تسبب بتدميره بالكامل ومقتل 14 عنصراً من قوات النظام على الأقل.
ويستخدم مقاتلو المعارضة تكتيك تفخيخ الأنفاق في المعارك ضد قوات النظام في مدينة حلب، حيث يحفرون أنفاقاً من مناطق تحت سيطرتهم وصولاً إلى مواقع تابعة للنظام. ويقومون عادة بتفخيخها وتفجيرها أو يتسللون منها لشن هجمات.
وتعرض أكثر من 300 موقع ذي قيمة إنسانية في سورية للدمار والضرر والنهب خلال أربع سنوات من النزاع وفق ما أعلنت الأمم المتحدة في ديسمبر/ كانون الأول 2014.
وفي ريف حلب الشمالي الشرقي، ارتفعت حصيلة القتلى جراء قصف قوات النظام مدينة الباب بالحاويات المتفجرة السبت إلى 34 مدنياً على الأقل، بينهم ثلاثة أطفال، وفق المرصد. وكان المرصد أفاد السبت أن 28 شخصاً قتلوا بينهم 19 مدنياً. وأدى قصف قوات النظام لبلدة بزاعة المجاورة بالبراميل المتفجرة الأحد إلى مقتل ستة مدنيين آخرين.
وتقصف قوات النظام المناطق تحت سيطرة الفصائل المقاتلة بالبراميل المتفجرة التي حصدت آلاف القتلى في سورية.
وفي محافظة الرقة (شمال)، أفاد المرصد عن مقتل 11 عنصراً من تنظيم «داعش» جراء تنفيذ طائرات الائتلاف الدولي بقيادة أميركية ضربات استهدفت مقراً في شرق مدينة الرقة. كما قتل طفل في ضربات للائتلاف استهدفت منطقة مزارع الأسدية الواقعة شمال المدينة.
على صعيد آخر، أعلنت وكالة «دوغان» التركية للأنباء أمس أن قوات الأمن التركية اعتقلت خلال ثلاثة أيام في مدينة غازي عنتاب جنوب شرق البلاد 45 أجنبيا كانوا ينوون الانتقال إلى سورية للقتال إلى جانب تنظيم «داعش».
العدد 4692 - الأحد 12 يوليو 2015م الموافق 25 رمضان 1436هـ