سُجِلت عدة خروقات للهدنة الإنسانية الثانية التي بدأ سريانها في اليمن في الدقائق الأولى من فجر السبت (11 يوليو/ تموز2015)،وفق ما ذكر موقع بي.بي.س.
ورصدت بي بي سي استمرار الاقتتال في كل من محافظتي تعز ومأرب بعد أقل من ساعة على بدء سريان الهدنة الإنسانية التي أعلنت عنها الأمم المتحدة.
وكان مجلس الأمن التابع للمنظمة الدولية قد حث أطراف الصراع في اليمن على التقيد بالهدنة ذات الايام الستة.
وقال المجلس في بيان أصدره بالإجماع إنه لا ينبغي لأي طرف استغلال الهدنة لنقل الأسلحة أو الاستيلاء على الاراضي.
ونقل عن سكان العاصمة اليمنية قولهم إن طائرات التحالف الذي تقوده السعودية عاودت قصف أهداف في المدينة. وقالت وكالة اسوشييتيد برس للأنباء إن الطائرات استهدفت معسكرا للحوثيين.
وتبادل الحوثيون والمقاتلون المناهضون لهم في تعز الاتهامات بخرق الهدنة.
ففي حين اتهمت ما تعرف في اليمن بـ"المقاومة الشعبية " الحوثيين بخرق الهدنة وقصف أحياء في المدخل الغربي لمدينة تعز ومنع ناقلات المياه من تزويد مدينة تعز بالمياه النقية، اتهم الحوثيون في المقابل المقاتلين المؤيدين للسلطة المعترف بها دوليا بخرق الهدنة ومهاجمة موقعين لهم في منطقة الضباب وجبل جرّه.
وقال شهود عيان لبي بي سي إن مقاتلات التحالف بقيادة السعودية قصفت بالتزامن مع بدء سريان الهدنة موقعا للحوثيين في جبل الزنوج بمدينة تعز.
وفي محافظة مأرب شمال شرقي اليمن قالت مصادر قبلية إن الحوثيين استمروا في نقل تعزيزات عسكرية كبيرة قادمة من صنعاء باتجاه المحافظة وتحدث مقاتلون قبليون عن شن الحوثيين هجوما على منطقة المشجح وأنهم قصفوا بالمدفعية الثقيلة عدة مواقع للقبائل.
لكن وسائل إعلام تابعة للحوثيين اتهمت القبائل بشن هجمات على مواقع يسيطر عليها الحوثيون واتهمتهم بمحاولة إفشال الهدنة الإنسانية وأكدت احترام الحركة الحوثية للهدنة والتزامها بها.
وكان الزعيم القبلي الشيخ حمد بن وهيط أكد في وقت سابق في تصريح لبي بي سي أن مسلحي القبائل في مأرب لن يعترفوا بأي هدنة طالما لم ينسحب الحوثيون من محافظة مأرب وبقية المدن التي يسيطرون عليها.
وشكك في التزام الحوثيين وقوات الحرس الجمهوري التي تقاتل معهم بوقف القتال وفقا للهدنة الإنسانية، مؤكدا أنه ليس من حق أي طرف التحدث عن هدنة سوى المقاتلين الموجودين في ميادين القتال دفاعا عن مناطقهم التي يهاجمها الحوثيون على حد تعبيره.
وتقول منظمات الإغاثة إن الحصار المفروض على اليمن قد زاد الأزمة الإنسانية التي يعاني منها هذا البلد سوءا بعد أشهر من القتال، بحيث بات أكثر من 80 بالمئة من السكان البالغ عددهم 25 مليون نسمة بحاجة الى معونات.
وتقول الأمم المتحدة إن قليلا جدا من المساعدات المالية التي وعد بها المانحون قد وصلت الى اليمن.
وقد أدى القتال إلى نزوح نحو مليون من السكان، وتقول منظمات الإغاثة إن شح الوقود يعقد عملية إيصال المواد الإغاثية إلى مستحقيها.