نعى سمو الشيخ محمد بن مبارك أل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء في كلمة وجهها عبر تلفزيون البحرين اليوم السبت (11 يوليو/ تموز2015) المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل الذي انتقل إلى جوار ربه يوم الخميس الماضي (9 يوليو/ تموز2015).
وقد عبر سموه عن عميق حزنه وبالغ أسفه لوفاة الفقيد مشيداً بمناقبه وما كان يتمتع به رحمه الله من نبل الأخلاق والتواضع الجم وسعة الأفق والحكمة في القول والحنكة في الحوار واتخاذ القرار .
كما أشاد بما قدمه الفقيد من خدمات جليلة لبلده المملكة العربية السعودية الشقيقة والأمة العربية والإسلامية وقضاياها العادلة، منوها بدوره رحمه الله في دعم مملكة البحرين في كافة المجالات .
فيما يلي نص الكلمة :
بسم الله الرحمن الرحيم
بِعميقِ الحُزنِ وبَالغ الأَسى أَنعيِ الأخ العزيز والصديقِ الوفَي المغفورِ لهُ بإذنِ اللهِ تَعالى صَاحبَ السُموِ الملكيِ الأَمير سعود الفيصلَ طيبَ اللهُ ثراهُ الذيِ أعتزُ بِصحبتهِ علَى المستوىَ الشَخصيِ وبِزمالتهِ فيِ العَملِ لِأكثرِ مِن ثلاثةِ عُقودٍ حيثُ رَحلَ عناَ لكنَ ذِكراهُ ستظلُ فِي قُلوبِنا وَعقُولِنا ماحيِيِنا، فإنا للِه وإنا إليه راجِعون ، وَلاحولَ ولاَ قُوةَ إلا بِاللهِ .
لَقدْ فَقدتْ المملكةُ العَربيةُ السُعوديةُ الشَقيقةُ ، والأمةُ العربيةُ والإِسلاميةُ بِرحيلهِ شَخصيةً سياسيةً وقَياديةً قَلماَ أَن تُعوضَ حَيثُ كانَ رَحِمهُ اللُه النَجمُ الساطعُ في كُل اجتماعٍ ومؤتمرٍ ومَحفلٍ يشاركُ فيهِ والذَي كان الكلُ ينظرُ وينتظرُ لما يقولُ مِن رأيٍ سديدٍ وحكمةٍ بالغةٍ وقرارٍ صائبٍ حَصيِفْ .
إنَ مملكةَ البحَرينِ التيِ تَرثِيهِ اليَومَ لا يُمكنُ أن تُنسىَ مَواقِفهُ الشُجاعةُ وإِسهاماتهُ المشهوُدةَ في دَعمِ قَضاَياهاَ العَادلةِ ، ودَورهِ فيِ إِقامةِ جِسرِ الملكِ فهد الذيِ يَربطُ بينَ مَملكةِ البحرينِ والمملكِة العربيِة السعوديةِ الشقيقةِ وإنشاءِ مَجلسِ التَعاوُنِ لدولِ الخليجِ العَربيةْ .
إن الفيصلَ إِبن الفيصلَ العَظيمْ ، وإِن رحل فإنَ إنجازاتهِ ومواقفهِ فِي المَحافلِ العَربيةِ والدُوليةِ في سَبيلِ الذَودِ عَنْ مَصالحِ بلادهِ و أُمته العَربيةِ والإِسلاميةِ لا يُمكنُ أن تُنسَى علىَ مدىَ الأيامِ و الأَعوامْ .
ذَلكَ ، صاحبُ السمُوِ الملكيِ الأميِر سعود الفيصل الذيِ تَقلَد مَنصبَ وزيرِ خارجيةِ المملكةِ العربيةِ السُعوديةِ الشقيقةِ لِقرابةِ الأربعةِ عُقودْ، أثبتَ خِلالَها كفاءتهٍ وصَائبِ قرارهِ الذي يتسمُ بالحكمةِ والفِكرِ الناضجِ حَيثُ طالماَ تَكون لِسموهِ كلمةُ الفصلِ وسدادِ الرأيِ فِيما هُوَ مطروحُ للنقاشِ واتخاذِ القَرارْ.
لَقدْ جَسدَ الأميرُ سعود الفيصل شخَصيةَ الأميرِ بطلعتهِ ومهابتهِ ، والإنسانِ بتواضُعهِ ونبلِ أخلاقهِ ، والمُثقفِ بعلمهِ ومعلوماتهِ وسعةِ أفقهِ ، والسياسيّ بحنكتِهِ وإخلاصهِ وأمانتهِ ومواقفهِ التي تُبهرُ حتىَ من يُخالفهُ الرأيَ وتدعوُ إلى إحترامِ سموهِ و تقديرهْ .
إنَ مواقِفهْ و تَجرِبتهْ رحمَهُ الله يجبُ أن تَظلَ مِثالا ًوَنبراساً لِكلِ من يَتقلدُ هذاَ المَنصبِ أو غَيرهِ و إِنَ تَجرِبتهْ وإِدارتَهْ وقِيادتهْ للدبلوماسيةِ السعوديةِ والعربيةِ والإسلاميةِ يَجبُ أن تُدَرسَ لكلِ من يعملُ في المجالينِ السياسٌي والدُبلوماسيٌ للإِستفادِة مِنها و التَعريفِ بمكانةِ هذا الإِنسانِ الأميرِ الذي ضَحىَ بِشبابهِ وصحتهِ ووقتهِ من أَجلِ مَصالحِ وطنهِ و أُمتهِ . نَدعوُ اللَه لهُ بالرحمِة والغُفرانِ ، ولا يسعُنيِ إِزاءَ هذَا المُصابِ الجَللٌ إِلا أن أَتقَدم بِخالِصِ العَزاءِ وصَادِق المُواساهِ إلى خَادمِ الحَرمينِ الشريفينِ الملكِ سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملكِ المملكةِ العربيةِ الشَقيقةِ حَفظهُ اللُه وَ رعاهُ وإِلى صَاحبِ السمُوِ الملكٌيِ الأميرِ محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود وليِ العهدِ نائبِ رئيسِ الوزراءِ وزيرِ الداخِليةِ ، وصاحبِ السُموِ الملكيٌ الأميرِ محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وليِ وليِ العهدِ وزيرِ الدفاعِ وإلى أصحابِ السُموِ الملكي الأُمراءِ أِخوانهِ وأبنائهِ وأحفادهِ وأسرهِ آل سُـعودِ الـكـرامِ والشعبِ السُعوديٌ الشقيقِ والأُمةِ العَربيةِ والإِسلاميةِ داعياً الموَلى القَدير أن يَتغمدهُ بِواسعِ رَحمتهِ وفسيحِ جناتهِ وأنْ يُلهِمناَ جميعاً الصَبرَ و السُلوانْ .